وطمين: " مافائدة إخراج الزكاة شعيرا " حثت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائريين على إخراج زكاة فطرهم مالا وليس من القوت، عملا بالرأي الذي اعتمده المجلس الإسلامي الأعلى منذ سنوات، ورغم ذلك هناك من يصر على إخراجها من القوت، تشبثا بمذهب الإمام مالك المعمول به في الجزائر. فحسبما قاله ممثل وزارة الشؤون الدينية أمس على أمواج الإذاعة "ما فائدة أن يعطى الجزائريين شعيرا؟"، في إشارة إلى اكتفاء غالبية الجزائريين من القوت، خاصة في السنوات الأخيرة حيث أصبح قليل جدا منهم أو لا يكاد يوجد ما لا يملك قوت يومه، وبالتالي أصبح من باب المصلحة إخراج زكاة الفطر مالا لتكون أنفع للفقراء الذين يحصلون عليه. وفي الموضوع قال محمد عابر إمام مسجد بئر خادم أن الشائع في الوقت الحاضر أن علماء المذاهب المعاصرون، وطريقة عيش الناس والأعراف تغيرت وجعلت الناس يعيشون في راحة من أمرهم وبالتالي أخذ بمذهب الإمام أبي حنيفة في الموضوع الذي يجيز إخراج زكاة الفطر مالا، علما أنها ليست الأصل، فالأصل عند السلف الصالح هي إخراجها صاعين من غالب قوت البلد وقد اجتمع على ذلك المذاهب كلها، إلا الأحناف الذين أجازوا إخراجها مالا. أما ما يجب أن ينظر إليه فهو المصلحة الراجحة حسب الإمام، وإذا كانت حاجة الفقير في توفير مال له بدل القوت فالأصح أن يعطى مالا مثلما هو الحال بالنسبة للجزائريين الذين لا يوجد كثير منهم في الفقر المدقع ما يجعلهم يستفيدون من المال في سد حاجة من حوائج الدنيا، وذلك حسب مصلحة راجحة محققة. أما في بلدان دول إفريقيا المصابة بالمجاعة، فيقول الشيخ أن المصلحة تقتضي أن يعطون قوتا لأنه يحقق المصلحة في سد حاجتهم، ولا حاجة لهم بالأموال لشراء اللباس أو غيره لأن الأهم بالنسبة إليهم هو الطعام من جوع. ومثلما هو معروف فغن زكاة الفقر تجب على كل مسلم ذكر كان أم أنثى، صغيرا أو كبيرا، حرا أو عبدا شرط أن يملك قوت ذلك اليوم (يوم العيد) ما يعني أنها تجب حتى على الفقير وذلك "جبرا للخواطر وإعلاء من شأن الفقير الذي يعيش طوال الوقت على مد اليد" فإخراجه زكاة الفطر في يوم العيد تشعره بالرقي إلى مستوى الآخرين ومد يده للتصدق مثلهم، بينما كانت يده سفلى على مدار السنة. غنية قمراوي