سلمى بكار مخرجة سينمائية تونسية، خريجة المعهد الفرنسي للسينما وتعدّ من بين أولى المخرجات في تونس، اعتبرت سنة 1990 أوّل منتجة تونسية، وتحصّلت سنة 2006 على جائزة السينما في اليوم الوطني للثقافة، أنتجت عدّة أفلام ومسلسلات تلفزيونية، ويضمّ رصيدها السينمائي "فاطمة 75"، "حبيبة مسيكة أورقصة النار"، "الخشخاش أوزهرة النسيان"، "المساء" التقت المخرجة المتميّزة والمثيرة للجدل التي تعدّ من رائدات السينما التونسية وسألتها عن نظرتها الناقدة وجرأتها في خوض المواضيع المحظورة، وعن الإنتاج المشترك وذكرياتها مع الجزائر فكان هذا الحوار. - تجمع سلمى بكار بالجزائر ذكريات عديدة، هل يمكن أن تحدثينا عنها؟ *علاقتي بالجزائر متميّزة بدأت مع أواخر السبعينيات عندما كنت عضوا في الجمعية التونسية للسينما، وحضرت ملتقى حول السينما بالجزائر العاصمة وجئت أنا وزملائي إلى الجزائر وكنت إلى جانب المخرجة مفيدة تلاتلي المرأتين الوحيدتين ضمن الوفد، وتعجّب الزملاء الجزائريون لذلك، خاصة وأنّنا ربّات بيوت ولدينا أطفال، وجمعتنا علاقة صداقة كبيرة مع العديد من المخرجين الجزائريين على غرار فاروق بن لوفة، مرزاق علواش، محمد بوعماري.. وغيرهم، وكانت لدينا نفس الأحلام والتطلّعات وأيضا مشاريع كثيرة مشتركة كنا نأمل تحقيقها، لكن ليس كلّ شيء يتحقّق.. بعدها زرت مدينة قسنطينة عدّة مرات وذلك عندما كانت السينيماتيك تنظّم العديد من المهرجانات واللقاءات بين البلدان المغاربية. كما زرت في أوائل التسعينيات الجزائر عدّة مرّات في إطار انجاز مشروع فيلم "حبيبة مسيكة ورقصة النار" بالاشتراك مع المركز الوطني للسينما الجزائري "كاييك"، وكان فريق العمل يضمّ جزائريين على غرار مدير التصوير المعروف علال يحياوي، وتمّ العمل بإمكانيات جزائرية، وأذكر أنّه عندما لم أستطع العودة إلى الجزائر بسبب تأزّم الوضع قام "الكاييك" بإرسال طاولة التركيب إلى تونس لأتمكّن من إنهاء الفيلم الذي حقّق عند عرضه في 1995 نجاحا كبيرا. ولم أعد إلى الجزائر إلاّ في أفريل 2008 عندما دعيت لأكون عضوا في لجنة تحكيم بانوراما الأفلام الطويلة وكنت سعيدة جدا بهذه المشاركة لأنّني أردت فعلا أن أستعيد العلاقة مع هذا الوطن الذي أحبه كثيرا خاصة وهو يستعدّ لاسترجاع مجده السينمائي، ونحن مستعدون للوقوف إلى جانبه في ذلك، لأعود في أواخر 2008 في إطار مهرجان تاغيت للأفلام القصيرة كرئيسة لجنة تحكيم المسابقة الرسمية. - تنتمين إلى الجيل الذي عايش العصر الذهبي للسينما الجزائرية وعرفت أعمدته، ما تعليقك حول ما ينجز اليوم ؟ * هناك تحسّن وشيء يولد من جديد يجب أن يُمنح الوقت المناسب لينمو ويكتمل، فالقطيعة كانت كبيرة وفاصلة ولم تكن هيّنة أبدا، ونتائجها كانت وخيمة على القطاع وتسبّبت في هجرة العديد من المخرجين الجزائريين في الوقت الذي فضّل فيه آخرون الانطفاء وهم في أوجّ عطائهم على غرار سليم رياض و فاروق بلوفة الذي كان يُكِنُ له الجميع احتراما كبيرا خاصة بعد عمله المهم "نهلة". عند عودتي للجزائر انبهرت بالكمّ الكبير للأفلام التي تمّ انجازها خلال سنة واحدة2007، كانت معجزة حقيقية، لم تكن كلّ الأعمال متميّزة لكنّ النّوع يأتي من الكمّ، ومن الأعمال التي أبهرت بها فيلم" البيت الأصفر"، الذي استطاع مخرجه عمّور حكار رغم الإمكانيات البسيطة التي أنجز بها عمله، أن يعكس واقعا معيشا لفئة معيّنة من الناس. - المعروف رفضك التعامل مع المواضيع التي لا تمسّك بشكل مباشر ولم تعيشيها عن قرب، فهل تعتقدين هذا ضروريا ؟ *لا أستطيع أن أسمح لنفسي بأن أنجز فيلما عن تاغيت التي لا أعرف شيئا عنها وأفضّل أن أشاهد فيلما أنجزه عنها مخرج من المنطقة، حتى في تونس هناك مواضيع لا أميل إلى تجسيدها لأنّها ليست واضحة ومن ثمّ أنا لا أشعر بها ولا تمسّني. أنا مؤمنة بالسينما الواقعية التي تعكس هوية معيّنة، وحتى الخيال لابدّ أن تكون له مرجعية في الواقع، فالخيال والأصلة بالنسبة لي ليسا متناقضين، المنبع لابد أن يكون دائما أصيلا وواقعيا حتى يتمتّع بمصداقية، الصدق مهم جدا بالنسبة لي إذ لا أفهم الفن من دون صدق، وعندما يفتقر أيّ عمل للصدق في التناول والتقديم فأنا لا أحبه ولا أتفاعل معه حتى لو كان تحفة من الناحية التقنية. والحكايات التي أسردها في أعمالي والتي تعلّقت دائما بالماضي وبالذاكرة الجماعية النسائية المسترسلة بين جيل وجيل كجيل أمي وجيلي أنا، بقيت لسنوات أبحث وأجمع المعلومات حولها قبل أن أسمح لنفسي بكتابة السيناريو. فلانجاز "حبيبة مسيكة ورقصة النار" الذي يتناول حياة فنانة تونسية يهودية عاشت في الثلاثينيات بحثت طوال 10 سنوات عن هذه الشخصية، محيطها وزمانها..ما أريد قوله هو أنّ المخرج يجب أن يعيش ما يعمله، إذا كان في الماضي فعليه جمع المعلومات والوثائق المتعلّقة بالموضوع ويتعمّق قدر المستطاع ولا يبخل بشيء من وقته وجهده في ذلك، أمّا إذا كان واقعا معيشا فعليه أن يتنقّل ويتعايش مع ذلك الواقع ويتفاعل معه حتى يقترب منه ويشعر به.. السينما ليست الوقوف خلف كاميرا وكفى. - على ذكر "حبيبة مسيكة" وغيرها من الأعمال، تسعى سلمى بكار دائما إلى إبراز ما كانت عليه المرأة التونسية وليس ما هي عليه، لماذا ذلك ؟ *لا أعتبر أنّ المرأة التونسية تتمتّع بكلّ حقوقها، فهناك فرق كبير بين الحرية التي أعطيت للمرأة التونسية من خلال القوانين وبين والواقع الاجتماعي والعقلية السائدة التي تعيش فيها هذه المرأة، فهي جزء من مجتمع، وإذا كان هذا المجتمع لا يتطوّر بشكل حقيقي ولا يتمتّع بأفكار ديمقراطية تساوي بين البشر، فإنّ هذه الحقوق تبقى حبرا على ورق ولا نجد لها تطبيقا فعليا على أرض الواقع، لأنّ ممارسة هذه الحقوق هي ممارسة يومية داخل الأسرة وفي الشارع وفي العمل وفي كلّ بقعة..