طلبت أرملة موريس اودان المناضل في سيبل القضية الوطنية والذي توفي تحت التعذيب خلال حرب التحرير الوطني سنة 1957، أمس السبت، من فرنسا أن "تعترف بكافة جرائمها الاستعمارية"· وتم أمس تنظيم وقفة ترحم ووضع إكليل من الزهور وسط الساحة الرئيسية بالجزائر العاصمة التي تحمل اسم موريس أودان الذي توفي في احد السجون الفرنسية عن عمر يناهز 25 سنة· وصرحت أرملة موريس اودان السيدة جوزيت لواج في اتصال هاتفي قائلة "يجب على فرنسا الاعتراف بكافة جرائمها الاستعمارية وهذا مطلبنا الأساسي" · وأضافت تقول "لقد كان موريس يشعر انه جزائري وبالتالي كان متضامنا مع نضال مواطنيه من أجل الحرية" مؤكدة انه "توفي تحت التعذيب على غرار الاف الجزائريين الآخرين" · إن فرنسا لم تعترف أبدا بمسؤوليتها في وفاة موريس اودان الذي اختطفه مظليو الجنرال ماسو عندما بلغت "معركة الجزائر" ذروتها بحيث كانت حقا حملة اختطافات وعمليات تعذيب شرسة خلفت عشرات الالاف من القتلى والمفقودين تهدف الى كسر شبكات جبهة التحرير الوطني في العاصمة· وللاشارة فإن السيدة جوزيت لم تكف عن مطالبة الدولة الفرنسية بجثمان زوجها الذي لم يعثر عليه الى حد اليوم· وكان السيد سيرج غرو احد أقارب السيدة اودان حاضرا في هذه الوفقة الترحمية وكان متأثرا للغاية· وقال للسيدة جوزيت التي تقيم حاليا في فرنسا عبر الهاتف "اننا اليوم في قلب الجزائر العاصمة بساحة موريس اودان مع زملاء قدامى للعم موريس انها لحظات جد مؤثرة" · وتم بهذه المناسبة قراءة رسالة باسم المنظمة الوطنية للمجاهدين إكراما وإجلالا للشهيد اودان· وجاء في هذه الرسالة "لقد رويت هذه الارض بدماء مئات آلاف الشهداء من بينهم وبأحرف من ذهب شقيقنا موريس والذي نوجه له اليوم بعد مرور اكثر من خمسين سنة على وفاته اكبر تحية اكرام وإجلال"· وأضافت الرسالة أنها تحية إكرام وإجلال من امة من خلال وضع هذا الإكليل من الزهور رمز الذكرى الخالدة في هذه الساحة وهي أشهر ساحة في الجزائر العاصمة· وذكرت المنظمة في رسالتها انه "في فيفري 2007 تم التصويت بفرنسا على قانون يمجد الاستعمار ويطلب منا نسيان الماضي" مضيفة "هل يمكننا ان ننسى أعمال التعذيب والقتل الجماعي وإبادة مئات الآلاف من الشهداء والجرائم ضد الانسانية"· واستطردت "نعم لطي الصفحة لا لقطعها· على الدولة الفرنسية ان تعترف بجرائمها البشعة وأن تطلب العفو من الضحايا"· واختتمت إن "اودان ككل الضحايا الآخرين يستوقفوننا حتى لا ينسى احد وستظل ساحة موريس اودان بقلب العاصمة تذكرنا بالجروح التي لم تضمد بعد" · ولد موريس اودان في 14 فيفري 1932 بتونس· كان يشتغل استاذا في الرياضيات بجامعة الجزائر وكان عضوا في الحزب الشيوعي الجزائري ويناضل ضد الاستعمار· وكان هو ورفقاء "فرنسيين" آخرين "يلتقون كل سبت لتحرير ونشر وتوزيع "منشورات" ضد الاحتلال الفرنسي للجزائر حسب شهادة السيد غراو· وروى ان موريس وزوجته جوزيت كانا يأويان "العديد من المقاومين الجزائريين الذين كانوا يقضون شهرا في نفس الشقة ومن ثم يستضيفهم مناضل آخر"· وأضاف "في11 جوان 1957 جاء مظليون فرنسيون لتوقيف موريس اودان" في بيته وزعم الجيش الفرنسي فيما بعد انه فر خلال نقله الى سجن آخر· غير أن التحقيق الذي قام به المؤرخ بيار فيدال ناكي في كتابه "قضية اودان" الذي نشر في ماي 1958 يؤكد ان الفرار كان مستحيلا وأن موريس اودان توفي خلال عملية تعذيب في 21 جوان 1957 قام بها ضابط بالمخابرات الفرنسية الملازم الأول شاربونيي· وروى الصحفي والمؤرخ هنري علاق الذي خضع هو الآخر للتعذيب بسبب نضاله ضد الاستعمار في كتابه الشهادة "القضية" انه التقى بموريس اودان في السجون الفرنسية·(واج)