أشاد الجزائريون المقيمون في بريطانيا بالأداء الرجولي المشرف للمنتخب الوطني الجزائري رغم انهزامه أمام نظيره المصري في ملعب ''العار'' بالقاهرة بهدفين اجمعوا على أنهما ليسا نظيفين أبدا ولا شرعيين في ظل الظروف ''الإرهابية'' التي جرت في المباراة، التي أرادها المصريون أن تكون ''معركة'' غير شريفة استعملوا فيها كل الطرق لتحقيق الفوز على الجزائريين، والتي بدأت حتى قبل المباراة بحملة إعلامية مسعورة في ''المقهورة''• لندن: حميد بن عمار استبسال أشبال سعدان الباهر في ملعب ''المقهورة'' جدا من الجزائريين وقهرهم لأعصاب 80 آلف مشجع مصري يتقدمهم نجل الفرعون الكبير حسني مبارك، الوريث الجاهز ''الفريعن'' الصغير جمال مبارك، وضياع تأشيرة التأهل لمونديال جنوب إفريقيا مباشرة منهم في الوقت بدل الضائع المبالغ فيه، مما يضطرهم للعب مباراة فاصلة في السودان، حَول مرارة الانهزام إلى افتخار واحترام كبيرين لحليش ورفاقه، وأمل في تحقيق التأهل في المباراة الفاصلة هذا الأربعاء بالخرطوم• ورغم تأجيل حلم تأهل المنتخب الوطني الجزائري بعد انهزامه بهدفين شكك الكثيرون في شرعيتهما، وخاصة الهدف الثاني الذي كان فيه وضعية تسلل واضحة، فإن بعض الجزائريين في لندن لم يتوانوا في القول الحمد لله أننا خسرنا، مؤكدين ومعبرين عن قناعتهم بأنه لو تأهل المنتخب الوطني في القاهرة وبقيت النتيجة بهدف مقابل صفر، لكان الجزائريون في ''المقهورة'' تحولوا إلى جثث، فالهيجان المصري بلغ درجات تساوى الجنون فيها مع الوضاعة• ومثلما تنقل العديد من أنصار المنتخب الوطني من لندن إلى القاهرة لمناصرته فمن المنتظر أن ينتقل عدد آخر من الجزائريين المقيمين في لندن إلى السودان لدعم أشبال سعدان في الخرطوم وذلك رغم ضيق الوقت وصعوبات التنقل السريع للعاصمة السودانية• اقترحوا توزيع ما تبقى من حصة تذاكر الجزائر على مناصرين سودانيين سودانيون ل'' الفجر'': ''صدقونا•• غالبية السودان مع الجزائر'' عبر العديد من السودانيين الذين تحدثت ''الفجر'' معهم في لندن بعد نهاية مباراة المنتخب الوطني عن أسفهم لعدم حسم المنتخب الجزائري لبطاقة التأهل إلى المونديال في القاهرة، وعبروا عن أملهم وتمنياتهم بأن يتحقق ذلك في المباراة الفاصلة يوم الأربعاء في الخرطوم• وسارع هؤلاء إلى التأكيد أن غالبية الشعب السوداني يحب الجزائر وشعبها ويدعم منتخبها، كما شددوا على عدم تصديق أي ادعاء مصري من أن السودانيين معهم وأنهم شعب واحد وكانوا دولة واحدة وما إلى ذلك من شعارات رنانة• وذكر السودانيون الذين تحدثنا معهم، وغالبيتهم من الخرطوم، أن الأفضلية الجماهيرية ستكون بالتأكيد لمصر في مباراة الخرطوم الفاصلة بحكم القرب الجغرافي لمصر مع السودان وسهولة تنقل الجماهير المصرية ووجود جالية مصرية كبيرة في السودان، لكنهم أكدوا أن ''ملايين السودانيين سينوبون عن الجزائريين في السودان وسيخفق قلبهم للمنتخب الجزائر وسيناصرونه أمام مصر خاصة، وكأنهم يناصرون السودان''• واقترح أحدهم أن تقوم السلطات الجزائرية بتعويض نقص الجماهير الجزائرية في الملعب للأسباب الموضوعية المذكورة إلى الاعتماد على الجماهير السودانية