فجر شيخ المدربين الجزائريين عبد الحميد كرمالي قنبلة تُحتم على الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وعلى كل المسؤولين أخذ الحيطة والحذر إن أرادوا ضمان التأهل لمحاربي الصحراء. * * وعاد الشيخ كرمالي بذاكرته وهو يدلي بحوار لمراسل "السوبر" من الجزائر عياش سنوسي إلى سنة 2001، لما تولى مهمة تدريب المنتخب الوطني رفقة عبد الحميد زوبا خلفا للمقال عبد الغني جداوي، إذ أشار الشيخ كرمالي أنه عشية مباراة الجزائر ضد مصر جاءه إلى الفندق بعنابة أحد الصحفيين من التلفزيون المصري للوقوف على انطباعاته حول المباراة، وقال أنه في خضم الحديث مع الصحفي لمح له هذا المبعوث بتسهيل مهمة المنتخب المصري للفوز بنقاط المباراة حتى تتأهل مصر التي خرجت من الدور الأول بنقطة واحدة في مونديال ايطاليا من باب أن المنتخب السنغالي الذي فاز على بطل العالم في مونديال 2002 وتأهل للدور الثاني لا يقوى على تشريف القارة الإفريقية في المحافل الدولية مثل الفراعنة! * ولفت كرمالي أنه حملق جيدا في وجه الصحفي المصري أو المبعوث المصري وصاح في وجهه "شوف.. لو قدرنا أن نفوز عليكم بخماسية لفعلت، أما أن نمنحكم نقاط المباراة فوالله هذا الذي لن يحدث وأنا على رأس المنتخب، لكنني أؤكد لكم أنني سأضمن أمنكم وسلامتكم في حال لعبتم جيدا وفزتم علينا كرويا"، وقال كرمالي أنه طلب من هذا المبعوث عدم إعادة هذا الكلام وإلا استدعى الشرطة، وأشار إلى أنه في اليوم الموالي لعب المنتخب الذي قاده احدى أجمل مبارياته وتعادل مع الفراعنة وحرمهم من التأهل للمونديال، لافتا إلى أن هذا ليس عنادا، بل تشريفا لكرة القدم وللعب النزيه واحتراما لأخلاقيات اللعبة. * وقال الشيخ كرمالي أن اللاعبين المصريين الذين يُشكلون منتخب الفراعنة بدأ وهجهم يأفل وتراجع أداءهم بشكل رهيب، وأرجع ذلك إلى حالة التشبع التي أصابتهم والملل الذي تسلل إلى قلوبهم، ولعامل السن الذي لم يعد في صالحهم، مشيرا إلى أن المنتخب المصري سيتحول إلى منتخب عادي جدا إذا لم يتم تجديد دمائه. * وبالعودة إلى نقطة التحكيم ولعبة الكواليس، خاصة بعد الذي حدث في مباراة مصر ضد رواندا لما أهدى الحكم النيجري ضربة جزاء خيالية للفراعنة، ومنحهم وقتا إضافيا لتسجيل هدف ثالث، كما طرد لاعبا روانديا، وغض الطرف على الكثير من المخالفات لصالح الروانديين، اعترف بحبه للاعب أبوتريكة، وتفسح رفقة بعض المسؤولين المصريين في الأهرامات، طالب كرمالي من القائمين على الكرة في الجزائر أن يحذوا حذوه ويفعلوا ما فعله سنة 1989 لما علم بأن الحكم التونسي علي بن ناصر أو "بن ماصر" مثلما يحلو للجزائريين تسميته سيكون حكما للقاء الفاصل بين الجزائر ومصر والمؤهل لمونديال 1990، أيقن أن الكارثة حلت بالمنتخب الجزائري من باب أن تاريخ "بن ماصر" في التحكيم معروف "الحكم الذي احتسب هدف مارادونا بيده في مرمى الإنجليز في مونديال مكسيكو 86"، وقال كرمالي أنه حاول استباق الأمور وإبلاغ الرجل رسائل مفادها أن يكون نزيها وألا يخشى أحدا يوم المباراة، وشد كرمالي الرحال نحو تونس لتوجيه رسائله بنفسه لهذا الحكم، إلا أن "بن ماصر" صرخ في وجه كرمالي وطلب منه الانصراف وإلا استدعى له رجال الأمن، لكن كرمالي أصر عليه أن يكون نزيها فقط، كما همس له لحظة دخوله الميدان أن يكون رجلا ولا يخاف أحدا، لكن يضيف كرمالي "للأسف بن ناصر لم يكن رجلا يوم المباراة، وكان السبب في خسارتنا وإقصائنا من المونديال، إذ كان ذكيا في إدارة اللقاء، فبدأ يحتسب المخالفات البعيدة لمصلحتنا في حين لا يتردد عن احتساب المخالفات القريبة من مرمانا للمصريين".