كان يوم كاب تاون أمس أكثر من عادٍ طيلة اليوم بين أنصار المنتخبين الجزائري والانجليزي، وهذا عكس الأمر ليلة الأربعاء الأخير.. والأكثر من ذلك أن أكبر الساحات بمدينة كاب تاون عرفت احتفالات مشتركة بين الجزائريين والهوليڤانز. أنصار إنجلترا ظهروا أمس وعكس أول أمس الخميس أين لم يكن التواجد كثيفا لأنصار المنتخب الإنجليزي، ولكن مع ساعة الحقيقة أمس بدا الأمر أكثر مع بدء ظهور أنصار المنتخب الإنجليزي وبقوة كبيرة في شوارع كاب تاون، وهذا بعد أن فضّلت الغالبية العظمى منهم الالتحاق بهذه المدينة الجميلة في الليلة التي تسبق المباراة. ورايات إنجلترا حاضرة في كل شرفات الفنادق وأكثر من ذلك أن الإنجليز ومباشرة بعد وصولهم إلى كاب تاون وقيامهم بالحجز على مستوى الفنادق، قاموا بتعليق راياتهم على الشرفات، في منظر أعطى شكلا موحدا لكل فنادق المدينة التي ظهر أنها شبه إنجليزية بالكامل. الراية الجزائرية كانت أيضًا حاضرة ورغم أن أنصار الفريق الوطني الذين تنقلوا مع النادي السياحي الجزائري كانوا كلهم يتواجدون في منطقة سلوم بوتش البعيدة ب 60 كلم عن كاب تاون، إلا أن العشرات من المغتربين الجزائريين من الذين حجزوا في المدينة نفسها لم يتأخروا عن تعليق الراية الجزائرية في شرفات غرفهم بالفنادق. الرايات كانت جنبا إلى جنب في كثير من الفنادق وكانت في كثير من الفنادق شرفات الأنصار الجزائريين متلاصقة مع الأنصار البريطانيين، وهو الأمر الذي جعل أعلام الجزائر جنبا إلى جنب مع أعلام إنجلترا، في موقف ركزت عليه كثيرا كاميرات المصوّرين من مختلف القنوات. مجيء أنصار الخضرمن سلون بوتش بعث الاحتفالات وكانت الأجواء عادية صبيحة أمس في كاب تاون، إلى غاية الساعة الحادية عشرة صباحا أين وصلت الحافلات المقلة لأنصار الفريق الوطني من سلوم بوتش، وبدأت معها الاحتفالات في مختلف الشوارع والساحات الكبرى لكاب تاون. وتحوّلت إلى احتفالات مشتركة مع الإنجليز والأكثر من ذلك أن الاحتفالات التي بدأها أنصار المنتخب الجزائري صبيحة أمس تحوّلت إلى احتفالات مشتركة مع أنصار المنتخب الإنجليزي الذين اندمجوا في الاحتفالات وبدأ عددهم يكبر تدريجيا ويتجاوز أنصار المنتخب الجزائري في كل مكان. ولا مشاكل بينهما طيلة اليوم والآلاف من الصور المشتركة وسارت الاحتفالات المشتركة بين أنصار المنتخبين الوطني والإنجليزي في هدوء تام، والأكثر من ذلك أن أنصار الفريقين التقطوا مع بعضهم البعض الآلاف من الصور المشتركة تضم مناصرين جزائريين مع مناصرين ومناصرات إنجليز. الشرطة لم تتدخل في النهار تمامًا وإلى حلول موعد المباراة لم تتدخل السلطات الأمنية الجنوب إفريقية تماما بسبب عدم وجود مشادات بين أنصار الفريقين الجزائري والإنجليزي، علما أن الانتشار الأمني كان كثيفا جدا وفي كل شوارع كاب تاون، واكتفت الشرطة الجنوب إفريقية بالمشاهدة لا أكثر. شاهدوا لقاء أمريكا – سلوفينيا بصفة مشتركة وقد شاهد أنصار الفريقين الإنجليزي والجزائري اللقاء الآخر عن المجموعة بين أمريكا وسلوفينيا الذي بدأ في الساعة الرابعة بتوقيت جنوب إفريقيا بصورة مشتركة في الساحات الرئيسية والمقاهي. الوجهة كانت الملعب بعدها لتكون الوجهة مباشرة بعد نهاية لقاء الولاياتالمتحدةالأمريكية وسلوفينيا هي ملعب غرين بوينت بكاب تاون الذي بدأ الجميع في التنقل إليه بدءًا من الساعة السادسة بتوقيت جنوب القارة السمراء. أنصار المنتخب الجزائري أول من دخل وكان أنصار المنتخب الوطني هم أول من دخل إلى مدرجات ملعب كاب تاون، إذ أن أغلب الجزائريين أخذوا أماكنهم في مدرجات الملعب حوالي ساعتين كاملتين قبل بدء المباراة، في حين أن دخول أنصار المنتخب الإنجليزي تواصل على امتداد الفترة التي سبقت اللقاء. الإنجليز يعلّقون الرايات بطريقة خاصة ورغم أنه أثناء دخولنا للملعب ساعتين قبل اللقاء كان أنصار الفريق الوطني قد دخلوا أكثر من الفريق الانجليزي، إلا أن الملاحظة التي اكتشفناها أن أنصار المنتخب الانجليزي يقومون بتعليق راياتهم بالكامل في كل الأماكن الفارغة الموجودة بين طوابق المدرجات، والتي وجدناها مملوءة بالكامل بالرايات الانجليزية (بين الطابقين الأول والثاني، والثالث، وأسفل الطابق الأول). ولا وجود لرايات الفرق لديهم وكانت الرايات المعلّقة بالكامل من أنصار المنتخب الإنجليزي عبارة عن علم بلادهم، ولم نلاحظ وجود أي راية لفريق إنجليزي رغم شهرتها، لأن الإنجليز عندما يتعلّق الأمر بمنتخبهم يذوبون بالكامل فيه قلبا وقالبا، ولا تشاهد في جهتهم رايات من كل الألوان كما يحصل عندنا، أين لم يتخلّص المناصر بعد من فكرة مناصرة النادي حتى في أكبر حدث عالمي، والرايات التي شاهدناها أمام سلوفينيا وأمس تدل أننا بحاجة إلى مراجعة النفس في رايات النوادي عندما يتعلّق الأمر بالمنتخب الوطني. علم تركيا مع الجزائر تجسيد لممثلي المسلمين وإضافة إلى علم فلسطين الحاضر بقوة في أيدي المناصرين الجزائريين، فإن الميزة أمس كانت بتواجد علم تركيا إلى جانب الأعلام الجزائرية في تجسيد بأن كل المسلمين ينظرون إلى الجزائر بأنها ليست فقط ممثل العرب في هذا المونديال ولكن أيضا ممثل المسلمين من غير العرب.