الممثلة ريم تاعكوشت تونس: لنبحث أولا عن هوية سينمائية وانتظروني في "القلادة" و"سوق الرجال" ياسمين شريخ: ما زال الانفراج مهنة رجالية وقد أدخل تجربة فيلم مطول * أعادت الأيام السينمائية السادسة لبجاية موضوع "سينما المرأة وصورة المرأة في السينما" إلى الواجهة عبر عرض مجموعة أفلام بحضور مخرجات وممثلات معروفات في الوسط الفني، "الشروق" اغتنمت فرصة حضورهن لطرح موضوع صورة المرأة في السينما وكيف تعامل الفن السابع مع المرأة، وهل غير حضورها كمخرجة وممثلة من هذه الصورة؟ * * شرف الدين غزلان (مخرجة) * عن هذا الموضوع تقول المخرجة »غزلان شرف الدين« إن الحديث عن سينما المرأة في ظل غياب الاهتمام بالسينما بصفة عامة أمر عبثي نوعا ما، لأننا في بلد له نظرة دونية للفن والسينما تحديدا، غير أن المرأة -تقول المخرجة- استطاعت أن تبرز في السينما كما برزت في الميادين الأخرى، وهي اليوم تشق الطريق، وإن "كانت بحاجة لدعم الرجال حتى تنجح وتظل كمخرجة شابة بحاجة لدعم زملائنا الرجال". * * ياسمين شيوخ (مخرجة): * ترى المخرجة الشابة ياسمين شويخ، أن السينما الجزائرية قد طرحت موضوع المرأة بكثرة في مختلف المراحل التاريخية، ذلك أن المرأة -تقول صاحبة فيلم "الباب"- كانت حاضرة في هذا الميدان، وإن كان عدد المخرجات جد قليل، لكن العنصر النسوي كان حاضرا في المهنة التقنية وكانت البوابة التي عبرت منها أغلب النساء من الكتابة السينمائية إلى الإخراج أن هذا التطور الذي رافق تدرج المرأة في المهن السينمائية ودخولها إلى ميدان العمل هو الذي غير من صورة المرأة في السينما الجزائرية من صورة الأم المقهورة والزوجة الخاضعة؛ أي من الصورة النمطية إلى صورة أكثر حضورا بطرح المواضيع المحصورة والطابوهات، وطرح المرأة ليس من زواية المرأة الغاضبة التي تعاني في البيت ولكن بوصفها شخصية معقدة لها جوانب إيجابية وأخرى سلبية؛ أي الصورة الواقعية والحقيقية للمرأة. * وهنا ترى المخرجة الشابة أن المشكل لا يتعلق فقط بالمرأة الجزائرية ولكنه مشكل عام وعالمي حيث ما يزال حضور المرأة في السينما في أمريكا وفرنسا محدودا جدا، ذلك أن الإخراج يبقى حتى الآن مهنة رجالية بامتياز. * * تونس (ممثلة): * ترى هذه الممثلة بطلة فيلم "البيت الأخضر".. أنه لا يكفي النظر إلى العدد الكبير من نساء السينما حتى نقول إن المرأة اليوم وجدت مكانتها. وهي استجابة طبيعية لعزو النساء مختلف الميادين. هذا الحضور لا تراه الممثلة حضورا نوعيا وهي مقتنعة أن "نساء أمس أكثر حضورا من اليوم" وهذا ليس عيبا في المرأة و قدراتها ولكنه مشكل "هوية سينمائية أساسا" فنحن اليوم لم نتوصل إلى تحديد نوعية الطرح والمواضيع التي علينا أن نعالجها، هل علينا أن نشبه الآخرين أم علينا أن ننتج أعمالا تبقى على أنفسنا". * من جهة أخرى كشفت تونس عن جديديها المسرحي والتلفزيوني، حيث أكدت ل "الشروق" أنها بصدد الاشتغال على مسلسل تلفزيوني تحت عنوان "القلادة" يعرض في رمضان القادم من إخراج باية الهاشمي وبطولة كل من سعاد سبكي وليندة ياسمين وفتحية بربار، حيث تجد أربعة نساء أنفسهن في السجن بسبب "قلادة ضائعة"، وهي قصة اجتماعية تكشف عن عدة جوانب من المجتمع الجزائري. مسرحيا تحضر تونس عملا من إخراج العامري كعوان تحت عنوان "سوق الرجال" رفقة سعاد سبكي، يدور في قالب هزلي وفكاهي عن مشكل المجتمع والعلاقة بين المرأة والرجل، المسرحية من إنتاج جمعية محمد اليزيد وستعرض قيبا. * * ريم تاعكوشت (ممثلة): * تؤكد الممثلة ريم تاعكوشت التي تنقلت مؤخرا إلى تجربة الإخراج المسرحي في "المسرحية النافذة" أن وجود المرأة في التعليم ودخولها بقوة للمهن المسرحية والسينمائية ساعد على تغيير نظرة المجتمع إلى المرأة السينمائية بوصفها "امرأة خارجة الطريق أو عيشا راجل" وأصبحت تطرح قضايا بشكل يبشر بمستقبل واعد للنساء الجزائريات في السينما والتلفزيون، خاصة -تقول ريم- أن الأجيال الجديدة من الشباب والشابات هي الأجيال التي احتكت بالآخر وتثقفت وتعلمت وأصبحت تحدد خياراتها بسهولة وتعرف جيدا ما تريد. * وعن تجربتها المسرحية التي خاضتها مؤخرا في مسرحية "النافذة" تؤكد تاعكوشت أنها امتداد لحبها الكبير للمسرح منذ وقوفها في مسرحية "الجثة المطوقة" وترى أن المسرح هو بيتها الطبيعي لأنها تختبر عبره جمهورها الحقيقي، أما السينما والتلفزيون فيشكلان لها الاسثتناء العابر الذي تمارسه عندما تجد أعمالا تستحق أن تمر لأنها لا تحب أن تمر مرورا عابرا في أذهان الجمهور، تريد أن يكون لعملها بصمة وإضافة، لهذا تؤكد المتحدثة أنها من الفنانين الذين يشتكون قلة الظهور والأدوار، لأنها لا تعتبر نفسها "ممثلة مناسبات" ولا تحب الظهور من أجل الظهور أو الشهرة أو حتى المال، فالفن بالنسبة لها تربية، لذا تمارسه بحب وإن كان البعض يرى أنها كثيرة "الشروط" لكنها ترى أن ذلك جزءا من احترامها لعملها ولفنها ولنفسها.