تناولت بعض الصحف الأمريكية الحرب على أفغانستان بالنقد والتحليل، وبينما ذكرت واشنطن بوست أن أوباما أشار بطريقة واضحة إلى نيته الانسحاب من أفغانستان ما لم تؤت العملية العسكرية أكلها بهزيمة تنظيم القاعدة وحركة طالبان، تساءلت نيويورك تايمز عن الطريقة التي سيقرأ فيها أوباما تقرير ماكريستال ؟ فقد ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن تقرير قائد قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) الجنرال الأمريكي ستانلي ماكريستال بشأن الأوضاع في أفغانستان، أحدث إرباكات وصدى كبيرا على المستويين الداخلي والخارجي. وأوضحت أن التقرير سبّب انقساما بين الجيش الراغب في إرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان في وقت مبكر، وبين مشرعي السياسة المدنيين في البلاد الذين يخشون ردود الأفعال الشعبية إزاء اتخاذ مثل تلك الخطوة. وتساءلت واشنطن بوست في تقرير منفصل عن سر تردد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن اتخاذ قرار بنشر المزيد من القوات العسكرية في أفغانستان، كما تساءلت في ما إذا كان أوباما قد نسي وعوده أثناء حملته الانتخابية بشأن الحرب على الإرهاب. وأوضحت أن أوباما أفصح أثناء مقابلات تلفزيونية في البلاد أنه بصدد مراجعة استراتيجية الحرب على أفغانستان، وأنه سيرسل مزيدا من القوات إذا كان ذلك سيؤدي إلى هزيمة تنظيم القاعدة وطالبان، مضيفا: أنه إذا تبين أن الوضع على الأرض ليس كذلك، فإنه لا يرغب في البقاء في أفغانستان لمجرد البقاء في أفغانستان، في إشارة منه للانسحاب من الحرب. وفي تقرير منفصل، ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن القوات الأمريكية تلقت أوامر بالانسحاب من القرى الأفغانية المتناثرة، والتوجه إلى المناطق ذات الكثافة السكانية العالية في البلاد. وأوضحت أن الجنرال ماكريستال أرسل لمجموعة القادة العاملين تحت إمرته بضرورة سحب القوات الأجنبية من المناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة، والتي خاضوا فيها معارك دامية ضد حركة طالبان على مدار سنوات ماضية في أفغانستان وإعادة الانتشار في المناطق ذات الكثافة السكانية الأعلى.ومضت إلى أن التغييرات الجديدة المتعلقة بإعادة انتشار القوات الأجنبية باتت تلقى مقاومة من جانب كبار المسؤولين الأفغان، بدعوى أن من شأنها إضعاف هيبة الدولة الضعيفة أصلا في تلك المناطق، بالإضافة إلى استعادة طالبان السيطرة على تلك المناطق. من جانبها، قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إنه يمكن لأوباما قراءة تقرير ماكريستال بطرق مختلفة، والاستجابة إليه عبر إرسال مزيد من التعزيزات العسكرية لإنقاذ ما سمتها المهمة التي قالت إنها ما انفكت تتعثر منذ ثماني سنوات في أفغانستان. وأضافت أنه يمكن أيضا للرئيس الأمريكي قراءة التقرير بوصفه نقدا للتقصير من جانب العمليات العسكرية التي يتولاها الحلف بقيادة أمريكية، وللفساد المستشري لدى المسؤولين في الحكومة الأفغانية في مقابل متمردين خطيرين يتكيفون بشكل غريب مع كل الظروف المتواجدة على الأرض. ومضت في تحليلها الإخباري إلى أن أوباما يواجه أوضاعا أمنية متدهورة في أفغانستان، ويواجه معارضة داخلية متنامية ضد الحرب، وأنه بينما يتردد في قراره إرسال قوات إضافية، فإنه يعاني في الوقت نفسه بشأن عدم تمكنه من قول لا للجنرال ماكريستال. وفي مقابلة تلفزيونية على صعيد متصل، قال أوباما: إنه لن يرسل تعزيزات عسكرية إضافية إلى أفغانستان ما لم يراجع استراتيجية الحرب ويعرف إن كانت تستحق أي تضحيات جديدة. وذكرت نيويورك تايمز في تقرير آخر أن ماكريستال حذر في تقييمه السري من الهزيمة في الحرب ما لم يتم تزويده بمزيد من التعزيزات العسكرية الإضافية في العام القادم على أكثر تقدير.