أراد القدر أن تولد الطفلة سمية بورم أذبلها وهي في عمر الزهور، وحرمها البسمة واللعب منذ أول نفس استنشقته في هذه الحياة التي وجدت فيها نفسها رفقة والدتها في مواجهة مرض عجز الأطباء عن تخليصها منه، فتحولت حياة الملائكة إلى جحيم عمره أكثر من تسعة أشهر. * في مسكن جاهز لا يتوفر سوى على غرفة ومطبخ مصنوعين من الحديد، أكله الصدأ، يخفي أحزان أمّ هي الأخرى في ربيع شبابها، مطلقة، ولا تملك من يعيلها سوى رحمة الخالق الذي يرعاها من السماء، بمعية ابنتها التي لم تعرف الابتسامة منذ ولادتها. * وقد أكدت والدة الفتاة أن ابنتها ولدت بهذا الورم، غير أنه كان في حجم حبة البيض، لينمو تدريجيا مع نمو الصغيرة إلى أن تضاعف مع بلوغها تسعة أشهر، وقد تسبب لها هذا الورم في شلّ ساقيها مع مضاعفات تدوم ليل نهار، مسببة لها آلاما حادة، لدرجة أنها تتقيّأ من أنفها. وقد أجرت الطفلة عملية جراحية حينما كان عمرها خمسة أشهر على مستوى الرأس، بعدما أوشك الورم على الانتقال إلى رأس الفتاة، حيث تمكن الأطباء من التخلص منه غير أنهم عجزوا عن استئصال الورم الموجود على مستوى ظهرها، رغم تشخيصه إذ يطلق عليه اسم spinabifida ولم يتمكنوا سوى من وصف دواء يسمى gradinal من أجل تخفيف بعض الألم فقط. * معاناة الصبية لا حدود لها، فهي تمضي جلّ وقتها في البكاء والصراخ، حيث لا تنام سوى على بطنها، بعدما قوّص هذا الورم ظهرها، أما معاناة الأم فهي أعظم، حيث تتألم لأنينها، وأكدت أنها زارت كل المستشفيات، واستشارت العديد من الأطباء المختصين الذين تخوفوا من المغامرة بإجراء العملية، في الوقت الذي يزداد نمو الورم، وقد ينتشر في أماكن أخرى من جسدها النحيل، لتقضي الأم كل وقتها ومالها في الانتقال بابنتها من أمل إلى آخر يتضح في النهاية أنه مجرد سراب، ليبقى الأمل الوحيد حسب العديد من الأطباء هو إجراء العملية في الخارج، لكن لسوء حظ الأم فهي عاجزة حتى عن اقتناء حفّاظات لابنتها، وقد طالبت من وزارة الصحة والتضامن الوطنيين وكل المحسنين، تقديم يد المساعدة لملاك كل ذنبه أنه ولد في هذه الحياة ببلاء المرض. الهاتف: 0771680886.