كتاب عبد الخالق قريبا على صفحات الشروق وضع التائب المدعو "عبد الخالق عبد الجميل" مؤلف كتاب "الجماعات الاسلامية في الجزائر تاريخ ودراسة" الذي ستنشر "الشروق" مضمونه حصريا في حلقات قريبا السلاح بتاريخ 19ديسمبر 1999 في اطار الوئام المدني بعد ان وصل قبل ذلك الى عضويه الهيئة الشرعية لتنظيم "منطقة الوسط المهاجرون" المنشقة كتائبه عن "الجيا"، ويكشف حقائق مثيرة عن علاقة القاعدة بتنظيم "درودكال " * * احتجاز المعارضة التشادية ل "البارا" عجل بتحالف درودكال مع بن لادن * التائب كان عضو الهيئة الشرعية لمنطقة الوسط "المهاجرون" * * يروي "عبد الخالق" أحد الفارين سنة 1994 من سجن تازولت في باتنة , بعض مضمون ثمار خمس سنوات من الكتابة في لقاء خص به "الشروق" حول حقائق عن التحاق "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" بتنظيم بن لاد، معرجا على أسباب التحاقه بالعمل المسلح. * وسألت "الشروق" في بداية اللقاء الذي جمعها بالتائب "عبد الخالق عبد الجميل" الذي يمثل الناطق الرسمي لمبادرة ترقية السلم والمصالحة التي تضم ما يزيد عن 2300 تائب من مختلف الجماعات المسلحة عن اسباب وظروف التحاقه بالعمل المسلح فعاد بالذاكرة الى تاريخ 17 فيفري 1993 عندما أوقفته مصالح الأمن واقتادته الى مركز الدرك الوطني بتهمة اطلاق النار على شرطي - قال عبد الخالق انه لا يعرف الشرطي الذي لايزال على قيد الحياة - ومكث حينها عبد الخالق 11 يوما تحت التحقيق الذي انكر خلاله تورطه في الاعتداء، لكن اعترف بما لم يقترفه لأسباب فضل عدم الخوض فيها. * حول اثرها "عبد الخالق" على العدالة التي قررت بعد ستة اشهر قضاها بسجن الحراش الحكم عليه بتاريخ 28 أوت 1993 بالإعدام وحول بعدها الي سجن تازولت "لامبيز" بباتنة الذي نفذ به اياما بعد نزول "عبد الخالق" حكم الإعدام على جماعة "نوح" المسجونين في قضايا مشابهة حسب محدث "الشروق"، لكن مصير "عبد الخالق" لم يكن مثل مصير جماعة "نوح"، حيث لاذ بالفرار الى جانب المئات من المساجين من سجن تازولت في 10 مارس 1994 ليبدأ مسلسل عمله المسلح الذي كانت آخر حلقاته بالتخلي عنه سنة 1999 في اطار قانون الوئام المدني. * لم يكن امام "عبد الخالق" رفقة الفارين من السجن، الا الالتحاق بالجماعات المسلحة في ولاية باتنة وهي الجماعات التي توحدت بعد حادثة الفرار ونصبت على رأسها المكنى "أبو ابراهيم مصطفى" المسمى نبيل صحراوي وزكى عبد الخالق على رأس مجموعة من طرف "نصر الدين وهابي" المنحدر من بشار والمكنى "سعيد قاري" في أريس، هذا الأخير كان أمير عملية الفرار داخل السجن، وكان مسؤولا على بيت المهاجرين العرب في بيشاور وهو من ربط العلاقات بين ملياني والجزائريين الأفغان. * وانطلاقا من ولاية سطيف، قرر محدثنا مع مجموعة من 22 عنصرا الاتجاه الى وسط البلاد مرورا بمناطق كانت تابعة تنظيميا "للجماعة الاسلامية المسلحة" حتى وصلوا الى منطقة جراح القريبة من الأخضرية، وصلت المجموعة الى المنطقة الثانية أواخر 1996 وبالضبط في جبل جراح التقى "عبد الخالق" أمير جند تلك المنطقة المعروف ب"عكاشة البارا" واسمه الحقيقي "عبد العزيز عبي" برفقة مساعده الأيمن ومستشاره الشرعي احمد ابو البراء "احمد زرابيب" فطلب الاثنان منه البقاء معهم وإعانتهم في الأمور الشرعية. * ليتنقل