هل يواصل الوفاق تألقه إقليميا ؟؟ في أول تجربة لهم مع كأس شمال إفريقيا للأندية البطلة، يسعى فريق وفاق سطيف لأن يضيف لقبا جديدا إلى سجله الدولي على الرغم من أن القرعة أوقعته في هذا الدور نصف النهائي مع فريق من العيار الثقيل ونعني به الرجاء البيضاوي. * ولعل الذي يثير الإنتباه منذ حلول الوفد السطايفي بالعاصمة الإقتصادية للمغرب في بداية عشية أول أمس، أن اللاعبين لا يتركون الانطباع بأنهم مقبلون على مباراة دولية وكأنهم زاهدون في المنافسة المغاربية التي تقام للموسم الثاني على التوالي، إنطباع استنتجناه من خلال حديثنا إلى معظم العناصر السطايفية، هنا في الدارالبيضاء، وهوما دفعنا لأن ننقل الإنشغال إلى المدرب علي مشيش الذي أراد أن يهدأ من روع الجميع عندما قال بأن عناصره أصبحت لديها من الخبرة والتجربة ما يسمح لها بالتعامل مع كافة المباريات باختلاف المنافسات بإحكام، وأن لاعبيه سيعرفون متى يبدأون في التركيز على موعد سهرة اليوم. * ذات الرأي يذهب إليه رئيس فرع كرة القدم حسان حمار الذي يقود وفد أبناء عين الفوارة بالأراضي المغربية، ولو أنه لم يخف بأن كأس شمال إفريقيا تدخل ضمن اهتمامات فريقه، سيما وأن المكافأة المالية التي رصدها النظمون (150 ألف دولار) معتبرة نسبيا، وبإمكانها حل بعض المشاكل المالية التي يتخبط فيها النادي السطايفي منذ بداية الموسم الجاري، أو لنقل ببساطة أنها ستكون جرعة أكسجين لرفقاء العائد بقوة إلى التهديف نبيل حيماني. * * مشيش شرح المنافس * وإذا استندنا إلى الروح المعنوية التي يتمتع بها لاعبو النسر الأسود في الآونة الأخيرة مثلما يدل عليه تأهلهم للدور النهائي من كأس الكاف وارتقائهم المحسوس في ترتيب البطولة، فإن الفرصة مواتية لهم لأن يعودوا بنتيجة إيجابية من الدارالبيضاء، تصون حظوظهم قبل لقاء العودة بسطيف، على الرغم من أن تركيز الكثير من اللاعبين منصب بالأحرى على النهائي الإفريقي. ولعل ما يزيد في ترجيح كفة الجزائريين اليوم هو الظروف الصعبة التي يمر بها المنافس، باعتبار أن هذا الأخير يجد صعوبة كبيرة منذ انطلاق الموسم الجاري ما كلف مدربه البرازيلي موزير الإقالة ليتم الاستنجاد بالبرتغالي روماو الذي قاد النادي البيضاوي الموسم الماضي إلى التتويج باللقب المحلي، ولو أن خرجته الأولى في نهاية الأسبوع الماضي لم تكن موفقة بعد أن فرض عليه نادي تطوان التعادل. * ولأن المدرب علي مشيش يريد أن يكسب المزيد من النقاط في مواجهة المترددين دائما في وضع الثقة فيه، فإنه يراهن كثيرا على الفوز بكأس شمال إفريقيا، وهوما دفعه لأن يمنح أهمية خاصة لمباراة اليوم، حيث درس المنافس المغربي بشكل دقيق حتى أنه أصبح يعرف كل كبيرة وصغيرة عنه. * * بلقايد يحتفظ بمنصب" الليبيرو" * وبناء على ذلك فإن مشيش وضع خطة ملائمة من شأنها أن تزيد في متاعب البيضاويين، وهو الذي بمقدوره الاعتماد هذه المرة على