"فريقنا الوطني يحتاج أكثر من كل وقت مضى لمناصريه في هذا الوقت"، "اللاعبون لن يكونوا لوحدهم وسنحتفل معهم بالنصر في الخرطوم إن شاء الله"، "نحيي مبادرة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على تخفيض سعر التذكرة إلى 20000 دج حتى وإن تمنينا أن تكون مجانية".. يحملون بكل فخر واعتزاز جواز السفر والتذكرة، منهم من أمضى الليلة كلها في مطار الجزائر، أغلبهم عاطل عن العمل وليست له إمكانيات لدفع مصاريف السفر، تتراوح أعمارهم مابين 23 إلى 40 سنة قدموا إلى مطار الجزائر الدولي من مختلف ربوع الوطن، بينهم طلبة ومتربصين وموظفين، أكدوا أنهم "تدبروا أمرهم" لجمع مصاريف السفر إلى السودان، ذلك هو شأن «رفيق» -متربص في الإعلام الآلي- الذي دفع له والده ثمن السفر، أما «مراد» -الطالب في المعهد الوطني للتجارة- فقد تمكن من دفع تكاليف السفر بفضل المال الذي جمعه مؤخرا في الصالون الدولي للكتاب حيث عمل كعون، ونظم «حميد» وزملائه الذين يعملون في مؤسسة وطنية خاصة السفر إلى الخرطوم حيث تعهدوا أنهم سيشرفون البلد ب "تشجيعاتهم" للفريق الوطني، وتحت هتافات وأغاني ورقصات تشجيعية للفريق الوطني وزغاريد النساء خلق المناصرون جوا احتفاليا بهيجا، المارة من بينهم أجانب أخرجوا آلات التصوير والهواتف المحمولة لتصوير مناظر البهجة والحماس التي أحدثها مناصرو الخضر. تدفق متواصل لمناصري الخُضر على الخرطوم بدأ العد التنازلي بالنسبة لمقابلة الفريق الوطني الجزائري لكرة القدم مع نظيره المصري غدا بالخرطوم في مقابلة فاصلة للمجموعة الثالثة التي سيتأهل الفائز فيها إلى المرحلة النهائية لمونديال 2010 في جنوب إفريقيا، وإذا كان الخُضر بالخرطوم يستعدون بعد انهزامهم يوم السبت بملعب القاهرة للتحضير للموعد الفاصل فإن الأنصار الجزائريين بدؤوا يتوافدون على العاصمة السودانية منذ الساعات الأولى لنهار أمس بعد وصولهم على متن طائرتين «شارتر» إلى مطار الخرطوم الدولي، وكانت الطائرة الأولى قد غادرت الجزائر على الساعة منتصف الليل و45 دقيقة وحطت بمطار الخرطوم على الساعة 07 و45 دقيقة (التوقيت المحلي) أي بعد الساعة 05 و45 دقيقة بتوقيت الجزائر، بعد رحلة بدون مشاكل دامت 5 ساعات، الجو الذي ساد على متن طائرة "أرباص 330" ينبئ بالحماس الذي سيطبع في الساعات القادمة شوارع الخرطوم وخاصة يوم المقابلة بملعب المريخ الذي سيمتلئ على آخره خاصة بالأنصار الجزائريين، حماس فياض ميز الرحلة الأولى "للجسر الجوي" بين الجزائروالخرطوم حيث كان الأنصار الجزائريون من كل الأعمار مرتدين ألبسة بالألوان الوطنية يرددون الأغاني التشجيعية للفريق الوطني وكان بينهم حارس مرمى نادي مولودية الجزائر «زيماموش» الذي استدعاه الطاقم التقني الوطني بعد معاقبة «لوناس قاواوي»، وعلى الرغم من ليلة بيضاء قضوها في مطار الجزائر ثم في الطائرة فقد تمكن مناصرو الخضر من مقاومة التعب للتمكن من دفع «زياني» و«مغني» و«يحيي» إلى الفوز بهذا التأهل الذي يؤمنون به. وبعد أن خلقوا في بهو المطار جوا بهيجا لا يمكن لأحد غيرهم أن يقوم به تحت أعين موظفي المطار السودانيين صعد المناصرون الحافلات التي قدمها لهم النادي السوداني المريخ بطلب من مصالح سفارة الجزائر التي حصلت أيضا على موافقة وزارة الشباب والرياضة السودانية من أجل إيواء المناصرين الجزائريين في مختلف القاعات المتعددة الرياضات وأجنحة معرض الخرطوم، مثلما أكده لنا أعضاء السفارة الحاضرون في المطار، وفور انطلاقهم