تسير الأمور في الكيان الصهيوني إلى خروج ايهود أولمرت من مسرح العمل السياسي، ولعله أوعز إلى أحد الصحفيين الكبار لتجهيز كتاب عن حياته السياسية من رئيس بلدية يميني متطرف في مدينة القدس إلى رئيس وزراء فاشل ..وكل شيء يعد هذه الأثناء لخلافة أولمرت داخل حزب كاديما اليميني أو داخل الكنيست، والحراك السياسي على مستوى الأحزاب لاسيما حزب العمل يبلغ ذروته والكل يبحث عن فرصة له في مذبحة أولمرت. * إلا أن الفلسطينيين هم أصحاب الفرصة الذهبية في خروج أولمرت من المسرح ذلك لعدة أسباب ليس فقط ما تورثه هذه الطريقة في الخروج من انكسار أخلاقي ومعنوي لقادة إسرائيل، فهم بلا استثناء لصوص وفاسدون، وعلى كل منهم ملفات لدى أجهزة الأمن يكشف عنها لسبب أو لآخر في وقت أو آخر..ولكنها فرصة لكي يتحللوا من قيود المفاوضات العقيمة السقيمة التي أرغمهم عليها الصليبي الكبير جورج بوش حسب رؤيته التي ضمنها خارطة الطريق والتي بموجب شروطها تفسخ الصف الوطني، وانقسم المشروع السياسي الفلسطيني وفقد الفلسطينيون من مواقفهم وقوتهم الشيء الكثير. * إنها فرصة ثمينة لفتح وحماس، أو بمعنى أكثر دقة لقيادة السلطة في رام الله ولقيادة حماس فرصة أن يتحركوا الآن، فيما إسرائيل منخرطة في اللا موقف والفوضى التي لن تحسم قبل شهر نوفمبر القادم.. الآن يجب أن يقتنع سكان المقاطعة أن بوش لن يستطيع لو أراد أن يفعل شيئا قبل شهر نوفمبر حين استقرار الوضع السياسي الإسرائيلي، وحينها يكون بوش يلفظ أنفاسه السياسية مما يعني أننا الآن نعيش مرحلة سماح سياسي بالإمكان أن نغير من أدائنا لاسيما وكل المفاوضات ونتائجها مع أولمرت ستصبح في خبر الذكريات لصائب عريقات وأحمد قريع. * تكون حماس قد اقتنعت أنها لم تستطع أن تكون على رأس الهرم السياسي الفلسطيني ليس فقط لأنها ليس لديها الدربة والخبرة واللياقة ولكن أيضا لأن العالم والإقليم بشكل أساسي لا يقبلها في المربع السياسي ولا مجرد أن تكون رقما سياسيا، وذلك لحسابات خاصة بالإقليم، وهنا تكون حماس أدركت أن الحصار المتزايد حدة على الشعب سببه وجودها في غزة بالشكل القائم، ورغم قبولها بالهدنة مقابل الهدنة وفتح المعابر فقط ورغم قبولها بدولة على حدود 1967 إلا أنها لن تكون مقبولة.. * لعل حماس أدركت ضرورة الخروج من هذا الكمين السياسي الاستراتيجي وتقبل بالتنازل عن مكتسبات ما فعلته قبل سنة. وهكذا فإن الخطوة الأولى تصبح التصالح الوطني والنظام السياسي الواحد الموحد..إنها فرصة ذهبية ولكن كم من الفرص أضعنا !!!!!؟