التي لن تدّخر جهدا لمناصرة المنتخب الجزائري داخل الملعب إذا أتيحت لها الفرصة واقترح أن تقوم السلطات الجزائرية عبر السفارة الجزائرية في الخرطوم بتوزيع ما تبقى من تذاكر اللقاء من الحصة المخصصة للجزائر مجانا على الجماهير السودانية ودعوتها لاستلامها عبر السفارة الجزائرية، وإبلاغ السودانيين الراغبين في ذلك عبر وسائل الإعلام السودانية• وأكد ''صدقني أن الآلاف من السودانيين سيتوافدون على السفارة الجزائرية''، واقترح أن تسارع السلطات الجزائرية إلى نقل الرايات الجزائرية إلى السفارة عبر طائرات جزائرية لتسلم مع التذاكر• وأكد السودانيون، وغالبيتهم من الطبقة المثقفة، الذين تحدثنا معهم على أن المنتخب الجزائري سيلقى كل الترحيب في السودان، لكنهم حذروا أن تطالهم الألاعيب والمسرحيات المصرية حتى في الخرطوم، ودعوا إلى الحيطة والحذر منها• حميد بن عمار أصداء من الجزائر بعد المباراة وفيات وإغماءات ومحاولات انتحار بسبب هزيمة الخضر رفض الشارع الجزائري نتيجة مباراة أمس الأول رفضا قاطعا لأنه كان يثق في فريقه ثقة كاملة وتوقع الفوز والتأهل معا، فالفوز على مصر في عقر داره بالنسبة لأنصار الخضر أهم من التأهل إلى المونديال• بعد المباراة مباشرة توجهت ''الفجر'' إلى مستشفى زميرلي بالعاصمة الذي استقبل أكثر من ثلاثين حالة استعجالية سببها نتيجة المقابلة المصيرية، وبصعوبة كبيرة تمكنّا من الاقتراب من بعض الحالات لمعرفة الدوافع التي وصل بها المناصرون إلى الإصابة بجروح متفاوتة الخطورة• ''يونس'' من الحراش أصيب في رجله بسبب ضربها على الحائط لأنه - حسب قوله - لا فائدة منها لأنها لم تساهم في فوز المنتخب الوطني، أما نبيل من الأربعطاش ببومرداس فقد كان سبب إصابته على مستوى الرجلين لدرجة صعوبة الوقوف عليهما هو سقوطه من السيارة أثناء تسجيل الهدف الثاني، فقد أفقده التركيز ونزع يديه الماسكتين بالسيارة ما أدى به إلى السقوط والسيارة كانت تسير بسرعة• يونس من الجمهورية دائرة براقي رمى بنفسه من السيارة بسبب الصدمة، أما رفيق من براقي فضرب طاولة برجله ما أصابه بجروح بالغة، وأسامة من المحمدية أصيب في رأسه بعد أن رمى بنفسه من أعلى الحائط بعد الهدف الثاني، فيما حاول محمد من براقي الرمي بنفسه من الطابق الثاني، ولما منعته العائلة والأصدقاء الذين كانوا يشاهدون معه المباراة ذهب بعد ذلك إلى المطبخ وأمسك بسكين ثم قطع يده ولأنه تذمر من النتيجة قطع محمد شرايينه دون شعور بعواقب الأمور ما جعله يصاب بنزيف دموي أفقده كمية معتبرة من الدم• ع• عجاج 4 حالات وفاة في عنابةوتلمسان سجلت حالتا وفاة بولاية عنابة عقب انتهاء المباراة التي جمعت المنتخب الوطني بالفريق المصري، والتي انتهت بفوز الأخير، وتوفيت الضحية الأولى وهو شاب يقيم بحي 13 ماي إثر سكتة قلبية مباشرة بعد تقلي الحارس قواوي الهدف الثاني في الوقت بدل الضائع من زمن المباراة، أما الضحية الثانية فهي سيدة توفيت في حادث مرور أليم بسيارتها، فيما توفي مواطن آخر من ولاية ميلة• كما تم نقل عشرات المواطنين ليلة أول أمس لاستعجالات مستشفى ابن رشد عقب إصابتهم بارتفاع مفاجئ لضغط الدم