بعد الاعتداء الصهيوني السافر على قدس المسلمين والمسجد الأقصى لم يبق متسعا في المناورة .. فكل محاولات عباس لنيل القبول من الأمريكان بان يضمن إعطاءه دولة وسيادة ذهبت هباء منثورا، وفي مقابل ذلك دفع لهم كل ما طلبوه واشترطوه وسكت عن كل جرائمهم وعلى رأسها مقتل الرئيس الفلسطيني مسموما ومجزرة غزة الرهيبة وأوقف الكفاح المسلح بقوة في الضفة الغربية ومع هذا لم ينل شيئا.. * * أما حماس فهي بعد مجزرة غزة حاولت تقديم وجه آخر لها عند الغربيين وكما قال السيد خالد مشعل إنه يدعم الجهود الدولية والأمريكية لحل القضية الفلسطينية بإقامة دولة فلسطينية على الضفة وغزة أي الالتزام بالشرعية الدولية التي تقر بوجود إسرائيل على أرض فلسطين، ليس هذا فقط، بل أن حماس كذلك اتجهت إلى منع أي عمل مسلح من قطاع غزة والأسباب هي تلك التي كان يرفعها عباس وجماعة رام الله.. وهي كذلك تعتقل كل من يحاول الاقتراب من الحدود، وأطلقت مع ذلك مبادرات عديدة في لقاءات متواصلة مع الدول الغربية لتأهيلها لدخول المربع السياسي ولنيل الرضى الغربي.. وكما تمت خديعة عباس وجماعة فتح تتم الآن عملية خديعة حماس.. ويهنأ الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية وحول قطاع غزة في هذه الفترة أمنيا كما لم يحصل له في أي وقت مضى. * من هنا تصبح الدعوة المنصفة أن يرفع عباس الفيتو عن المقاومة المسلحة ويفرج عن المعتقلين من أبناء حماس والجهاد وإلا يطارد أبناء فتح المقاومين ..وفي الوقت نفسه أن لا تمنع حماس أبناء فتح والجهاد وكل الفصائل المقاتلة من تنفيذ عمليات تذيق العدو جزاء ما تقترف عصاباته المجرمة من تدنيس في المسجد الأقصى. * إن هذه الدعوة يجب أن تكون سابقة عن أي دعوة للموقف العربي والإسلامي ومن العبث الذهاب للعرب والمسلمين والمجتمع الدولي فيما الموقف الفلسطيني أكثر رداءة من الموقف العربي.. إن كنا نفهم ولا نقبل موقف الأردن من إغلاق الحدود أمام المجاهدين العرب والفلسطينيين ونفهم ولا نقبل موقف سوريا من منع الفلسطينيين من المقاومة عبر حدودها وإن كنا نفهم ولا نقبل موقف حزب الله اللبناني والحكومة اللبنانية من منع الفلسطينيين من المقاومة عبر الحدود اللبنانية ..فإننا لا نفهم ولا نقبل أن يمنع الفلسطينيون الفلسطينيين من المقاومة. * بعيدا عن المماحكات فإن الطرفين المتحكمين في جزئي الوطن يمنعون الآن أي مقاومة ضد الاحتلال ولأسباب تعود فقط لحماية رؤوس الساسة والقادة.. فإلى متى نظل هكذا بعيدا عن الصدع بالحق والخروج من الأوهام؟