بعد أن كانت القنوات المصرية سباقة لإشعال نار الفتة والافتراء على الجزائر دولة وشعبا وتاريخا لمدة تزيد عن أشهر من أجل مباراة في كرة القدم وكانت سببا في شحن الجماهير المصرية ضد الجزائريين الذين تعرضوا لضغوطات في القاهرة وصلت لحد الرشق بالحجارة لحافلة المنتخب الوطني والبعثة الرسمية دون الحديث عن الرعب الذي عاشه أنصار المنتخب الوطني في الملعب وشوارع القاهرة بتواطؤ الأمن المصري... * ها هو نفس الإعلام ونفس قنوات الفتنة تروج لأخبار كاذبة حول وجود قتلى مصريين في الخرطوم بعد المقابلة الكروية لدرجة أن إحدى هذه القنوات أوردت على لسان أحد أعضاء مجلس الشعب المصري أنهم تلقوا ضربا بالرصاص ورغم خطورة هذا التصريح الكاذب لكن القناة واصلت في الترويج لهذه الأكاذيب رغم أن الأمن السوداني والسلطات السودانية نفت أيا من هذه الأخبار، لكن الإعلام المصري يصر على ما لم يره 1200 صحفي من مختلف وسائل الإعلام العربية والعالمية التي غطت المقابلة وهو رقم قياسي في تاريخ المباريات الكبرى التي لا تتعدى في أحسن الأحوال 200 صحفي ولسنا ندري كيف غاب على هذه الترسانة الدولية من الإعلام الأحداث التي يتحدث الإعلام المصري بكثير من التضخم ولافتراءات، وهو نفس الإعلام المصري الذي عتم على أحداث القاهرة عندما تم محاصرة أنصار المنتخب الوطني في إستاد القاهرة وشوارعها ووصل الأمر بهذا الإعلام المهني في مصر إلى درجة أنه اتهم اللاعبين الجزائريين بضرب أنفسهم وصناعة تمثيلية وأكثر من ذلك هناك من سمى الاعتداء على الوفد الرسمي الجزائري ب"حدوتة الأتوبيس" وسعى لخلق شهادات مزورة لسائق مفبرك لولا وجود الإعلام الغربي الذي فضح الحكاية واليوم يسعى الإعلام المصري لصب الزيت على النار بمحاولة اتهام السودان بالتقصير في تأمين مباراة الخرطوم وعدم تأمين الأنصار المصريين. ونتساءل هنا لماذا عجزت مصر عن تأمين الأنصار الجزائريين في القاهرة؟ ولما اتهم الآخر بما عجزت هي أن تقوم به وهي من اختارت السودان وكانت واثقة جدا بل ومتأكدة من الفوز وبالغت في استفزاز الطرف الآخر وقالت "ستموتون في السودان"، عجيب أمر الإعلام المصري الذي يتصرف على طريقة "ضربني وبكى وسبقني واشتكى" وإلا كيف تفسر التعتيم الكامل على أحداث ضرب حافلة المنتخب الوطني في البلاتوهات التي حضرت نفسها مسبقا للفوز والاحتفال بثقة مفرطة في النفس من منطق" "الكبير كبير". * وفي الوقت الذي ركزت فيه هذه القنواتانتقاداتها للصحف الجزائرية، بل ووصل الأمر لحد المطالبة بغلقها هل تعي فعلا خطورة ما يتم الترويج له في الدفع باتجاه تأزيم الوضع وإقحام 3 أنظمة وليس نظامين نحو ما قد لا يحمد عقباه دبلوماسيا والأضرار بالعلاقات الأخوية بسبب مباراة كروية وماذا يفعل اتحاد الصحفيين العرب الذي أصدر بيانا في أحداث القاهرة يجرم فيه الإعلام الجزائري ويحذره من إثارة الفتنة التي تطل برأسها من "دريم وأخواتها" التي سعت بكل ما أوتيت من خبث ودهاء ودعاية لا تمت بصلة للمهنية ولا لقيم الصحافة التي تتشدق بها الشقيقة الكبرى، ففي الوقت الذي نقلت فيه وسائل الإعلام العربية مشاغبات التي حدثت بين الجمهور الجزائري والمصري في حجمها وشكلها واصلت وسائل الإعلام المصرية الترويج لأحداث بتضخيمها بل والبراعة في صناعة الإشاعات عن الاعتداء عن الجالية المصرية بالجزائر.