طالبت منتديات "جهادية" بالكشف عن مصير الأمير الوطني لما يسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، المدعو "عبد المالك درودكال"، المكنى "أبو مصعب عبد الودود"، الذي مضى على عدم ظهوره على أشرطة الفيديو التي تصدرها "الجماعة السلفية" أكثر من سنة كاملة، وهو ما عزز من الأنباء التي راجت قبل أشهر بشأن مصير درودكال، والتي تراوحت ما بين إصابته بعاهة مستديمة إثر وقوعه في كمين للجيش في جبال تيزي وزو المتاخمة للحدود مع ولاية بجاية، وبين إصابته بمرض عضال ألزمه الابتعاد عن ممارسة "مهامه" كزعيم للتنظيم الإرهابي، مع احتفاظه بالمنصب صوريا في انتظار إيجاد خليفة له. * وكان من نتيجة استمرار الاختفاء "الغامض" لعبد المالك درودكال، ظهور الكثير من ردود الأفعال من جانب العديد من النشطاء في المنتديات "الجهادية"، أحدهم إرهابي من العراق ينشط في صفوف ما يسمى "القاعدة ببلاد الرافدين"، واسمه الحركي "أبو معاذ الحمداني"، حيث قام هذا الأخير في معرض مشاركته في التواصل عبر الأنترنت مع عناصر "الجماعة السلفية"، منذ أيام، بالسؤال عن مصير "درودكال"، طالبا في نفس الوقت "طمأنته" على صحته. * وكانت الرسالة التي تركها المدعو "أبو معاذ الحمداني" والتي قال فيها "بارك الله فيكم.. طَمئنونا على أميرنا"، تُعبّر بحق عن مدى الغموض والضبابية التي تلف مصير درودكال، خصوصا بعدما "فوّت" درودكال "فرصة" الظهور مجددا من خلال أشرطة الفيديو بمناسبة الإعلان عن ميلاد "مؤسسة الأندلس" التي خلفت اللجنة الإعلامية التابعة "للجماعة السلفية" في مهمة التحدث باسمها من خلال إصدار البيانات والأشرطة السمعية البصرية الخاصة بأنشطتها الإرهابية، على الرغم من أن الجماعة السلفية دأبت على "تقليد" يتمثل في إسناد مهمة الإعلان عن البيانات "المهمة" والظهور في الإصدارات السمعية والبصرية لأميرها الوطني، دون غيره من سائر عناصر قيادة التنظيم الإرهابي. * وبالعودة إلى آخر ظهور فعلي وحقيقي للإرهابي "درودكال"، فإن ذلك يقودنا حتما إلى ما قبل عام، وبالتحديد في صيف العام الماضي، عندما أصدرت الجماعة السلفية شريطا مصورا يظهر فيه درودكال يترجل رفقة عدد من مرافقيه في وادٍ ذي مياه غزيرة، وهو ما دل أنذاك على أن تلك المشاهد قديمة وجرى تصويرها في فترة الربيع أو الشتاء من عام 2008، قبل أن يتم استغلالها في نهاية أوت من نفس العام من خلال صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية التي نشرت رفقة تلك الصور ما قالت إنه حوار أجري مع "درودكال"، ليتم في وقت لاحق وبالتحديد في سبتمبر إصدار شريط مرئي يظهر فيه درودكال في نفس المكان وبنفس لقطات الصور التي نشرتها "نيويورك تايمز". * وفي أفريل الماضي، وبالضبط قبل أسبوع من الانتخابات الرئاسية، أصدرت "الجماعة السلفية" شريط فيديو يحمل تسجيلا صوتيا منسوبا لدرودكال، يدعو فيه إلى مقاطعة الانتخابات، وهو ما عزز من صدقية الأنباء التي تحدثت حينذاك عن إصابة درودكال بجروح بليغة بعد نجاته بأعجوبة من كمين للجيش، وهي الأنباء التي اكتفت "الجماعة السلفية" بتكذيبها عبر بيانات مكتوبة، دون اللجوء إلى إصدار شريط فيديو مرئي يظهر فيه "درودكال" ليرد على "مزاعم" وفاته أو إصابته.