تنازلتم عن الجوائز لكنكم لم تتنازلوا عن الأموال الضخمة التي أخذتموها أيها الشحاتين! سببتم الشهداء بعد أن استقبلتهم الجزائر كملوك ومنحتهم الملايير بعد أن فشل النظام المصري في إدارة الحملة الإعلامية والدبلوماسية التي شنتها القاهرة على الجزائر، وبعد أن فضح الإعلام العالمي عورات "دريم وأخواتها" لم يجد كلاب الحراسة في بلاط مبارك غير اللجوء إلى الراقصات والممثلات لتجنيدهن ضد الجزائر. * وهكذا سقط الشارع الفني المصري في لعبة السياسية التي أطلقها نجل الرئيس مبارك كي يرث عرش أبيه، فسارع الفنانون والمطربون والممثلون لإدانة الشعب الجزائري شعبا ودولة وتاريخا، فتحوّلنا بين ليلة وضحاها إلى "رعاة أغنام" و"همج" مع إسقاط صفة "بلد الشهداء" الذي طالما تغنى به الفنانون فأكرمهم، حيث كانوا ينزلون على أرضه الطاهرة مثل الملوك * والأمراء، وفي لحظة غاب عن ذهن الشارع الفني المصري أن أهل السياسية نصبوا لهم فخا كبيرا ولبسوا عارا لن يغسله التاريخ، ذلك أن أهل السياسية سيتصالحون يوما طالما أن السياسية هي فن الممكن ويبقى العار الفني يلف يسرا وأخواتها، ويبقى السؤال: هل يا ترى بإمكان هؤلاء أن يدخلوا أرض الشهداء مجددا؟ * لو نعود قليلا للوراء يوم نزلت يسرا على مهرجان وهران، واستقبلت استقبال الفاتحين وقالت بعظمة لسانها بأنها لم تحض يوما بمثل التكريم الذي حضيت به في الجزائر، وهل نسيت إلهام شاهين يوم وقفت في أروقة شيراتون وهران وهي تطالب على "الفول المصري"، وكيف أساءت للفنانة القديرة بهية راشدي، وكيف سعت لتكسير المهرجان عندما قامت بتسريب نتائجه للإعلام المصري قبل أن يتم الإعلان عنها رسميا، * وبرغم كل ذلك لم يشتمها أحد في الجزائر ولم نقل أن الشعب المصري لا يتقن فن "الإتكيت" ولا يحفظ أسرار المهنة، كما لم نقل أن الفنانين المصريين " شحاتين" ويعيشون على بقشيش المهرجانات، وإلا كيف تجرأت إلهام شاهين على أن تتنازل عن تكريم مهرجان وهران ولم تتنازل عن40 ألف دولار قيمة جائزة أحسن دور في فيلم "خلطة فوزية " التي فاز مخرجها مجدي أحمد علي ب 50 ألف دولار. * * ماذا فعل فيكم الفرعون الصغير يا أهل الفن؟ * نعلم جيدا أن الشعب المصري "الغلبان" بريء من ترهات الإعلام المصري ولأننا نعلم أن عقلاء مصر لم يمنحوهم حق الرد والتوضيح في غمرة البحث عن طريقة لتوريث عرش الفراعنة "للفرعون الصغير"، لكن بعد أن وصل الأمر بمن يفترض فيهم أن يكونوا زبدة المجتمع من فنانين وممثلين ومن يعرفون بالنجوم لسب الشهداء فذلك خط أحمر، وقد يغفر الشعب الجزائري للمصريين كل ما قالوه وما يقولونه، لكنه لن يغفر لهم سب الشهداء، لهذا نقول لإيهاب توفيق الذي بكى مثل الحريم أمام الكاميرات وسبّ الجزائر بأقذر السباب أن هذا البلد هو الذي أنزلك منزلة الملوك والأمراء ووفر لك حماية الرؤساء، وغنيت بالجزائر ساعة ونصف مقابل 25 ألف دولار بنفس الطريقة التي استقبلت بها الجزائر مواطنك تامر حسني ب 120 ألف دولار وعرضت على شيرين مبلغ 75 ألف دولار دون الحديث عن نفقات الضيافة الأخرى، حتى أنكم تجوّلتم مثل