شرعت أمس الشرطة الإسرائيلية رئيس الوزراء إيهود أولمرت وذلك للمرة الرابعة في إطار التحقيقات الجارية في مزاعم رشا واحتيال، في حين دعا زعيم حزب الليكود المعارض بنيامين نتنياهو لإجراء انتخابات عامة مبكرة في إسرائيل، وذلك بعد إعلان أولمرت أنه سيستقيل فور اختيار رئيس جديد لحزب "كاديما" الحاكم. ق.د/وكالات قال أمس المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد "إن المحققين طلبوا عقد جلسة مطولة في منتصف الأسبوع لكن مكتب أولمرت خصص ساعتين فحسب اليوم الجمعة من جدول ارتباطات رئيس الوزراء"، وأوضح المتحدث أن أولمرت يستجوب بمقره الرسمي في القدس. وتشمل أهم التحقيقات التي تجرى مع أولمرت شكوكا في أنه تلقى رشاوى من رجل أعمال أمريكي، وأنه تقاضى مصاريف سفر أكثر من مرة عن نفس الرحلة حينما كان وزيرا للتجارة ورئيسا لبلدية القدس، في حين نفى أولمرت ارتكابه لأي مخالفات. وكان إيهود أولمرت أعلن الأربعاء الماضي أنه سيستقيل من رئاسة الوزراء بعد أن يختار حزبه "كاديما" الحاكم زعيما جديدا في الانتخابات الداخلية التي ستجرى في17 سبتمبر المقبل، لكنه تعهد بالمضي قدما في محادثات السلام مع الفلسطينيين ومع سوريا من خلال وساطة تركية حتى آخر يوم له في المنصب. وقال مساعدون كبار إن أولمرت قد يبقى قائما بأعمال رئيس الوزراء لأشهر وهو ما يكفي لمواصلة المحادثات مع الفلسطينيين وسوريا، لكن سياسيين إسرائيليين قالوا إن رئيس الوزراء الذي تحيط به فضائح فساد ليس لديه تفويض يلزم إسرائيل بأي اتفاقات، وعلق أرييل إتياس وزير الاتصالات وهو من حزب "شاس" المتشدد المشارك في حكومة أولمرت الائتلافية على إمكانية إبرام رئيس الوزراء لأي اتفاق، بأنه "ليست لديه شرعية لا من الناس ولا من الكنيست ولا من الحكومة للتوصل إلى أي تفاهمات ملزمة للحكومة مع الفلسطينيين أو مع سوريا". ويرى محللون أن أولمرت الذي وصف نفسه يوما بأنه "غير قابل للتدمير" قد يبقى بضعة أشهر في منصبه لتصريف الأعمال في حالة إخفاق زعيم "كاديما" الجديد في تشكيل حكومة جديدة أو إذا حل البرلمان نفسه ودعا لانتخابات جديدة، وبعد إعلان أولمرت نيته الاستقالة، نشرت الصحف الإسرائيلية في صفحاتها الأولى صورة لرئيس الوزراء وهو يبتعد عن الكاميرا، وقد علقت إحداها على الصورة بعبارة "الخطوة الصحيحة". وبدأ أربعة وزراء من "كاديما" بالفعل حملاتهم لكي يخلفوا أولمرت في الانتخابات الحزبية الداخلية، وينظر إلى وزيرة الخارجية تسيبي ليفني باعتبارها الخليفة الأكثر ترجيحا لخلافة أولمرت في حزب "كاديما"، وأقرب منافسي ليفني إليها هو وزير النقل شاؤول موفاز وهو وزير دفاع سابق معروف بأساليبه الصارمة في سحق الانتفاضة الفلسطينية. وقالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني الخميس إن الأمل ما زال يحدوها في إمكان التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين هذا العام، وناشدت جميع الأحزاب التي تدعم السلام وحدة الصف. وفي المقابل دعا زعيم حزب الليكود الإسرائيلي اليميني المعارض بنيامين نتنياهو الخميس إلى إجراء انتخابات مبكرة لاختيار خليفة أولمرت الذي زاد تعهده بالاستقالة حالة عدم اليقين بشأن التسوية السياسية في الشرق الأوسط، وقال نتنياهو لراديو إسرائيل "هذه الحكومة بلغت منتهاها ولا يهم من يتزعم كاديما، كلهم شركاء في هذه الحكومة الفاشلة تماما، المسؤولية الوطنية تحتم الرجوع إلى الشعب وإجراء انتخابات جديدة". وأظهر استطلاع للرأي أجرته القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي -بعد إعلان أولمرت عزمه الاستقالة- أن 39% يؤيدون اختيار نتنياهو رئيسا للوزراء بينما يؤيد 34% ليفني لشغل المنصب.