كلما اقترب موعد الصيام تزينت بيوت الله، وبدت في حلة جديدة، وصار ذلك ديدن القائمين على القطاع والمشرفين على تسيير المساجد كالأئمة والقيّمين والمتطوعين وكذا لجان المساجد، التي تستنفر أعضاءها لترتيب الأمور وتحضير أجواء العبادة لضيوف الرحمان، وقد شهدت مساجد العاصمة ال 500 منذ أزيد من أسبوعين حركية كبيرة تخص تهيئة وتجهيز مرافق العبادة لاستقبال المصلين الذين يتوافدون بكثرة خلال هذا الشهر الكريم. وأوضح مدير الشؤون الدينية والأوقاف بولاية الجزائر السيد مساعدي لزهاري ل "المساء" أن جميع المساجد الموزعة على بلديات العاصمة ال 57 تشهد حملة تنظيف وتزيين منذ أيام، لاستقبال المصلين والمعتكفين خلال شهر رمضان المعظم، حيث تم تنظيف الأفرشة وتجديد بعضها وإصلاح الميضات والإنارة الداخلية والخارجية وتطهير المسالك المؤدية إلى المساجد، مضيفاً أن بعض البلديات قامت بتفريش عدد من المساجد وإصلاح أعطاب مكبرات الصوت، كما أن المديرية قامت بتفريش حوالي 10 مساجد، أما ولاية الجزائر فكلفت شركة "إيربال" للنظافة والتطهير الحضري بتنظيف المساجد المركزية التي فتحت لها الأبواب منذ أزيد من أسبوع، كما استعانت المديرية برؤساء البلديات في دهن وتبييض الواجهات والجدران الخارجية للمساجد وإصلاح الإنارة العمومية، إلى جانب ذلك قام بعض المحسنين بتجهيز بعض المساجد، على غرار مسجد الرحمة بوسط العاصمة الذي جهز ب 22 مكيف هواء. وفي الجانب التعبدي جاء في مذكرة خاصة أرسلتها المديرية بداية أوت، تطلب فيها من الأئمة الالتزام بتطبيقها، ومنها ختم القرآن الكريم كاملاً، بمعدل قراءة حزبين يومياً، تكثيف الدروس بمساجد الولاية مع التركيز على المواضيع التي تعالج أمور الدين والدنيا وتتعرض بخاصة إلى معالجة الآفات الاجتماعية والظواهر السلبية التي يعيشها المجتمع الجزائري في هذا الشهر الفضيل، وفي هذا السياق سيتم تنشيط 30 محاضرة يومياً بالمساجد المركزية التي يصل تعدادها بالعاصمة حوالي 140 مسجداً، وتعيين الأئمة ومعلمي القرآن الكريم الذين تتوفر فيهم شروط الإمامة لصلاة التراويح بمساجد الولاية، مع الحرص على أداء القراءة برواية ورش، من أجل توحيد القراءات، وكذا إعداد خطب منبرية ليوم الجمعة باختيار المواضيع المناسبة لهذا الشهر الكريم، إلى جانب تعيين أئمة أساتذة وأساتذة جامعيين ومختصين للتناوب على إلقاء الدروس بالمساجد المركزية. وحسب مصدرنا فإنه تم برمجة زيارات ميدانية للمقاطعات الولائية من أجل الاطلاع على النشاطات المبرمجة والمقترحة ومراقبة مدى تطبيقها خلال الشهر المعظم، كما برمجت المديرية معاينات ميدانية للمساجد والمدارس القرآنية رفقة المفتشين والمعتمدين من أجل إثراء النشاطات الرمضانية. وفيما يخص صلاة التراويح تشير المذكرة إلى ضرورة أدائها من طرف الموظفين الرسميين وعند الحاجة تستعين المديرية بالمتطوعين الذين تتوفر فيهم الشروط لأدائها وذلك من خلال تكليف رسمي مؤشر من طرف المدير، أما بالنسبة لصلاة التهجد فتشترط المديرية الحصول على رخصة من الجهات الوصية. وذكر السيد لزهاري أن الوصاية جندت كل موظفي السلك الديني بدون استثناء لإحياء المناسبات وإعطاء الأهمية للمواضيع المتصلة بها كغزوة بدر الكبرى (17 رمضان)، فتح مكة (20 رمضان)، وليلة القدر المباركة (26 رمضان)، إلى جانب إحياء اليوم العالمي لمحو الأمية المصادف ل 08 سبتمبر، اليوم العالمي للإسعافات الأولية المصادف ل 09 سبتمبر، وأيضاً اليوم العالمي للوقاية من الانتحار المصادف ل 10 سبتمبر، تخصيص زيارات تكريمية دورية للمرضى بالمستشفيات ودور العجزة، والمساهمة في حملة جمع الدم بالتنسيق مع مصالح الصحة والهلال الأحمر الجزائري. أما المسابقات الثقافية فتكون مواضيعها مستنبطة من مواضيع الشهر الفضيل يشرف عليها المفتشون والمعتمدون بالتعاون مع السلطات البلدية والجهات المعنية، يكرم فيها الفائزون الأوائل - حسب درجة الاستحقاق- خلال حفل تكريمي ينظم خصيصا بمناسبة الاحتفال بذكرى ليلة القدر المباركة. كما أن جمع وتوزيع زكاة الفطر سيتم طبقا للتعليمات الوزارية تحت إشراف اللجان المسجدية التي يرأسها الإمام ويتابع عملها المفتشون والمعتمدون، مع تقديم تقرير نهائي عن عملية الجمع والتوزيع مرفقا بالجداول المخصصة لذلك وتقديمها إلى مديرية الشؤون الدينية والأوقاف في أجل أقصاه 03 أيام بعد عيد الفطر المبارك.