لاعبين مهيئين بدنيا بعد أن تركهم للراحة في الخرجة السابقة ضد نصر حسين داي، على غرار رحو ومترف وسوقر، مستفيدا في ذات الوقت من عودة صانع الألعاب لعموري جديات إلى المنافسة. * ويفضل مشيش هذه المرة أيضا الاعتماد على فاروق بلقايد في وسط الدفاع، والظاهر حسب مدرب الوفاق بأن النجم الأسبق لشبيبة القبائل قد نال ثقته في هذا المركز الحساس من الخط الخلفي بل إن مشيش همس لنا سهرة أمس الأول بأن بلقايد هو المدافع الحر الجديد للكحلة، وكأنه أراد القول بأنه عثر أخيرا على * "الليبيرو" الذي طالما بحث عنه. * * * علي مشيش في ندوة صحفية بالدارالبيضاء: * لاعبونا لم يتقاضوا مستحقاتهم منذ 5 أشهر ومع ذلك لم يتخاذلوا * عقد مدرب وفاق سطيف علي مشيش ندوة صحفية ليلة أمس الأول بفندق إيدو أنفا، مقر إقامة التشكيلة الجزائريةبالدارالبيضاء. * واستغل المشرف الفني على الكحلة الفرصة للرد على استفسارات مبعوثي الصحف الوطنية إلى العاصمة الإقتصادية المغربية، حيث لم يتردد في إبداء رغبته الكبيرة في التتويج بكأس شمال إفريقيا، في رسالة واضحة إلى بعض لاعبيه الذين بدوا غير متحمسين جدا لهذه المنافسة. * "كأس شمال إفريقيا ضمن أهدافنا" * وقال مشيش بصريح العبارة: إن الحجم الخاص الذي آل إليه الوفاق يجعله يسعى للفوز بكل منافسة يدخلها، سواء كان ذلك على الصعيد الوطني أو القاري أو الإقليمي.. وبدا ذات المتحدث واثقا من أن عناصره ستعرف كيف تتعامل مع كأس شمال إفريقيا بفضل الخبرة الكبيرة التي أصبحت تتمتع بها، وهو ما يجعله يراهن عليها كثيرا للتتويج بهذه الكأس في طبعتها الثانية، خاصة وأنه شخصيا يريد أن يثري سجله بها، مضيفا:"خلافا لما يعتقده البعض فإن التتويج بهذه المنافسة مهم جدا من الناحيتين المادية والمعنوية". * وفي رده عن سؤالنا حول سر "صحوة" الوفاق في الآونة الأخيرة، خاصة وأن ذلك تزامن مع إقالة المدرب الرئيسي السابق رشيد بلحوت، اكتفى منشط الندوة بالتأكيد أن الظروف التي مر بها فريقه في بداية البطولة كانت صعبة جدا بسبب عدم استعداده الجيد للبطولة بفعل ارتباطاته الإفريقية من جهة، وتوالي الإصابات في تشكيلته من جهة أخرى، ما جعله يعترف بأنه كان ينتظر شخصيا تلك النتائج المتواضعة قبل أن تتحسن الوضعية مع عودة أغلبية المصابين إلى التشكيلة. * * "الوفاق فريق وطني يصعب على أي مدرب قيادته" * لكن الأمر سرعان ما تحوّل إلى نقمة للمدرب السطايفي مثلما اعترف به شخصيا، حيث يجد الرجل الآن صعوبات كبيرة جدا في المفاضلة بين لاعبيه لتقارب مستواهم إلى درجة أنه يعتبر نفسه يقود منتخبا وطنيا وليس مجرد ناد على حد قوله.. فكيف يتعامل مع هذه الوضعية؟ * "لا أجد من حل آخر-يجيب مشيش- سوى أن أنهج نفس الخطة التي اعتمدت عليها في نهاية الموسم الماضي، والتي أعطت ثمارها بشكل لافت للانتباه من خلال إجراء تعديلات مستمرة على تشكيلتي، ما يسمح للجميع بأن ينال فرصته في اللعب، والأمر يعود بالفائدة على الفريق الذي يلعب هذا الموسم على خمس جبهات". * * المغتربون وجدوا صعوبة في التأقلم معنا ولست ضدهم * وبخصوص الرباعي المغترب الذي يعاني التهميش من طرف مشيش مثلما يدل عليه عدم استدعائه لسفرية المغرب، نفى ابن العلمة بأن تكون لديه أية خلفية تجاه قدور وبن شريف وزوبيري وقاسم، مؤكدا أن هؤلاء اللاعبين يجدون صعوبة كبيرة للتأقلم مع محيطهم الجديد، معتقدا أن ما يزيد في تعقيد أمورهم، أنهم حطوا الرحال بفريق حصل على بطولة الجزائر، وبالتالي يصعب عليهم فرض أنفسهم في تشكيلة متجانسة إلى أبعد الحدود. ومع ذلك وعد المسؤول التقني الأول على الوفاق بأن يمنح هؤلاء اللاعبين فرصة أكثر في المستقبل للتعبير عن إمكانياتهم وإن كانوا فعلا قادرين على حمل ألوان الوفاق. * ولم ينه المدرب السطايفي لقاءه مع الصحافة الجزائرية المرافقة للكحلة في سفريتها المغربية دون أن ينوه بسلوك لاعبيه الذين حسبه "يبذلون مجهودات جبارة فوق الميدان، على الرغم من أن وضعيتهم المالية ليست على ما يرام، حيث لم يحصلوا على مستحقاتهم منذ خمسة أشهر ومع ذلك لا يبخلون في بذل المجهود اللازم فوق الميدان" أخبر يقول مشيش، الذي أرجع الأمر إلى الثقة الكبيرة التي أضحت تميز العلاقة بين اللاعبين وإدارة الفريق، وهو مكسب هام بطبيعة الحال بالنسبة لأبطال الجزائر. * * * * لعموري جديات ل "الشروق": * الله أنصفني من الذين ظلموني وأتطلع للعب الكان * * سجل صانع ألعب الوفاق عودته إلى الميادين السبت الفارط ضد نصر حسين داي بعد غياب دام ثلاثة أشهر عانى خلالها الأمرين. * كيف تعلق على عودتك إلى الميادين بعد ثلاثة أشهر من الغياب؟ * أصدقكم القول بأن الأمر كان صعبا جدا لي، بل إنني ترددت كثيرا قبل الدخول في المباراة الأخيرة ضد نصر حسين داي، والحمد لله فإن الأمور سارت بصفة جيدة لي طيلة العشرين دقيقة التي لعبتها، بل ويمكنني القول أن تلك الدقائق حررتني من العقدة النفسية التي لازمتني منذ إصابتي، وأطمح الآن لاستعادة كامل إمكانياتي في المستقبل القريب إن شاء الله. * إذا عدنا بك إلى الظروف التي تعرضت فيها إلى تلك الإصابة فماذا تقول خاصة وأنها أثارت كثيرا من الجدل؟ * أعرف ماذا تقصدون، فأنا شخصيا تأثرت كثيرا لما قيل في حقي، خاصة وأن البعض لم يتردد في اتهامي بافتعال الإصابة، ولحسن الحظ أن الله أنصفني بسرعة عندما تطلب الأمر مني الخضوع إلى عملية جراحية، وهو ما يفسر ابتعادي عن الميادين لمدة ثلاثة أشهر. أدرك أن ذلك هو قضاء وقدر، ولكن لا أخفي عليكم بأنها كانت أصعب فترة في حياتي ربما لأنها المرة الأولى التي أتعرض فيها للإصابة بهذه الدرجة من الخطورة. * * وربما لأن تلك الإصابة أبعدتك نهائيا عن حسابات المدرب الوطني، أليس كذلك؟ * في الحقيقية كان إبعادي عن المنتخب قبل ذلك ببعض الوقت وحتى أكون صريحا لم أفهم وقتها سر إبعادي عن التشكيلة الوطنية، خاصة وأنني كنت وبكل تواضع، في أحسن لياقتي.. مهما يكن فإن ذلك لا يمنعني بأن أتطلع للعودة للخضر في أقرب الآجال، بل إنني ما أزال متمسكا بأمل الاشتراك في النهائيات القادمة لكأس إفريقيا للأمم وأومن بأنني قادر على الظفر بمكان مع المجموعة التي ستسافر إلى أنغولا، وقبل ذلك، علي التفكير في مباراة الثلاثاء التي سنواجه فيها فريقا قويا لا يحتاج إلى تعريف، لكننا في الوفاق اعتدنا الآن على التطلع دائما للتتويج ما يجعل من كأس شمال إفريقيا أحد أهدافنا، وبما أنه سبق لنا الفوز على الرجاء البيضاوي في نهائي كأس العرب في2007، فإننا نتوقع أن يسعى المنافس لأن يأخذ بثأره ونحن مستعدون له. * * * سرار يكشف للشروق: * "ماجر اعتذر للوفاق حتى لا يخسر صداقتي" * تأكد رسميا اتصال رئيس وفاق سطيف عبد الحكيم سرار بالنجم الجزائري الأسبق رابح ماجر، حيث عرض عليه تدعيم العارضة الفنية للكحلة، لكن صاحب الكعب الذهبية اعتذر لزميله السابق في الفريق الوطني بطريقة لبقة، مثلما أكده لنا سرار نفسه :"الواقع أن ماجر كان واقعيا في إجابته على عرضي له، حيث قال لي بصريح العبارة أنه يرفض المغامرة بسنوات الصداقة الطويلة التي تجمعه بي خاصة وهو ما قد يحدث إذا ما لم تسر الأمور بالشكل المرجو في حالة إمساكه لمقاليد العارضة الفنية للوفاق". * * * * مباشرة من الدارالبيضاء * -لم يتمكن لاعبو وفاق سطيف من التدرب أمس الأول أي بعد التحاقهم بالدارالبيضاء، حيث أن الملعب الذي وضع تحت تصرفهم يفتقد إلى الإنارة، فيما كان يود مشيش إجراء حصته تحت الأضواء الكاشفة رغبة منه في السماح للاعبيه من استرجاع أنفسهم بعد مشقة السفر. * -تفاجأ الوفد الجزائري للحرارة المرتفعة نسبيا التي تميزالمناخ في الدارالبيضاء، خاصة وأن الجميع غادر سطيف في الصباح على وقع البرد القارس. * -سمح مشيش للاعبيه صباح أمس بأن يغادروا الفندق للتجول في أرجاء المدينة قبل أن يضرب لهم موعدا في المساء لإقامة الحصة التدريبية الوحيدة قبل مباراة اليوم. * -إرتأى منظمو سفرية الوفاق إلى برمجة إقامة مجموعة الأنصار التي رافقت الفريق السطايفي إلى الدارالبيضاء بفندق مون بالاس بعيد بعدة كيلوميترات عن الفندق الذي يقيم فيه اللاعبون حتى لا يتعرض هؤلاء إلى أي إزعاج. * -لا ينتظر أن يجلب موعد اليوم جمهورا كبيرا من أنصار الفريق المحلي، حيث لا أحد في الدارالبيضاء يتحدث عن اللقاء وهو راجع بالدرجة الأولى إلى النتائج السلبية التي يحصدها الرجاء المحلي منذ انطلاق الموسم الجاري. * -شاءت الصدفة أن يلتقي اللاعب سوقر مع رئيسه السابق في مولودية سعيدة الدكتور بن حمزة، باعتبار أن هذا الأخير يتواجد مع وفد الوفاق في خرجة الدارالبيضاء كممثل عن الإتحادية الجزائرية لكرة القدم، ما سمح للرجلين بتذكر الأيام الجميلة التي قضياها معا في مولودية سعيدة عندما حققت الأخيرة الصعود إلى القسم الأول منذ موسمين.