ماذا سيفعل اوباما ومستشاره الخطير بريجنسكي في أفغانستان التي استعصت على الحل..فان ازدياد أعداد القتلى في جيوش الحلفاء وفضيحة الانتخابات الرئاسية في أفغانستان وسيطرة الطالبان على اكثر من ثلاثة أرباع البلاد وصراخات قادة الجيوش الامريكية بضرورة الامداد باعداد جديدة من الجنود الى ساحات المعركة كما ان مراجعات الاوروبيين في موقفهم العسكري من افغانستان بعد ثمان سنوات .. * ان كل ذلك يجعل الرئيس اوباما وإستراتيجيته التي أعدها له بريجنسكي مستشار الامن القومي السابق في وضعية معقدة..فماذا يمكن ان يفعل اوباما الذي اقام شعبيته على مناهضته لاحتلال العراق ومطالبته بانسحاب الجيوش الامريكية منه واغلاق سجن غوانتينامو. * في الشارع الأمريكي تبلغ نسبة المعارضين للحرب في أفغانستان اكثر من 60% حسب اخر استطلاعات الراي في امريكا بهذا الخصوص..وتتوسع رقعة الرفض في جبهة الديمقراطيين الذين ترتفع أصواتهم الآن بعدم السماح للرئيس بارسال قوات جديدة لافغانستان وضرورة وضع جدول زمني للانسحاب وانهاء المهمات العسكرية هناك.. * العصابة التي تتحكم في القرار الامريكي اليوم ارادت نقل ساحة المعركة الكبرى الى جوار الصين وكوريا الشمالية وروسيا ..ارادوا تفكيك باكستان والسيطرة الكاملة على افغانستان وعقد تحالف ميداني مع الهند لمحاصرة الصين وتفكيك عجلة نموها الاقتصادي توجيه ضربات عنيفة للوضع في كوريا الشمالية وتطويق الاتحاد الروسي بشبكات الدفاع الصاروخي..وهذه الاهاف الضخمة دفعت الإعلام الامريكي يتحدث عن ضرورة الانسحاب من العراق وتحركت الدبلوماسية الأمريكية لتحديد جداول زمنية لذلك وفي الاتجاه نفسه كثر الحديث عن ضرورة حل سياسي للقضية الفلسطينية ونشطت الوفود ذهابا وعودة واتجهت السياسة الأمريكية الى التفاوض مع إيران وتقديم مبادرات لايجاد حلول مع ايران وتشريكها في الملف الافغاني والعراقي بل وحتى اعطائها ور في الملف اللبناني والفلسطيني..فماذا سيفعل اوباما بعد ان عطل الافغان تقدم المشروع على الارض واصبحت استشارة بريجنسكي تقود اوباما الى خسارة عميقة على صعيد الشارع ليس فقط على مستوى التاييد الشعبي ولكن ايضا على المستوى الاقتصادي الذي سيتضرر بشكل مباشر جراء حرب الاستنزاف التي تفرضها حركة طالبان على قواته. * سيفر الأمريكان من أفغانستان وسيلغون مخططهم الاستراتيجي هناك ولو مؤقتا وسيعودون للمربع الاول والاخطر انه مربع العراق وفلسطين والمنطفة.. ستعود امريكا لضبط ايقاع مصالحها الحيوية هنا .. ولهذا من المتوقع جدا ان تتراجع الادارة الامريكية عن الانسحاب في آجاله المحددة وستتكرس قواعدها العسكرية في كل شئ وما نسمعه الان من حديث امريكي عن عدم قدرة العراقيين على تسيير امورهم ينبأنا بخطوات امريكا القادمة في العراق..وكذلك فان امريكا لن تكون متحمسة لحل القضية الفلسطينية.. وستذهب كل الوعود هباء منثورا.