بعدها "عبد الخالق" الى جبال خميس الخشنة في ولاية بومرداس التي كانت تابعة للمنطقة الثانية تحت إمرة "حسان حطاب"، ثم بعد ذلك انضم محدث "الشروق" الى الهيئة الشرعية لتنظيم "منطقة الوسط المهاجرون" المنفصل عن "الجيا" تحت إمرة المكنى "أبو خالد" المعروف باسم الطبيب وهو التنظيم الذي ضم حينها اربع كتائب من الوسط، وهي كتائب الشراربة ومفتاح وخميس الخشنة وتابلاط بولايات البليدة، بومرداس، المدية، العاصمة. * وقرر "عبد الخالق" الذي سيروي مستقبلا ظروف الحياة في الجبل وطريقة العيش وأمور أخرى لاتزال تثير التساؤلات النزول من الجبل ووضع السلاح في اطار قانون الوئام المدني يتاريخ 19 ديسمبر 1999 ويعكف الآن الى جانب التأليف والتأريخ للجماعات على إنجاح برفقة 2300 من التائبين من مختلف التنظيمات المسلحة مبادرة ترقية السلم والمصالحة التي يمثل فيها الناطق الرسمي وهي المبادرة التي قال انها تأسست في 31 اكتوبر 2007 وتم اثراؤها واشراك اكبر عدد من التائبين فيها من "الجيا" و"الجيش الاسلامي للانقاذ" و"الجماعة السلفية للدعوة والقتال" و"الجبهة الاسلامية للجهاد" في الجزائر "الفيدا" و"حماة الدعوة السلفية". * * أسر المعارضة التشادية ل"البارا" عجل بتحالف درودكال مع بن لادن * جاء في كتاب "عبد الخالق" بخصوص اعلان "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" عن تغيير اسمهما للانضمام لقاعدة بن لادن من خلال معلومات دقيقة متوفرة لديه من مصادره الخاصة "تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي"، وكان ذلك في بيان نشر على موقع الجماعة على الانترنيت يوم الاربعاء 24 يناير 2007 وقد كانت "الجماعة السلفية" بقيادة المكني "ابو مصعب عبد الودود" قد أقامت في أواخر عام 2004 اتصالات مع مصعب الزرقاوي أمير "قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين"، وكانت قبل هذا قد اعلنت تحت قيادة "أبو ابراهيم مصطفى" عن الولاء لتنظيم القاعدة بزعامة اسامة بن لادن وقد حمله أحد بياناتها. * فقد أصدرت "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" يوم 11 سبتمبر 2003 بيان نصرة أعلنت فيه "للعالم عموما وللمسلمين خصوصا ولاءها لكل مسلم يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ولكل مجاهد رفع راية الجهاد في سبيل الله في فلسطين وافغانستان بإمارة الملا محمد عمر وتنظيم القاعدة بإمارة الشيخ اسامة بن لادن". * ويضيف المؤلف في كتابه قائلا: "أبرزت الجماعة في بيان تغيير التسمية الذي يحمل تاريخ الاربعاء 24 ينار 2007 ان الجماعة تعلن لكافة المسلمين في داخل الجزائر وخارجها انها تخلت نهائيا عن التسمية القديمة وتعلمهم انها ابتداء من هذا التاريخ فإن كل بياناتها وإصداراتها ستظهر موقعة بالإسم الجديد". * وحمل البيان توقيع عبد المالك درودكال "أبو مصعب عبد الودود" وورد في البيان ان الجماعة استشارت بن لادن في قضية تغيير الإسم بعد انضمامها للقاعدة رسميا منتصف شهر سبتمر 2006، حيث قال "لقد كنا حريصين على هذا الأمر منذ اليوم الأول لإعلان الانضمام ولم تمنعنا من الانضمام اليه الا استشارة بن لادن وإذنه واختياره، وقد زالت اليوم هذه العقبة وعليه فإن الجماعة تعلن لكل المسلمين في داخل الجزائر وخارجها عن التسمية القديمة وتعلمهم انه ابتداء