كانت الساعة تشير إلى حوالي الواحدة بعد الظهر، الشروق كانت متواجدة هناك برفقة المناصرين.. كم كان مظهرهم رائعا وهم جالسون على حافة طريق المطار الدولي ينتظرون ساعة الدخول إلى المطار من أجل الظفر بتذكرة إلى السودان، رامي، الطيب، السعيد وغيرهم قدموا من ولايات مختلفة، ساعة الإعلان عن التخفيضات التي قامت بها الخطوط الجوية الجزائرية، حاملين الراية الوطنية وهم يصرخون "سنلعب لهم كرة القدم الجزائرية بروح رياضية، سنعلمهم الأدب ونريهم حضارة الجزائريين، استضفناهم في بلدنا ورحبنا بهم ولم نلمس شعرة منهم، لكنهم غدروا بنا وبعثوا بموتانا في توابيت، وتعدوا على نسائنا فلن نغفر لهم فعلتهم، وسنكسب لا محالة". * "نحن مع أشبال سعدان سواء تأهلنا أو لم نتأهل" * * هذا ما كان يردده مناصرو الفريق الوطني للشروق وهم يهتفون قائلين "لو ربحنا المباراة سنحتفل ولو قدر الله أن خسرنا المباراة سنضاعف الاحتفال لأننا نؤمن بالرياضة وبكرة القدم" هي كلمات رددها شباب لا تزيد أعمارهم عن 20 سنة، يعرفون ما تعنيه كرة القدم لكنهم رفضوا تماما ما فعله المصريون واصفين إياه بالتصرف الهمجي والإرهابي في حق مناصرين عرب أشقاء قدموا لمساندة فريقهم الوطني كحق شرعي لا يمكن أن ينتزعه منهم أحد. * ولم ييأس مناصرو الخضر من نتيجة المباراة وأرادو تشجيع سعدان وأشباله عبر الشروق قائلين:"نحن قادمون سنناصركم حتى آخر ثانية وسيستوي مناصرونا مع المناصرين المصريين بملعب المريخ، وسوف نرى ما سيصنعه الفريق المصري أمام هتافاتنا وأهازيجنا، سنكون معكم يالخضر فتشجعوا وأرونا الهمة". * * "سنرد على اعتداءاتهم الهمجية بأهداف في شباكهم" * * ونحن نتجول داخل المطار شاهدنا فتيات من العاصمة يقتانون التذاكر للتوجه إلى السودان ولدى استجوابنا لإحداهن قالت حنان: "خطت فستانا من ألوان جزائرية لأرتديه وأنا متوجهة إلى السودان وسألبس حتى "بوعوينة" المهم أن أذهب وأناصر الخضر ونأتي بفوز لإخواننا الذين سينتظروننا لا محال، لست خائفة من مواجهة المناصرين المصريين لكنني سأريهم أن الجزائر لديها ثقافة الكرة ولسنا بهمجيين كما فعلوا بنا في بلادهم"، أما فارس من صور الغزلان فقال:"سوف نري للعالم بأسره ماذا يفعل مناصرو الجزائر وكيف يتصرفون". * * مناصر يسحب جواز سفره في آخر لحظة تلبية لرغبة والدته * * كان الحزن باديا على وجهه وكانت علامات اليأس واضحة وهو يحاول استرجاع جواز سفره الذي قام بإيداعه أول أمس من أجل استلام تذكرة للسودان، بوشريط يوسف كان أحد المناصرين ممن احترق دمه وهو يشاهد الاعتداءات الخطيرة التي ألمت بالخضر منذ لحظة دخولهم إلى مطار القاهرة، يوسف وفي حديثه للشروق قال:"لم ترتح أمي لفكرة ذهابي إلى السودان وظلت تترجاني لكي لا أذهب ورغم إلحاحي الشديد للذهاب إلا أنني فضلت أن أرضيها لأكسب دعواتها بالدعاء لنجاح الخضر وها أنا ذا داخل المطار أحاول استرجاع جواز سفري مكرها". * * طلبة جامعيون ومتربصون بمراكز التكوين يتخلّون عن الدراسة للذهاب إلى الخرطوم * * توافد العشرات من الطلبة الجامعيون من ولايات داخلية إلى مطار هواري بومدين وكان من بينهم مترشحون بمركز التكوين المهني للشباب بالدار البيضاء تركوا تربصهم وشجعهم أساتذتهم الذين أبدوا هم أنفسهم الرغبة أيضا في التوجه إلى السودان لمناصرة الخضر، بينما تحدثنا مع طلبة آخرين قدموا من مختلف جامعات الوطن غير مبالين لا بالدراسة ولا بالتحضير للامتحانات، همهم الوحيد هو مشاهدة المباراة قائلين: "لم نستطع التركيز في دراستنا لن يرتاح لنا بال إلا إذا ذهبنا وناصرنا بالخرطوم، لن نترك أشبال سعدان لوحدهم سنكون معهم وسينجحون لا محال".