نحو وسط العاصمة السودانية وصلت مجموعة ثانية من المناصرين إلى المطار خلقت جوا بهيجا يعجز اللسان عن التعبير عنه مثلما قامت به المجموعة الأولى، وكانت جميع لوازم المناصر الحقيقي موجودة من ألبسة تحمل الألوان الجزائرية إلى قبعات وأقمصة تحمل اسم لاعبيهم المفضلين وخاصة العلم الوطني بكل أحجامه حيث كان طول واحد من الإعلام يبلغ العشرات من الأمتار سيتم تعليقه في ملعب المريخ غدا. اتخاذ كل التدابير لاستقبال 10000 جزائري بالخرطوم علم أمس من «محمد يرقي» سفير الجزائربالخرطوم، أنه تم اتخاذ كل التدابير لاستقبال 10000 مناصر جزائري بأم درمان وأكد أنه من المنتظر وصول حوالي 10000 مناصر ولقد اتخذنا كل الإجراءات اللازمة لاستقبالهم"، وأوضح أنه بعد وصول 3 طائرات حطت ظهر أمس بالعاصمة السودانية الطائرة الرابعة وعلى متنها 250 مناصرا مضيفا أنه سيتم إيواء جميع المناصرين ب"سوبة" بالضاحية الجنوبية من الخرطوم، وأضاف «يرقي» "نبذل كل ما في وسعنا من أجل الاستجابة لهذا الطلب الكبير مع العلم أن هناك نقص في هياكل الاستقبال والإيواء بالخرطوم"، وفيما يتعلق بالدخول إلى الملعب أكد أنه تم اتخاذ جميع التدابير لتمكين المناصرين الجزائريين من متابعة مقابلة الفصل بين الفريق الجزائري ونظيره المصري غدا بملعب المريخ، وبخصوص إقامة الفريق الوطني، أكد السفير الجزائري أن الخُضر حظيوا باستقبال حار من طرف السلطات السودانية والجالية الجزائرية مضيفا أن السودانيين أعربوا وبكل تلقائية عن ترحيبهم بكل الوفد الجزائري. لأول مرة في الجزائر.. جوازات السفر تُسلّم في 24 ساعة تسلم جوازات السفر في أجل أقصاه 24 ساعة بمناسبة المقابلة الفاصلة للتأهل إلى كأس العالم 2010 التي ستجمع الفريق الجزائري ونظيره المصري غدا المقبل في ملعب "المريخ" بالخرطوم لكل من يرغب في التنقل إلى عاصمة السودان، حيث شهدت مختلف دوائر العاصمة الجزائرية منذ يوم أمس إقبالا كبيرا لمئات الشباب الذين قرروا التوجه إلى الخرطوم لمساندة الفريق الوطني. وقد أكد «محمد حطاب» الوالي المنتدب للحراش أنه قد تم اتخاذ جميع التدابير الضرورية بالتنسيق مع مصالح الأمن للتعجيل في إصدار الجوازات والسماح للشباب بالتوجه إلى السودان، وقال حطاب "عملنا أول أمس إلى غاية الساعة 20:00 مما سمح لنا بتسليم 360 جوازا" مشيرا إلى أن هذه العملية ستتوقف عشية المقابلة، وأوضح مسؤول آخر من دائرة حسين داي أنه تمت المبادرة بهذه العملية لإرضاء جميع المناصرين الذين قرروا سحب جوازاتهم والتوجه إلى الخرطوم لتشجيع الفريق الوطني، وصرح المسؤول ذاته أنه فور الإعلان عن تسهيل إجراءات التنقل لكل جزائري يرغب في مساندة الفريق الوطني توافد المناصرون بكثرة على مقر الدائرة مؤكدا أن العملية تجري في هدوء. وفي دائرة بئرمراد رايس أوضح مسؤول أنه تم تسليم ما لا يقل عن 300 جواز سفر لمواطنين شباب لا يفوق سن أغلبيتهم 30 سنة، مضيفا أن كل شيء يسير في هدوء. وبمقر دائرة تيزي وزو فقد تم فتح شباك خاص بمقابلة الجزائر-مصر لغرض استخراج جوازات السفر وأوضح «دومي جيلالي» رئيس دائرة تيزي وزو أن مصالحه "بادرت منذ أول أمس بصفة استعجاليه إلى فتح شباك لغرض الاستجابة للطلب المفاجئ على وثيقة السفر هذه، مشيرا إلى توفير كل الوسائل المادية والبشرية لضمان السير الحسن لهذه العملية الاستثنائية، وأكد في السياق ذاته أنه سيتم "تسليم جواز السفر الذي يستخرج عادة في مدة 10 أيام في نفس اليوم الذي يتم فيه إيداع الطلب".