أبو جرة سلطاني الأمر بالقبض جاء على خلفية شكوى منظمة "تريال" الحقوقية بتحريك من أنور مالك علمت "الشروق" من مصادر مطلعة، أن وزير الدولة السابق، ورئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني، غادر أمس العاصمة السويسرية جنيف مضطرا، هاربا عبر الحدود البرّية بإتجاه التراب الفرنسي، بعدما أصدر قاضي التحقيق السويسري أمرا بالقبض عليه، إثر شكوى عاجلة أودعتها منظمة سويسرية ناشطة في مجال حقوق الإنسان، تسمى "تريال" من أجل الإستماع لزعيم حمس في اتهامات متعلقة بقضية "تعذيب". * * حسب المعلومات المتوفرة لدى "الشروق"، فإن أبوجرة سلطاني، الذي يكون قد وصل أمس إلى الجزائر قادما إليها من فرنسا، كان في زيارة إلى عاصمة سويسرا، بدعوة من الرابطة الإسلامية بمدينة جنيف، لإلقاء محاضرة يوم الجمعة المنصرم، وقد أدى وزير الدولة المستقيل من الحكومة قبيل التعديل الحكومي الأخير، صلاة الجمعة بأحد مساجد العاصمة السويسرية، وكان رفقة حرمه، حيث تلقى حسب ما علمته «الشروق» كلمات مسيئة من طرف بعض المصلين الذين صادفوه بعد الصلاة. * هذه التطورات المفاجئة، اضطرت أبوجرة سلطاني، إلى الحجز في فندق آخر، مقرّرا في نفس الوقت تأجيل محاضرته إلى نهار أمس الأحد على الساعة 11.40 دقيقة صباحا، غير أنه مع إفتتاح الندوة التي كانت تحت رعاية الرابطة الإسلامية بجنيف، تلقّت هذه الأخيرة رسالة من سلطاني، يعتذر فيها عن إلغائه لإلقاء محاضرته نتيجة "أسباب خاصة". * وتبيّن فيما بعد، أن خليفة الراحل الشيخ محفوظ نحناح على رأس حركة المجتمع الإسلامي حماس سابقا، غادر مضطرا التراب السويسري برّا وعلى جناح السرعة بإتجاه الأراضي الفرنسية، بعدما قبل قاضي التحقيق في سويسرا الشكوى المرفوعة ضد سلطاني، وأصدر أمرا بالقبض عليه أثناء إلقائه المحاضرة بجنيف. * وعلمت "الشروق" أن قاضي التحقيق السويسري، قبل إصداره لمذكّرة الإعتقال أو التوقيف، طلب من الخارجية السويسرية جملة من التوضيحات والإستفسارات، أهمها إن كان أبو جرة متمتعا بالحصانة السياسية أو الديبلوماسية ومحلّه من إعراب المؤسسات الرسمية في الجزائر، وبعد أن ثبت بأن سلطاني لا يتمتع بأي "حماية" من هذا النوع، وأنه لم يعد وزيرا ضمن الحكومة الجزائرية ولا نائبا في البرلمان، تقرّر إصدار أمر عاجل بتوقيفه قصد التحقيق معه في الشكوى المرفوعة ضده. * وتشير العلومات المتوفرة لدى "الشروق" أن قاضي التحقيق بجنيف، استدعى الخميس المنصرم، أبوجرة سلطاني الذي كان موجودا على التراب السويسري، بعدما استدعى الأسبوع الماضي، اللاّجئ "نوار عبد المالك" المدعو "أنور مالك" في سياق تحريات حول "قضية تعذيب" وإخضاعه لفحص شامل ودقيق من طرف طرف طبيب نفسي وجسماني لمعاينة "آثار تعذيب" كان "أنور" قد تحدث عنها في وقت سابق. * القضاء السويسري قبل الدعوى، التي أودعتها المنظمة الحقوقية السويسرية "تريال"، التي تحّركت بإيعاز من "أنور مالك"، وهي المنظمة الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، لها إمتداد على مستوى فروع هيأة الأممالمتحدة، رفعت في وقت سابق دعوى قضائية في حق الجزائر، لكنها راجعت مضمون شكواها، إثر تدخل بعض "أصدقائها" من المعارضين الجزائريين، ممن نصحوها برفع الشكوى ضد أبوجرة سلطاني القادم في زيارة إلى جنيف بدعوة من الرابطة الإسلامية هناك. * في انتظار مستجدات هذه القضية المثيرة والخطيرة، حاولت مساء أمس، "الشروق" الإتصال بأبي جرة سلطاني من أجل معرفة رأيه وموقفه والإطمئنان عليه، إلاّ أن كلّ المحاولات باءت بالفشل، وعلمنا أن الوزير السابق، كان مازال تحت تأثير الصدمة وهذه "المفاجأة" المباغتة التي لم يكن ينتظرها بأرض السلم والسلام جنيف.