من هذا التاريخ تسميتها الجديدة". * ويعلق "عبد الخالق" قائلا: "أول ما ظهرت فكرة الاتصال بتنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين بقيادة ابو مصعب الزرقاوي كانت في الأيام التي تم فيها احتجاز قائد المنطقة الخامسة عبد الرزاق البارا "عماري صايفي" ومعه 14 مسلحا من الجزائر وموريتانيا والنيجر من طرف "الحركة من اجل العدالة في التشاد" التي تحارب نظام انجامينا التشادي وكانت احتجزتهم في منطقة تيبستي شمال اتشاد". * ويضيف الكاتب التائب "ان الجماعة السلفية تكون قد توقعت ان يكون للاستخبارات الفرنسية يد في احتجاز عبد الرزاق البارا وجماعته من طرف متمردي التشاد"، وحسب المؤلف فإنه قد جاء في بيان نشرته جماعة "درودكال" على موقعها على الانترنت في 17 اكتوبر 2004 طالبت فيه متمردي التشاد الذين يحتجزون "البارا" بإطلاق سراحه او التعرض للانتقام، واتهمت من ناحية اخرى الاستخبارات الفرنسية في قضية احتجازه. * وكان حسب ما جاء في الكتاب حادثة احتجاز "البارا" واتباعه الدافع لجماعة "درودكال" للاتصال بأبي مصعب الزرقاوي عن طريق الانترنيت دون غيرها - مثلما كشف عن ذلك عبد الخالق - وطلب منه درودكال ان يقوم باختطاف السياح والرعايا الفرنسيين لأجل مقايضتهم بالبارا ورفقائه، ليرد ابو مصعب الزرقاوي حسب صاحب الكتاب "أنه ليس هناك اي إشكال في هذا الأمر ووعدهم بالقيام بذلك عند اول فرصة مواتية"، ليرد عليه "ابو مصعب عبد الودود عبد المالك درودكال" ان الرسالة قد وصلت ونحن في انتظار ذلك. * اثر ذلك وفي مطلع 2005 ارسل اليهم ابو مصعب الزرقاوي رسالة طالبهم فيها بالاستعجال بالانضمام للتنظيم العالمي للقاعدة فقام "درودكال" بمشاورات موسعة مع أعيان جماعته للنظر في مسألة الانضمام فكانت الموافقة من طرف اغلب المناطق فوافق "درودكال" على طلب الزرقاوي عن طريق الانترنيت، ليؤكد ذلك حسب الكاتب الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في تسجيل مصور. * * المزيد من التفاصيل تطلعون عليها في حلقات الكتاب التي ستنشر حصريا على صفحات جريدة "الشروق" قريبا. * مذكرات جماعية شارك فيها أبرز القيادات السابقة للجماعات المسلحة بما فيها "الجيا" * * الكتاب سهر على تأليفه وجمعه عبد الخالق لمدة خمس سنوات، وان جاءت اجزاء منه تأريخا للحركات الاسلامية التي اختارت العمل الدعوي ونظيرتها الجماعات المسلحة التي احترفت حمل السلاح في وجه الدولة والمجتمع، فإن جانبا كبيرا وهو الأهم في الوقت الحالي جاء على شكل مذكرات جماعية تروي حقائق وتكشف اسرار كل الجماعات المسلحة منذ 1993، حيث جمع المؤلف في هذا المحور شهادات عدد من أشهر وجوه العمل المسلح من التائبين الذين كانوا على دراية بالخفايا وهم من كل التنظيمات المسلحة بما فيها تائبو الجماعة السلفية للدعوة والقتال الناشطة حاليا تحت إمرة عبد المالك درودكال، حيث لقيت النسخة النهائية التي ستنشرها الشروق إجماع كل هذه القيادات التي اطلعت عليها وأثرتها بشهادات حية عن حياة الجماعات المسلحة، فيما قدم آخرون اضافات واثراءات هامة عن صراعات الجماعات المسلحة والتصفيات التي وقعت بين الأجنحة والكتائب المسلحة، وشكل الكتاب عامة والمحور الذي جاء على شكل مذكرات خاصة نوعا من الإجماع تقريبا لدى معظم من أطلعوا عليه من التائبين. *