سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خطيب المسجد الأقصى للشروق: على المسلمين أن يدعموا المقدسيين للحفاظ على مقدسات الأمة القوى الدينية والسياسية الفلسطينية تهدد بالتصعيد وتطالب العرب بتحمل مسؤولياتهم
اليهود يواصلون مخططاتهم فتح: أبو مازن علّق كل المفاوضات حتى يوقف الصهاينة العدوان حماس: مفاوضات السلام مجرّد تغطية لجرائم الاحتلال شهدت باحات المسجد الأقصى مواجهات بين المصلين الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي اقتحمت الحرم القدسي صباح أمس واعتقلت عددا من حراسه والمصلين داخله، كما اعتدت بالعصي وقنابل الغاز والصوت عليهم مما أوقع عددا من الإصابات. وحاصر جنود الاحتلال مئات المصلين في مبنى المسجد الأقصى، محاولين اقتحام أبوابه وسط جهود من في داخله لمنعهم من ذلك. * * وفي هذا السياق، قال خطيب المسجد الأقصى الشيخ يوسف جمعة سلامة في اتصال هاتفي مع "الشروق" إن الصهاينة وجهوا قبل أيام نداء للمستوطنين اليهود للتوجه نحو المسجد الأقصى من أجل الاحتفال بأحد أعيادهم، فكان أن وجهت مختلف الجهات الإسلامية نداء بضرورة شد الرحال على المسجد الأقصى، فدخل بعض المستوطنين إلى باحة المسجد وتصدى لهم المصلون وموظفو الأوقاف قبل أن تتدخل قوات الاحتلال وتستخدم القوة ضد المسلمين. * وواصل الشيخ يوسف جمعة سلامة حديثه: "الإسرائيليون مصممون على إقامة الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى بعد تهديمه، ولهذا تُصدر سلطات الاحتلال دليل المدينة السياحي خاليا من صور المسجد الأقصى وتضع بدله هيكل سليمان المزعوم". * وحذّر خطيب المسجد الأقصى من مغبة التغاضي عن هذه الاعتداءات الإسرائيلية، قائلا إن الصهاينة يحكمون التخطيط وسيصلون لا محالة إلى الاستيلاء على المسجد الأقصى إذا لم يصدهم العرب والمسلمون"، موضحا أن جيش الاحتلال يسعى كمرحلة أولى إلى تقسيم المسجد الأقصى من ناحية مكانية تمنح المسلمين ما فوق الأرض ويأخذون ما تحتها، "وهو ما نرفضه جملة وتفصيلا" يقول الشيخ الذي تابع قائلا: "كما أنهم يريدون تقسيم الأقصى من ناحية زمانية أيضا عن طريق فتح أبوابه للمصلين في المناسبات الدينية فقط كما فعلوا بالحرم الإبراهيمي في الخليل". * وطالب الشيخ يوسف جمعة سلامة الأمة العربية والإسلامية بضرورة التوحد والتخطيط المحكم لتحرير المسجد الأقصى، مطالبا بأن يُوجهوا الدعم إلى المقدسيين الذين يواجهون آلة الدمار الإسرائيلية يوميا حتى يسترجعوا ويُحافظوا على إرث المسلمين المشترك. * من جانبه، قال أحمد عساف الناطق باسم منظمة التحرير الفلسطينية في اتصال مع "الشروق" إن ما يحدث "عدوان غاشم على مكان يُعتبر من أقدس الأماكن الإسلامية"، واتهم إسرائيل بانتهاج سياسة تصعيد غير مسبوق تسعى من خلالها إلى دفع الطرف الفلسطيني للقيام بردود أفعال عنيفة تعطي الاحتلال ذريعة للتهرب من التزاماته في مسار السلام. * ودعا محدّثنا الأمة العربية للتحرك من أجل وقف العدوان كما وجه نداء إلى الإدارة الأمريكية بوصفها راعية المفاوضات والاتفاقيات بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني، كاشفا أن الرئيس الفلسطينية محمود عباس أكد أن المفاوضات لن تستمر إلا إذا أوقف الإسرائيليون العدوان وبناء المستوطنات. * أما حماس، فقد أكد في بيان لها أن ما قام به الاحتلال الصهيوني "هو حلقة من حلقات المخطط الخبيث الذي يستهدف الأرض والمقدسات والإنسان الفلسطيني الذي بدأه الاحتلال منذ احتلاله لما تبقى من القدس عام 1967"، موضحة في بيانها أن زحف قطعان المغتصبين الصهاينة لاقتحام المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال إنما هو عملية اختبار لإرادة الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية؛ وذلك بهدف تعويد الأمة على مثل هذه المحاولات وجعلها جزءًا من مشهد يتكرر حتى لا يثير في أبناء الشعب والأمة الحمية والغضب؛ ليتسنَّى لهم تنفيذ مخططاتهم التي باتت مكشوفةً، وهي هدم المسجد الأقصى، وشطبه تمامًا من الخارطة الدينية للمسلمين، كما شطبوا أرض فلسطين من الخارطة السياسية ظلمًا وعدوانًا، مستخدمين في ذلك كل أدوات القوة العسكرية والمادية والمعنوية". * واتهمت الحركة سلطة السلطة الفلسطينية بتقديم الغطاء لجرائم الكيان الصهيوني عبر سلسلة المفاوضات العبثية، التي تتم في ظل شروط المحتل المذلة، قائلة: "الأدهى والأمرُّ من ذلك أن تبذل سلطة أوسلو كل ما لديها من جهد بهدف قمع المقاومة والقضاء عليها وعلى الممانعة، بل وتشترط للمصالحة أن تزجَّ بقوى المقاومة، وعلى رأسها "حماس" في زاوية الاعتراف بالمحتل والتنازل عن الثوابت". * ومن جهته، حمّل السياسي والكاتب الفلسطيني يحيى رباح في اتصال مع "الشروق" العرب مسؤولية هذه الاعتداءات، قائلا إنه كلما دقت ساعة الحسم من أجل نصرة القضية الفلسطينية برزت الخلافات العربية إلى السطح، مشيرا إلى أنها خلافات "مفتعلة تختبئ وراءها الأنظمة العربية لكي لا يقدّموا الدعم المطلوب منهم".