وهذا ما تطرّقت له في فيلم "فاطمة 75" الذي حظر عرضه مدّة 30 سنة. وسبب تناولي للماضي ينطلق من كون الإنسان لا يستطيع أن يفهم واقعه أوأن يتخيّل مستقبله إذا جهل ماضيه، فمن المهم بالنسبة لي التحدث عن الماضي، فهناك شبه تسلسل في أعمالي، ففي البداية تناول "فاطمة 75" عدّة فترات تاريخية عاشتها تونس، وكان بمثابة أساس البيت الذي كنت أعمّر به في كلّ مرّة غرفة جديدة، الأولى كانت "حبيبة مسيكة أورقصة النار"، ثمّ فيلم "زهرة الخشخاش"، وسأضيف له غرفة جديدة أوفيلما جديدا بعنوان "ذاكرة زايدة" الذي يحكي فترات الخمسينات ويصوّر تونس قبل وبعد الاستقلال ويحكي عن معاناة المرأة خلال الثورة وخاصة في سجن "دار الجواد". المرأة التونسية اليوم بدأت تتسرب إليها شيئا فشيئا بعض الأفكار الرجعية التي قد تضيّع عليها العديد من المكاسب التي حصلت عليها، وعلى غرار الجيل الذي عاش فترة ما بعد الاستقلال والكفاح من أجل الحصول على هذه الحقوق، أدرك قيمة تلك الحقوق وفي نفس الوقت هشاشتها لذلك نخاف ضياعها. لكن هذا لا يمنعني من طرح أسئلة تجعل المشاهد يفكّر في المستقبل، وأشير إلى وجود قاعدة أساسية في أعمالي وهي أنّني أبحث دائما عن الحرية وذلك من خلال قصص نسائية أورموز نسائية، لكن النقاشات التي تثيرها بعض أفلامي تتجاوز مشاكل المرأة وتفتح إشكالية البحث عن الحرية في المطلق، "حبيبة مسيكة" في بحثها عن الحرية تتجاوز رغبة شخصية لفنانة إلى حرية الإنسان، كذلك "زكية" بطلة فيلم "زهرة الخشاش" عندما تختار البقاء في المصحة العقلية. - لكن عن أي حرية بالضبط تبحث سلمى بكار، خاصة في ظل الفهم السلبي لمعنى حرية المرأة السائد في مجتمعاتنا العربية؟ *المقصود بالفهم السيء للحرية هي الأفكار الرجعية التي يجب أن نحاربها، وهذه الأفكار لم تكن موجودة في الماضي حتى قبل استقلال تونس، بمعنى أنّ الناس كانوا أكثر تحرّرا في أفكارهم وفي النظرة للآخر التي كانت تحمل الكثير من التسامح والتفهّم، اليوم كلّ شيء أصبح حراما وعيبا..هذه الأحكام المسبقة هي أتعس شيء أصاب مجتمعاتنا خلال العشرين سنة الأخيرة، حيث حصرنا تفكيرنا بين الصالح والطالح، الخير والشر وتناسينا أنّ ديننا هو قبل كلّ شيء دين تسامح واحترام الآخر ومسؤولية في اختياره، لذلك أرفض في كلّ أعمالي أن أترك أيّ شخصية سلبية إلى آخر العمل..