بقدرة قادر تحوّلت بعض فضائيات الفتنة خلال اليومين الأخيرين إلى لغة النفاق من خلال استحضار مصطلحات القومية العربية، والماضي المشترك، ومحاولة فهم ما حدث بنظرة متعقلة، وبعض الإشارات الضمنية عن مسؤولية الإعلام المصري في الأزمة... * * ولهؤلاء نقول: إن الجزائريين طيبون لدرجة أن أي واحد يكسبهم بالكلام المعسول، لكن ليس بعد نهر السباب والشتائم والإهانات والكلام النابي عن الجزائر شعبا وحكومة ومنتخبا وتاريخا وحضارة. * لن يصدقكم الجزائريون حتى ولو ذرفتم أنهارا من الدمع ندما على ما قلتموه عن الشهداء وعن الشعب الجزائري وعن مناصرينا الذين انتقلوا إلى السودان، وعن الشروق التي حوّلتموها إلى "معاريف" و"يدعوت أحرونوت" الإسرائيليتين، لأنها وقفت لكم جميعا وهزمتكم وبعثرت أوراقكم بشهادتكم أنتم. * سيتوقف نباح كلاب الفضائيات على الشعب الجزائري، وربما يتحول بعضهم أو جميعهم إلى نفض أذيالهم تحت أرجل الجزائريين ليصفحوا عما اقترفوه في حق الشهداء والجزائريين الأحرار، لكن ليعلموا أن الجزائر لن تنسى إهانة الشهداء من قبل نخبة مصر، ولن تنس ما فعله رجال القانون هناك الذين تحوّلوا إلى بلطجية وقاموا بحرق العلم الوطني الجزائري، في الوقت الذي تحظى سفارة إسرائيل بحماية استثنائية. * ونحن من هذا المنبر نقول للمسؤولين الجزائريين إنكم أعطيتم مثالا راقيا للتعامل الدبلوماسي، وأن سياسة التجاهل التي اعتمدتموها هي التي أخرجت المصريين عن توازنهم العقلي وتحولوا إلى مجانين ومعتوهين في نظر العالم، لكن الاستمرار في الصمت قد يؤثر سلبيا، لذلك نريد موقفا سياسيا علنيا قويا إزاء الذي يحدث. * ذلك أن مخرج المسرحية "البكائية" هو الرئيس مبارك عن طريق ولديه القاصرين سياسيا، الذين حركوا النخب الفنية والرياضية والقانونية في حملة تشويه غير مسبوقة في تاريخ العلاقات الدولية، وعليه فإن موقفا سياسيا قويا سيهز ما بقي من أركان هذا النظام المتهالك، الذي ورط الأمة العربية في فضيحة التطبيع مع الكيان الصهيوني.