هدايا بالمطارات الفرنسية تحوي ألبسة وحلويات وكتاب إنجيل * لجأ المبشرون إلى تجنيد جزائريين مغتربين مقيمين بفرنسا في حملات التنصير في الجزائر، وتفيد المعلومات المتوفرة لدى "الشروق اليومي" أن المبشرين اعتمدوا أساليب جديدة في ظل تضييق الخناق عليهم في الجزائر وملاحقتهم، حيث يقومون بتقديم طرود إلى الجزائريين المغتربين العائدين من الجزائر إلى فرنسا وذلك على مستوى المطارات غالبا، تتضمن حلويات للأطفال وعطور وهدايا وبعض الألبسة، إضافة إلى كتب منها كتاب الإنجيل، كتب دينية عقائدية وأشرطة سمعية بصرية خاصة بالتنصير، وتم إرفاقها بنسخة عن مساءلة مطبوعة بجهاز الكمبيوتر باللغتين العربية والفرنسية تحصلت "الشروق اليومي" على نسخة منها موجهة "للقارئ الكريم" تتضمن 9 أسئلة حول كتاب "نجار وأعظم" وجاء في المقدمة "يسعدنا أخي القارئ أن نقدم لك هذا الكتاب ونتمنى لك وقتا ممتعا في قراءته، كما نرجو منك أن تشاركنا رأيك حوله، من أجل ذلك نقترح عليك الأسئلة الواردة في هذه النشرة وهذا يساعدنا حتى نرسل لك كتبا أخرى". * ومن الأسئلة المثيرة: "ماذا كان رد فعل اليهود بعد أن شفي المسيح يوم السبت؟ وماذا كان رد فعل اليهود على ما قاله المسيح ولماذا؟"، وقالت مصادر مطلعة أن هذه الأسئلة تنطلق من خلفية الصراع القديم القائم بين اليهود والمسيحيين الذين يؤكدون أن "جودا" وهو يهودي وشى بسيدنا عيسى عليه السلام وهو موضوع الأسئلة المطروحة تحت رقم 4،5 ،6، ويركز الاستجواب على "الإمتيازات التي ستحدث إذا قبلت المسيح مخلصا شخصيا لحياتك" و"أوضح لنا باختصار انطباعك الذي كونته حول هذا الكتاب وما مدى تأثيره على حياتك؟"، وترسل الأجوبة إلى عنوان لا يكشف عن جمعية أو منظمة، بل علبة بريدية. * واتصلت "الشروق" ببعض العائلات الجزائرية المقيمة بالضواحي الفرنسية التي أكدت أنها فعلا تحصلت على هذه الطرود والمساءلة التي قام العديد بالرد عليها من باب الفضول أو الطمع في الحصول على مقابل لاعتقاده بأنها مسابقة حسب العديد من المغتربين، لكنها "مساءلة ذكية تهدف إلى دفع الشخص للإطلاع على الإنجيل لتبدأ المغامرة". وكشفت لنا عائلات مغتربة عن أبعد من ذلك عندما تحدثت عن زيارات تقوم بها بعض الجزائريات المغتربات مؤخرا إلى منازلها، خاصة بالأحياء الفقيرة إضافة إلى الطلبة والمهاجرين غير الشرعيين، وتعرض عليهم الالتحاق بجمعيات التنصير من خلال إغراءات مادية "تعرض علينا مساعدات مالية ووعود بتوظيف البطالين وتمدرس الصغار ومجانية العلاج"، وشددت هذه العائلات على أن جمعيات التنصير تجري تحريات سرية عن العائلات وتجمع عنها معلومات شاملة في وقت سابق وتستهدف العائلات التي تعاني من مشاكل اجتماعية صعبة لاستغلال وضعها وإقناعها بالإغراءات التي تطرحها، خاصة في ظل معاناة المغتربين هناك. * وأكدت مصادر متطابقة أن جمعيات التنصير النشطة بفرنسا قامت بتجنيد الشباب الذين يوجدون في وضعية صعبة وكانوا مهددين بالطرد، وحتى كهول من الجنسين "وأحيانا أسر جزائرية بأكملها تم تنصيرها وغيرت حتى أسماءها"، حيث قدمت لهم وعودا بتسوية وضعيتهم مقابل الالتحاق بها وحضور جلسات التنصير قبل تكليفهم في وقت لاحق بإقناع مواطنيهم بحكم الاحتكاك بهم، وقالت عائلات جزائرية إنها لا تكشف عن هويتها الحقيقية أول مرة، وتدعي أنهم مغاربة غالبا. * وتؤكد المعطيات المتوفرة لدى "الشروق اليومي" أن تحويل جمعيات التبشير لنشاطها إلى فرنسا يأتي على خلفية تضييق الخناق على المبشرين في الجزائر وملاحقة منتهكي قانون تنظيم الشعائر الدينية والمنصرين، حيث يمكن مستقبلا تجنيد المغتربين المنصرين للقيام بحملات في الجزائر دون إثارة شكوك أجهزة الأمن. * وقال مسؤول أمني سألته "الشروق اليومي" حول الموضوع إن أجهزة الأمن مجندة لتطبيق القانون ويخضع جميع المشبوهين للرقابة، وكشف مصدر مسؤول في قيادة الدرك الوطني عن تحقيقات جارية في القضية بناء على معلومات وردت إلى مصالحها حول أنشطة تبشيرية في عدة مناطق.