تصوير: علاء بويموت قال إن تأشيرته إلى أوروبا كانت ولا تزال "القضية الفلسطينية" التي استطاع أن يوصل صوتها إلى طوكيو وسنغافورة، يؤمن بأهمية المسرح في تدعيم الإعلام الفلسطيني في الخارج. بعد جدارية محمود درويش يشتغل حاليا على نص "اللاز" للروائي الطاهر وطار، وهو بصدد كتابة أول نص عن الانتداب البريطاني في فلسطين. هو المناضل الفلسطيني جورج إبراهيم جورج حبش الذي كشف ل "الشروق" عن مشروع أول معهد أكاديمي وحقائق أخرى في هذا الحوار. * كيف يقدم المسرحي جورج إبراهيم جورج حبش مسرح القصبة المحترف بفلسطين؟ - مسرح القصبة مسرح عريق تأسس سنة 1970 بالقدس، أنتج حوالى 76 عما مسرحيا، يقدم عروضا للكبار والأطفال، ينشط كثيرا خارج فلسطين، تمكنا سنة 2000 من فتح مقر لمسرح القصبة برام الله، وهو مجهز بأعلى التقنيات الحديثة إلى جانب أن المقر في قلب رام الله سميناه "القصبة"، مفتوحة أبوابه يوميا بمعدل أربعة عروض، قدمنا مسرحية "قصص تحت الاحتلال" وقد مثلت في العالم أكثر من مئة وخمسين مرة، ومسرحيات للأطفال مثلت أكثر من 600 مرة داخل القطاع وخارجه. * رغم الاحتلال، استطاع مسرح القصبة الوصول إلى طوكيو و سنغافورة، حدثنا عن هذه التجربة الفريدة؟ - المسرح هو الحياة الفلسطينية وإصرارنا على البقاء على أرضها المحتلة هو مقاومة، وتواجدنا في مهرجان مسرحي بالجزائر هو أيضا مقاومة. ومن خلال تجربتي أؤكد أن الجمهور الفلسطيني يعشق هذا الفن الذي يقول بطريقته المحظور على منابر الساسة. توجد مناطق محاصرة بحواجز حرمتنا من التجول من ولاية إلى أخرى إلا بتراخيص، وعليه هناك جمهور بالمقابل محروم من العروض المسرحية. * أين القاعدة الأكاديمية بالنسبة للممارسة المسرحية في فلسطين؟ - لقد أثمرت الجهود مؤخرا تأسيس معهد أكاديمي للفنون الدرامية بمدينة رام الله، وسيفتتح نهاية جوان المقبل، لتنطلق عملية تسجيل الطلبة المهتمين بالتكوين. وإن شاء الله تتخرج أول دفعة بعد ثلاث سنوات. * ومن سيشرف على تأطير وتكوين طلبة أول دفعة؟ - هي فرصة للاستثمار في خريجي المعاهد العربية والأوروبية ممن عادوا إلى وطنهم، إضافة إلى مجموعة من التربصات التي استفاد منها مسرح القصبة، آخرها كان بألمانيا، وتمكنا من عقد اتفاقية أو توأمة في تكوين عدد من الشباب الجامعي، وبعد ثلاث سنوات من التدريس يخضع هؤلاء لتأطير بدول أوروبا. * من أين يستقي المسرح الفلسطيني نصوصه وأفكاره عدا الروائع العالمية المستهلكة في إطار "الأنسنة"؟ - المسرح الفلسطيني هو تحصيل حاصل للوضع بشكل عام، وعليه نلجأ إلى الارتجال الجماعي مثل ما حدث في مسرحية "قصص تحت الاحتلال" ومسرحية "الجدار" وفي أحيان أخرى نقتبس عن نصوص عالمية مثل "نورا" و"لوركا" و"بيت الدمية" ونقوم بمعالجتها على مقاس الواقع الفلسطيني. * أزمة نص.. رغم وجود أسماء أدبية فلسطينية ثقيلة. برأيك ما سبب القطيعة بين المسرح والأدب؟ - الروائيون والشعراء الفلسطينيون مشهورون جدا، ومسرح القصبة سبق أن تعامل مع جدارية محمود درويش، ونحن بصدد الاشتغال على رواية "اللاز" للروائي الجزائري الطاهر وطار. لا توجد قطيعة بالمعنى المطلق، لأن المسرح هو الحاضنة لكل الفنون الأخرى. * لماذا رواية "اللاز" بالضبط؟ - ربما للتشابه الكبير بين ما حدث بالجزائر ما بعد الثورة وما يحدث اليوم من فتنة بين الإخوة في فلسطين، وأيضا أنا بصدد التحضير لفكرة عن رواية الفلسطيني يحيى يخلف الجديدة "ماء السماء". نحن في حالة بحث دائم عن مادة يمكن صقلها مسرحيا. - على ذكر مسرح الطفل، أين هو من الكوميديا والتراجيديا؟ - مسكين الطفل الفلسطيني، يحتاج إلى الترفيه والكوميديا، نحن نتسلح بالألوان والموسيقى والضحك لمقابلته، نتعامل أمامه مع المأساة بالضحك والسخرية، ففي مسرحية "ساندريلا" ولكن كانت في العرض مقعدة على كرسي و تزوجت رغم ذلك من الأمير، وتقبل الأطفال ذلك بكل صدر رحب. * إلى أي مدى حقق مسرحكم أبعاده الإعلامية والسياسية؟ - أنا أعمل في المسرح الفلسطيني منذ أربعين عاما وأجزم أن الأسلوب الساخر في التعامل مع القضية الفلسطينية هي الطريقة التي حققت القبول. ومن خلال تجاربي وجدت أن الابتعاد عن الشعارات السياسية يمكن به أن نقضي على ما يروجه الإعلام الإسرائيلي. وعندما ذهبنا إلى طوكيو وسنغافورة تفاجأنا بالجمهور هناك لا يعرف أن هناك قضية فلسطينية. * أعلنتم عن تأسيس أول معهد للفنون الدرامية في فلسطين، هل فكرتم في توثيق الأرشيف المسرحي حتى يصبح مرجعية للجيل الصاعد؟ - في الحقيقة لم نقم بأي عمل جدي لتوثيق الأعمال المسرحية، كل فاعل في المشهد المسرحي بفلسطين يوثق ما ينتجه، ولكن سؤالك هو فكرة مشروع مهم، سنكلف مهتمين بأرشفة الأعمال على غرار ما قام به مبدعو منطقة الجليل الذين أصدروا مؤخرا كتابا يضم الأعمال الكاملة. وهذا وعد مني للمسرح الفلسطيني. -ما هو جديد مسرح القصبة؟ -أنا أعتكف حاليا على عملين الأول كما قلت هو الاشتغال على رواية "اللاز" للطاهر وطار والثاني أنا بصدد كتابة مسرحية عن فترة الانتداب البريطاني في فلسطين، وهي الفترة التي لم يتحدث عنها المسرح.وبدأت اتصالاتي مع المعهد الوطني ببريطانيا حيث سينتجون مسرحية عن هذه الفترة من وجهة نظرهم ونعرض المسرحيتين في انجلتراورام الله.