الملوك في مواكب رسمية بمدينة وهران وحتى إعلامييكم صرفت لهم خزينة الدولة الجزائرية 5 ملايين سنتيم في 5 أيام كمصروف جيب، في الوقت الذي استقبلتهم فيه رجال إعلامنا بتعريتهم من ملابسهم، فأعضاء البعثة الإعلامية المصرية انبهروا في وهران بالاستقبال الذي لم يحلم به بعضهم في حياته. ونطلب فقط من الفنانين الذين دخلوا لعبة السياسة أن يعودوا لذاكرتهم القصيرة ويراجعوا تصريحاتهم التي أطلقوها بمهرجانات الجزائر التي جمعتهم وجعلت منهم نجوما بعدما لفظهم الشارع الفني العربي أمام انحصار الدور المصري في السينما وصعود نجم السينما السورية والدراما التركية وتنامي الدراما المغاربية من تونس والمغرب والجزائر التي نالت عدة جوائز بمهرجانات عالمية ودولية كبيرة ومحترمة. * وسارعت إسعاد يونس إلى إعلان مقاطعتها لكل مهرجانات الجزائر ووقف التعامل الفني مع الجزائر، وكانت مهرجانات الجزائر تنتظر نجوم مصر حتى تنجح ويشهد الله أن مهرجاناتنا كانت ناجحة وهادئة خالية "تفرعين المصريين" الذين لا يتوّقفون عن إثارة المشاكل في كل تظاهرة يحضرون فيها، ويكفي أن نذكر نجوم مصر بأن إحدى نجمات المسرح عندهم والتي طالما التزمت الصمت والحياد كانت في كل مرة تقول لمحافظ مهرجان المسرح المحترف "أوعى تنساني" وفعلا كانت تحضر بكل التشريفات الدبلوماسية وتنزل منازل الأمراء والملوك وتجلس جنبا إلى جنب مع وزيرة الثقافة خليدة تومي، زيادة على الهدايا التي كانت تعود بها من محلات "ديدوش مراد" بشرط أن تكون "ماركا فرنسي" مثلما كانت تقول هي في الوقت الذي وجدت فرقتنا للمسرح نفسها مجبرة أن تقوم بالتمرينات في خم الدجاج عندما شاركت في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي قبل عام من الآن ولأننا كنا نقدر دائما مآثر الشقيقة الكبرى لم نكتب عن كل هذا وقلنا ماعليهش "الحجرة من عند لحبيب تفاحة"، ولكن أن نجد أنفسنا اليوم مجبرين على قول كل هذا عندما تعدى الطرف الآخر كل الخطوط الحمراء ووصلت الإهانة إلى الموتى في قبورهم نقول لإسعاد يونس أننا لسنا بحاجة لأفلام تبدأ من الكباريهات وتنهي في غرفة النوم ونريد لفت أنظار السيدة إسعاد أن شركات توزيع الأفلام والمسلسلات المصرية فقدت في الجزائر سوق كبيرة جدا في وقت تراجعت فيه كل الأسواق العربية عن استقبال الفن المصري الراقي جدا وأكبر دليل على ذلك أنه ومن منطق الأخوة دفعت الجزائر ومن خزينة الدولة التي كان الممثلون يسبونها على المباشر 20 ألف دولار في كل حلقة مدتها 45 دقيقة من مسلسل نبيلة عبيد الأخير الذي عرضه التلفزيون الجزائري في رمضان الفارط. وخلاصة القول نقول لنجوم مصر حسنا فعلتهم لأنكم فضحتم أنفسكم وأثبتم للعالم أجمع أنكم نجوم من الكريستال تختفي وراء أصباغ وماكياج مدينة الإنتاج الإعلامي، وعليكم أن تتحملوا مسؤولياتكم التاريخية أمام هذه التصريحات لأنني لا أظن أن هناك من يستقبل يسرا وأخواتها بنفس الاستقبال الحافل الذي حظيت به في وهران، هذا لأن الشعب الجزائري قد يتسامح في كل شيء وينسى كل شيء إلا إهانة الشهداء والفاهم يفهم.