عرفت المدن الفرنسية ليلة أول أمس وصبيحة البارحة حركة غير عادية لأنصار المنتخب الوطني الذين لم يتحملوا ما فعله أنصار المنتخب المصري قبل، أثناء وبعد المواجهة المشؤومة التي عرفت انهزام الحضر بهدفين من وضعية تسلل واضحة. * وخرج انصار المنتخب الوطني من المغتربين بمدينة مرسيليا في أحياء الميناء القديمة، "كانبيير" و"ساحة بنزاس" محتجين على ما حدث للمنتخب الوطني وانصارنا في مصر، ووصلت درجة الغضب إلى القيام ببعض التصرفات أدت إلى حرق باخرتين كانتا راسيتين في ميناء مرسيليا، كما تم حرق العديد من السيارات.وعرفت شوارع مرسيليا مشادات بين أنصار المنتخب الجزائري والشرطة الفرنسية التي حاولت تطويق المكان دون جدوى.ولم تهدأ الأمور إلا في ساعة متقدمة من نهار أمس وهذا بعد تدخل بعض العقلاء من المغتربين. * * "الجيش الشعب معاك يا سعدان" دوت في باربيس * * وبدوره عرف حي باربيس المعروف بكثرة الجالية الجزائرية أحداث شغب بعد المباراة، حيث تقدمت بعض الجماهير من بعض المحلات المصرية واعتدت على بعض المصريين الذين حاولوا الاحتفال بعد الفوز. * وبالإضافة إلى هذا، فإن أنصار الخضر بباريس هتفوا عاليا "الجيش الشعب معاك يا سعدان" في إشارة إلى أنهم اقتنعوا بالمردود الذي قدمه زملاء المتألق مجيد بوغرة طيلة التسعين دقيقة. * وقامت مجموعة من الأنصار بحي باربيس بحرق العديد من السيارات احتجاجا على قرارات الحكم الجنوب إفريقي الذي احتسب هدفين قال أنصار الخضر أنهما جاءا من وضعية تسلل واضحة. * * الألعاب النارية تحرق ليون * * واحتفلت الجماهير الجزائرية بمدنية ليون رغم الخسارة المرة في إشارة واضحة إلى أنهم اقتنعوا بمردود المنتخب الوطني وتأكدهم شبه التام من التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا بعد لعب لقاء الأربعاء المقبل في السودان.واحتشدت الجماهير الجزائرية بوسط مدينة ليون وغنت مطولا النشيد الوطني متوعدة الجماهير المصرية بالجحيم في السودان. * * آلاف المغتربين يقررون الحج إلى الخرطوم * * وفي خطوة لمساعدة المنتخب الوطني على تخطي الغريم المصري، أكد لنا العديد من أنصار الخضر في باريس أنهم سيتنقلون بقوة إلى عاصمة السودان الخرطوم وبأنهم سيقفون إلى جانب المنتخب الوطني وبأنهم سيطردون المصريين من الملعب.وشرع أمس المهاجرون الجزائريون بفرنسا في اقتناء التذاكر للتوجه إلى السودان، خاصة وان هناك خطا مباشرا من مطار شارل دوغول. * * لا أثر للمصريين في أسواق باريس * * ولم يظهر أي اثر للجالية المصرية صبيحة أمس في باريس رغم أن الكل يعلم أن أسواق باريس تعج بالباعة المصريين في العادة.وتعرض بعض المصريين ممن قرروا الخروج لمزاولة نشاطهم في الأسواق إلى مضايقات من الأنصار الجزائريين مما حتم عليهم العودة إلى ديارهم بسرعة. * * استياء كبير من الحكم الجنوب إفريقي * * وعبرت الجماهير الجزائرية بباريس عن استيائها من الحكم الجنوب إفريقي دامون الذي حملوه مسؤولية الخسارة بهدفين بعد أن احتسب هدفين من وضعية تسلل. * ولم يفهم كل من اقتربنا منهم تعيين حكم لا يفقه في التسلل، وهو ما وقفنا عليه نحن الصحفيين، فمن غير المعقول أن يحتسب الهدف الأول إذ كان أحد لاعبي المنتخب المصري خارج خط المرمى، أي في وضعية تسلل واضحة حسب ما تقره قوانين الفيفا المعدلة مؤخرا. * وعن الهدف الثاني أكد جميع من تحدثنا إليهم