سعد البقري متحدثا إلى صحفي الشروق سعد أحمد البقري خريج جامعة لايبزغ الألمانية وحاصل على شهادة الدراسات الدولية تخصص كرة قدم، كان ولا يزال المدرب المصري الوحيد الذي تمكن من الإشراف على العديد من الأندية الجزائرية، حيث تولى مهمة التدريب في كل من اتحاد الشاوية خلفا لشيخ المدربين عبد الحميد كرمالي سنة 2001 ثم شبيبة سكيكدة ومرورا بنادي مولودية بجاية وغيرها من الفرق الناشطة في كل الأقسام، وأعطته هذه التجربة التي دامت 6 سنوات كاملة فكرة رائعة حول الشعب الجزائري المسالم والمولع بكرة القدم. * * ويعمل سعد البقري حاليا كمحلل رياضي بالتلفزيون المصري وبالضبط بقناة "النيل الرياضية" المتخصصة، وكان من بين الأصوات التي دعت إلى نبذ العنف وإبقاء لقاء 14 نوفمبر القادم داخل إطار المحبة بين المصريين والجزائريين، فكان لنا معه أول حوار لجريدة "الشروق اليومي". * * كيف حالك كابتن أحمد؟ * بخير والحمد لله، وأنا سعيد للغاية لتواجدي مع إخواني الجزائريين الذين أحبهم وأحترمهم كثيرا. * * * كيف ترى من موقعك كمدرب ومحلل رياضي المباراة القادمة بين مصر والجزائر؟ * بصراحة هي مباراة صعبة للطرفين، وعنوان المباراة هو الثبات النفسي للاعبين، وهو السبيل الوحيد لظفر المنتخب الجزائري أو المصري بتأشيرة التأهل إلى المونديال الإفريقي، فالأكثر تركيزا ستكون له الغلبة بنسبة كبيرة جدا، فالحظوظ متساوية خاصة بوجود مدربين كبيرين بحجم رابح سعدان وحسن شحاتة. * * * ألا تعتقد بأن أفضلية الثلاث نقاط وفارق الهدفين ترجح كفة الخضر؟ * أنا لا أنكر ذلك أبدا فالنقاط الثلاث وفارق الأهداف مهم جدا للمنتخب الجزائري، لكنني أحذر من منطلق خبرتي في ميدان كرة القدم من أن الداربي بين مصر والجزائر يحتمل كل السيناريوهات غير المتوقعة، والدليل تمكن الخضر من تسجيل 3 أهداف في ظرف 15 دقيقة فقط، وأضيف بأن اللقاء هو مباراة بين المدربين، فعلى شحاتة وسعدان إيجاد الوصفة المثالية لشحن البطاريات والابتعاد عن الضغط النفسي الكبير الذي قد يعود بشكل سلبي على اللاعبين. * * * نريدك أن توضح لنا أهم مميزات الفريق الوطني الجزائري؟ * لا أخفيكم سرا بأن المنتخب الجزائري فريق قوي وصلب من الناحية الدفاعية بوجود لاعبين مميزين في جميع المراكز ينشطون بأكبر الأندية الأوروبية استطاعوا التنافس على بطاقة المونديال لآخر لحظة، كما تكمن خطورة رفقاء كريم زياني في المرتدات السريعة والضربات الثابتة، وحتى المنتخب المصري هو أفضل جيل في التاريخ الكروي للفراعنة لما حققه من بطولات، ويضم في صفوفه لاعبين ممتازين يملكون خبرات متراكمة تخولهم العودة من بعيد. * * * دارت حرب طاحنة بين وسائل الإعلام المصرية والجزائرية منذ فترة، ما تعليقك على الموضوع؟ * لقد تأسفت لذلك كثيرا، فنحن أشقاء ولا يمكن للجلد المنفوخ أن يفرق بين شعبين تربطهما علاقات أخوة ضاربة في التاريخ، والسبب وراء كل هذا على ما أعتقد هو فيروس المنتديات الذي أشعل نار الفتنة وصب الزيت على النار، وأؤكد لكم بأن أياد خفية تسعى لإحداث الشقاق بين المصريين والجزائريين وتعكير صفو العلاقات، لذا نصيحتي للجميع وفي مقدمتهم أبناء شعبي هي أن يترفعوا عن هذه المهاترات. * * * ما تعليقك على الإعلاميين المصريين الذين سبوا رموز الثورة الجزائرية؟ * أرجو من الشعب الجزائري أن لا يغضب من هذه القلة فهي لا تمثل أبدا عموم الشعب المصري، بل إنهم لا يمثلون سوى أنفسهم، لأن الجزائر بلد الرجال والبطولات، ولا يحق لأي كان أن يشكك في عظمة أمة المليون ونصف المليون شهيد، ولقد قطعت وعدا على نفسي أن أنقل الصورة الطيبة عن الجزائريين الذين عشت بينهم 6 سنوات كانت الأفضل في حياتي، وذلك عبر القنوات التي ستستضيفني بمناسبة اللقاء وفي مقدمتها "النيل الرياضية". * * * كما تعلم فإن الكابتن أحمد شوبير زار مؤخرا الجزائر بمبادرة من جريدة "الشروق" ساعيا لتلطيف الأجواء المشحونة، لكنه تلقى انتقادات لاذعة على هذه الخطوة، ما تفسيرك لما حدث؟ * استغربت مثلكم من ردة فعل بعض الإعلاميين رغم أن ما قام به شوبير شيء يدعو إلى السعادة، كما ساهم بمبادرته في إيجاد نوع من التوازن الإعلامي وسط الفوضى الحاصلة ولا أرى سببا وجيها لكل الانتقادات التي طالت أحمد شوبير، وأريد عبر صفحات جريدة "الشروق" أن أدعو المدربين حسن شحاتة ورابح سعدان للقيام بدورة شرفية بملعب القاهرة قبل بداية المواجهة لقطع الطريق على زارعي الفتنة وتهدئة الجماهير. * * * ما هي توقعاتك للنتيجة التي سينتهي عليها اللقاء؟ * أنا كمصري أتمنى تأهل بلدي للمونديال، لكنني أشير إلى أن أي أحد في العالم لا يمكنه التكهن بالنتيجة النهائية، والشيء الوحيد الذي أقوله هو مبروك للمتأهل وحظ أوفر للمنهزم مهما كان، وأنا كمصري أرحب بكل إخواني الجزائريين بأرض الكنانة "مصر".