السينما مستنبطة من الحياة والمخرج مع تقدّمه في العمر تنضج تجربته العملية وأعماله التي هي خميرة تجربته في الحياة وأدرك أنّ الفرق بين الأبيض والأسود وبين الخير والشر هو خيط رفيع جدّا يستطيع الإنسان أن يتخطاه في أيّ لحظة. - قلت أنّك لا تتناولين أي موضوع إذا لم يثر نقاشا أوجدلا عند عرضه، ألا تعتقدين أنّ في ذلك بحث عن الشهرة خاصة إذا كان ذلك على خلفية المحرمات ( الدين والجنس) التي برزت كثيرا في أعمالك ؟ *عندما أقوم بانجاز أي عمل لا أفكر أبدا في ردّ الفعل الذي ستحدثه عند المشاهد، لأنّني إذا فعلت ذلك فلن أنجز شيئا أبدا..سأخاف، وأعتقد أنّ العمل الذي يفتح نقاشا عند عرضه يعتبر ناجحا على الأقل بنسبة خمسين بالمائة، لأنه ليس هناك أتعس من أن تنجز عملا يمر مرور الكرام ولا يترك أثرا ولا يحدث عنه أحد لا بالخير ولا بالشر. والعمل الفني ليس مطالبا بتقديم حلول ولا الإجابة عن الأسئلة، العكس العمل الفني الصحيح هو الذي يطرح أسئلة ويثير جدلا بل ويخلق أسئلة قد لا تكون أصلا في ذهن المخرج نفسه، لذلك عندما يبدأ النقاش حول أي عمل أنجزته أفضل أن استمع. - لكن السينما التونسية بشكل عام أصبحت تتهم بأنها سينما "حمامات" لكثرة اعتمادها على مشاهد الجنس؟ *إنّ نجاح فيلم فريد بوغدير "حلفة وين" هو الذي منح هذه الشهرة للسينما التونسية خاصة بعد أن تتالت الأعمال التي سعت إلى إبراز النساء وهن في "الحمام" عبر لقطات عابرة وأخرى مركّزة وهذا ما جعل بعضهم يسمّي السينما التونسية بهذا الاسم . وأنا شخصيا استعملت هذا الفضاء في فيلم "زهرة الخشخاش" من خلال لقطتين كانتا حتميتين لكنني صورتهما باحتشام كبير، ذلك لأنّني أعتبر نفسي غير خالية من رواسبي الثقافية والتكوينية، أنا امرأة تونسية عربية ولدت وكبرت في أسرة محافظة نشأت على "الاحتشام" . حتى إذا طرحت موضوعا جنسيا سأتناوله باحتشام كبير وهذا ما قدّمته في "الخشخاش" فرغم أنّ جسد المرأة كان الموضوع الرئيسي للعمل إلاّ أنّني لم أظهره ولا مرّة على امتداد الفيلم، وحتى عندما أظهرتها تغتسل كان باحتشام كبير وفي فضاء مظلم. والقول بأنّ السينما التونسية أصبحت سينما جنس بالدرجة الأولى فهذا غير منصف، لأنّ العمل السينمائي مسألة فردية وبقدر ما هناك أعمال هناك مخرجون وكلّ مخرج يعبّر عن رأيه ونظرته للأمور، كما أنني لا أدافع عن كلّ المخرجين لأنّني أعرف أنّ هناك مخرجين يستعملون جسد المرأة لجلب الانتباه، رغم أنّه اليوم لم يعد يهم الكثير من الناس بقدر ما أشيع، لذلك أقول أنّ حرية التعبير واختيار المواضيع والصدق في العمل مهمة بالنسبة لي، إذا كانت تلك اللقطات مبررة لمصداقية العمل تصبح ضرورية. - عرفت السينما المغاربية بشكل عام باتجاهها للإنتاج المشترك أوالمدعم من طرف الغرب، ما رأي المخرجة سلمى بكار في هذا النوع من الإنتاج؟ * لا أميل لهذا النوع من الإنتاج لأنّني أخافه، ومع ذلك لا أرفضه شريطة أن يكون بين طرفين يحترم كلّ منهما الآخر، ولا يحاول أيّ منهما فرض وجهة نظره على الآخر..