والسكري ودخول البعض منهم في غيبوبة، في الوقت الذي شهد فيه مقر الخطوط الجوية الجزائرية الواقعة بوسط مدينة عنابة تواجد المئات من الشباب طلبا لتذكرة تأخذهم للسودان لمؤازرة الخضر في لقائهم الحاسم مع الفريق المصري، حيث تنقل المئات من شباب ولاية عنابة حاملين جوازات سفرهم مطالبين بالتذاكر التي تداول الحديث حول تخفيضات من أجل الذهاب إلى السودان• كما توفي شخص بسكتة قلبية بولاية تلمسان يبلغ من العمر 52 سنة تعرض لها إثر الهدف الثاني الذي مني به الفريق الوطني بملعب القاهرة• واستقبلت مصلحة الاستقبال بالمستشفى الجامعي لوهران بعد المباراة، أزيد من عشر حالات إغماء، والتي تم تسجيلها خاصة بين مرضى القلب والسكري والضغط الدموي الذين يبدو أنهم لم يتحملوا نتيجة اللقاء الذي انتظروه بفارغ الصبر وكانت النتيجة مخيبة لتوقعاتهم، وفي سياق مواز عرفت المصالح الاستعجالية بولاية تلمسان تسجيل 25 حالة مماثلة بين المصابين بنفس الأمراض المزمنة الذين كانوا متأثرين أكثر بالنتيجة• وهيبة• ع / بوعلام• م جريمة قتل في حي 400 مسكن بالكاليتوس عاش حي 400 مسكن في الكاليتوس بعد المباراة مأساة حقيقية بسبب الفاجعة التي أصابت عائلة مايدي إثر فقدانها لابنها الوحيد نبيل الذي نشب بينه وبين أحد جيرانه شجار وصل إلى إحضار الجاني لسيف وضربه لنبيل على مستوى البطن، مما سبب له نزيفا حادا فقد على إثره كمية كبيرة من الدم، ورغم نقله على جناح السرعة إلى مستشفى زميرلي أين كانت ''الفجر'' حاضرة، وإدخال الضحية إلى غرفة العناية المركزة إلا أن قضاء الله وقدره كان أن نبيل ابن ال23 ربيعا يفارق الحياة تاركا وراءه ابنته الصغيرة وعائلته التي تألمت كثيرا جراء هذه الحادثة• ع• عجاج رغم هزيمة الجزائر في الوقت الإضافي الجالية المهاجرة متفائلة وتنتظر الأربعاء على أحر من الجمر عاشت أول أمس الجالية الجزائرية المهاجرة في باريس وليون ومارسيليا وفي مدن فرنسية أخرى على إيقاع المباراة التي جمعت فريقنا الوطني بنظيره المصري في إطار التصفيات لمونديال جنوب إفريقيا• ''الفجر'' زارت بعض الضواحي الباريسية مثل الني سوبوا وسوفران بودوت وبلان مينيل ودرانسي ولاكرناف التابعة لمحافظة سادوني المعروفة بمهاجريها الجزائريين ووقفت عند الحماسة التي عمت كل المقاهي والبيوت والشوارع والشرفات والتي استمرت حتى ساعة متأخرة من الليل في حي بارباس الشعبي الشهير• الجزائريون الذين تعودوا على انتصارات الفريق الوطني منذ المباريات الأولى، كانوا يدركون صعوبة المباراة التي جرت أول أمس في سياق إعلامي ونفسي غير مسبوق في تاريخ المواجهات الكروية التي جمعت الفريقين الجزائري والمصري، لكنهم لم يكونوا يتوقعون الاعتداء الذي تعرض له الفريق الوطني عند وصوله إلى القاهرة• مزيان سائق الطاكسي في فرنسا منذ 29 عاما في بلان مينيل تابع المباراة مع زملائه في مقهى معروف علقت فيه الأعلام الوطنية إلى جانب الأعلام الفرنسية بحكم وجود فرنسيين يعيشون في وئام تام مع أصدقاء جاءوا لمتابعة مباراة فرنسا وإيرلندا التي انتهت لصالح الفريق الفرنسي• مزيان لم يتألم لخسارة الفريق الجزائري بقدر ما تألم للحرب الإعلامية