أنهم لم يفهموا لماذا لم يحرك حكم التماس ساكنا وكرة اللاعب المصري خرجت إلى ست أمتار، كما أن اللاعب عماد متعب عاد من وضعية تسلل واضحة. * * أهازيج، غضب وفرحة رغم الخسارة * الشروق تابعت مباراة مصر والجزائر مع الجالية بباريس * * اختارت بعثة الشروق بباريس متابعة مواجهة المنتخب الجزائري أمام نظيره المصري مع الجالية الجزائرية بباريس حيث تجولت في شوارع باريس من باربيس إلى بيل فيل، منيل مونتو ومونتروي. * ووقفت الشروق على مدى تعلق الجالية الجزائرية بمنتخبها الوطني في السراء و الضراء. * * مقاهي منيل مونتو لم تتسع لجماهير الخضر * * احتشد الأنصار فيها قبل المباراة بحوالي ساعتين خوفا من تضييع فرصة مشاهدة اللقاء. * وتزينت المقاهي بالأعلام الوطنية ودوت فيها الأغاني الممجدة للخضر. ونفس الشيء حدث في مقاهي باربيس التي عرفت حركة غير عادية. * * غلق ميترو باربيس قبل المواجهة * * وقبل انطلاق المواجهة بحوالي نصف ساعة، احتشدت الجماهير الجزائرية بمدخل ميترو باربيس وغلقت الأبواب مرددة أغان تمجد الجزائر والمنتخب الوطني. * وأشعل الأنصار العديد من الألعاب النارية التي زينت المكان، كما علقت العديد من الرايات الوطنية في جميع زوايا الحي. * * الكل ساخط على الحكم والمصريين * * وفي مقاهي مونتروي التي تابعنا منها الشوط الثاني من المباراة لاحظنا القلق الذي انتاب أنصار المنتخب الوطني الذين طالبوا من سعدان اللعب بمهاجم ثاني إلى جانب رفيق صايفي، خاصة بعد تدني مستوى المنتخب المصري الذي لم يتمكن من مجارات الريتم القوي للخضر. * * الشرطة الفرنسية تطوق المقاهي * * وطوقت الشرطة الفرنسية المقاهي بحي "منيل مونتو" خوفا من إندلاع أحداث شغب. * وتضاعفت أعداد الشرطة في العاصمة الفرنسية باريس، خاصة وان الجميع كان ينتظر تأهل الخضر والخروج إلى الشوارع للاحتفال.ولحسن حظ الشرطة الفرنسية أن أنصار الخضر في منيل مونتو غادروا المقاهي وهم يرددون أهازيج ممجدة للمنتخب الوطني دون القيام بأي أعمال عنف. * * نددت بما حدث للجماهير الجزائرية * الصحافة الفرنسية حاضرة بقوة بين الجزائريين * * وشهدت المقاهي التي تابع منها أنصار الخضر مباراة الجزائر ومصر حضورا مكثفا لوسائل الإعلام الفرنسية والعربية لتغطية الحدث ونقل أفراح الجزائريين بالتأهل لمونديال جنوب إفريقيا. * وندد رجال الإعلام الفرنسيون والعرب الذين التقتهم الشروق بما حدث للاعبي المنتخب الوطني وأنصارهم قبل، أثناء وبعد المواجهة.وتساءل الصحفيون الفرنسيون عن السبب الذي دفع الاتحاد الدولي لكرة القدم بعدم إيقاف المباراة ومرور المنتخب الوطني مباشرة إلى المونديال. * وكتبت الصحافة الفرنسية العديد من المقالات التي تندد فيها بما حدث للمنتخب الجزائريبالقاهرة وأكدت أحقية المنتخب الوطني بالتأهل للمونديال.وجاء في مقال نشر أمس في جريدة "لوباريزيان" أن الجزائر أجبرت على تضييع التأهل في القاهرة بعد الذي حدث لمناصريها ولاعبيها قبل اللقاء من اعتداءات. * وبدورها كتبت جريدة "اوجوردوي سبور" مقالا تؤكد فيه أحقية الخضر بالتأهل للمونديال، مشيرة إلى أن الحكم الجنوب إفريقي احتسب هدفين للمنتخب المصري من وضعية تسلل. * وتساءلت وسائل الإعلام الفرنسية عن الكيفية التي ستنظم بها الفيفا مباراة الفصل يوم الأربعاء مشيرة إلى أن هيئة بلاتير اخطأت هذه المرة وعليها تحمل مسؤولياتها.