أن تعطيني إمكانيات وأموال من أجل انجاز أيّ عمل لا يمنحك الحقّ في أن تفرض عليّ النظرة التي بلورتها، ولا في اختيار الموضوع ولا في طريقة تناوله، هذا ما يخيفني في هذا النوع من الإنتاج. وكان لي تجربة من هذا النوع في فيلم "حبيبة مسيكة" مع فرنسا، حيث حاولوا التدخّل في كتابة سيناريو العمل فاخترت أن أتخلى عن هذا الدعم واكتفي بإمكانياتي البسيطة، وفي فيلم "زهرة الخشخاش" أسعدني الحظ أكثر لأنّه إنتاج مشترك مع المغرب.. وأمنيتي الحقيقية أن أنجز عملا مغاربيا مشتركا يجمع الجزائر، تونس والمغرب، وأعتقد أنّ هذا الحلم أصبح ممكن التحقيق لأنّنا نملك مجموعة من الطاقات وبجمعها يمكن أن نقدّم شيئا جميلا ومتكاملا. - وكيف تقيّم سلمى بكار ما قدّم من أعمال في إطار هذا النوع من الإنتاج من طرف المخرجين المغاربة ؟ * أقول "لا"، لكلّ عمل ليس فيه صدق ولا عاطفة حقيقية، وأؤكد أنّ لا شيء يمكن أن يخفي هذا النقص، إذ أنّ المشاهد يتفطّن لقلة الصدق من أوّل لقطة، حتى لو سعى المخرج إلى تقديم أجمل صورة وأشهر الممثلين ويصرف الملايير، وحتى لو صفق له الغرب ومنحه أعلى الجوائز فإنّ الجمهور لن يحب عمله، وأعتقد أنّ هذا الاختيار خاص بالمخرج،..شخصيا أكثر ما يسعدني أن يحبّ الجمهور التونسي العمل الذي أقدّمه ويجد نفسه فيه، ويشتري تذكرة الدخول إلى قاعة السينما من أجل مشاهدته، وأنا على يقين أنّ جمهورنا اليوم ليس ساذجا ولا نستطيع أبدا تغليطه.. لا السياسة ولا الفن. - على ذكر السياسة، السيدة سلمى بكار من المخرجين الذين يتجنّبون الخوض في المواضيع السياسية، هل هو الخوف من الرقابة؟ *لا، بالعكس أعتقد أنّه في تناول أّي عمل سينمائي يطرح بالضرورة موضوع سياسي، عندما أنظر اليوم لفيلم "فاطمة 75" الذي تعرض للرقابة، أضحك وأقول لو أتيح لي إعادته لقلت نفس الشيء لكن بطريقة أخرى أقلّ حدّة، عندما تطرح يوميات الناس وطريقة عيشهم ومعاناتهم اليومية فأنت في نفس الوقت تكشف عن وضع سياسي معيّن..السياسة ليست دائما خطابا مباشرا. - اتّجهت المخرجة سلمى بكار للتدريس والإنتاج وتخلّت عن الإخراج، لماذا هذا الغياب عن الكاميرا رغم النجاح الذي حقّقته أفلامك؟ *المشكلة تبقى دائما مشكلة تمويل، لديّ أفكار، مشاريع وأحلام، لكن الإنتاج يتطلّب دائما إمكانيات كبيرة وأنا لا أحب أن أقدّم أيّ تنازلات، رغم أنني كثيرا ما أسكن بأعمالي لدرجة الجنون لكنني فهمت أن العمل ممكن أن يبقى حيّا في ذهني، وأقول أنّ وقته سيأتي..رغم أنّني أحاول أن أسرع لأنّ الوقت مرّ بسرعة وأنّه لم يبق في العمر أكثر مما مضى، لذلك ولأوّل مرّة اشتغل على عملين في وقت واحد فبعد أن تأخّرت الموافقة على "ذاكرة زايدة" شرعت في كتابة عمل رابع.