والنفسية التي سبقت المباراة بين بلدين يتقاسمان نفس الهموم والمرجعيات الثقافية والتحديات التاريخية والاجتماعية الواحدة• وحسب مزيان لا شيء يبرر المغالاة والتعصب والتطرف في التعبير الوطني والشوفينية قاتلة ومسيئة في الرياضة وفي مجالات أخرى على حد تعبيره• رضا العامل الجزائري في مطار شارل ديغول بضاحية رواسي استعد قبل عدة أيام لمتابعة المباراة التاريخية وصرح ل''الفجر'' أنه يزعم التنقل إلى ضاحية أخرى لمشاهدتها عند صديق بعد أن وصله خبر احتمال عدم بث المباراة على قناة ''كنال آلجيري''• ورضا المتابع للكرة في شتى أنحاء العالم يعتقد أن الفريق الوطني لم يكن في المستوى المطلوب وتأثر بالأجواء النفسية الصعبة ورغم ذلك يبقى متفائلا لأن الفريق الجزائري يتمتع بمهارات فنية أحسن من تلك التي يعرفها الفريق المصري، وبإمكان الجزائر الانتصار في الخرطوم شريطة تدارك الضعف الذي بدا واضحا في الدفاع والوسط والمراهنة على قلب هجوم أساسي قادر على اختراق الفريق المصري• اللعب في الخرطوم ورغم القرب الوجداني والتاريخي بينها وبين القاهرة سيحرر الفريق الجزائري من الضغط النفسي الذي كان في صالح الفريق المصري حسب حميد الذي تابع المباراة مع كل أفراد عائلته ماسكا العلم الوطني• وحميد يعتقد هو الآخر أن الفريق الوطني قادر على إلحاق الهزيمة بالفريق المصري في الخرطوم وأثبت أول أمس أكثر من مرة أنه يتمتع بفرديات هددت المرمى المصري أكثر من مرة• مصطفى لقشيري المهاجر المغربي الذي يسكن مدينة فيلبنت شرق باريس العائد هذه الأيام من مدينة بركان القريبة من الحدود الجزائرية، تابع هو الآخر اللقاء وتأسف لخسارة الفريق الجزائري القادر على حسم الصراع لصالحه في الخرطوم• ومصطفى تأسف لتركيز التلفزيون الفرنسي على أحداث الشغب التي قام بها بعض الشبان الجزائريين في مارسيليا، في الوقت الذي بقيت فيه أغلبية الجالية الجزائرية هادئة وتابعت مباراة فرنسا وإيرلندا بروح رياضية رغم غصة هزيمة فريق الحنين السرمدي• سمير بورمة ابن ديار الشمس الشعبية تابع هو الآخر المباراة مع زوجته وابنه مهدي وابنته ياسمين التي تعلمت الرقص على إيقاع أغاني الفريق الوطني، ورغم الهزيمة المنتظرة ولو بنتيجة لم يكن يتوقعها مازال كمعظم المهاجرين متفائلا بأن يكون الملعب المحايد في صالح الفريق الوطني لأنه أقوى فنيا من الفريق المصري وعلى سعدان رص صفوف الدفاع في المقام الأول• باريس: بوعلام رمضاني الشرطة الفرنسية تعتقل ستة جزائريين في مرسيليا اعتقلت قوات الأمن الفرنسية ثمانية أشخاص في مدينة مرسيليا على إثر مواجهات بين مناصرين للمنتخب الوطني وعناصر الأمن الفرنسية• ونقلت مصادر إعلامية عن تقرير للشرطة الفرنسية، خروج عدد من الشباب إلى شوارع مرسيليا معبرين عن غضبهم على إثر النتيجة التي سجلها المنتخب الجزائري أمام نظيره المصري في التصفيات المؤدية إلى كأس العالم ,2010 رغم أن الجزائر لاتزال تحتفظ بفرصة التأهل في المباراة الفاصلة مع مصر، التي ستجرى في السودان بعد غد الأربعاء• وذكر تقرير للشرطة أن المتظاهرين أقدموا على حرق 6 قوارب صيد، وأضرموا النيران في بعض مكبات النفايات.