ستبقى سنة 2008 خالدة في تاريخ نادي مولودية العلمة بعد تحقيق أحسن انجاز منذ إنشاء النادي في سنة 1936، حيث تحقق الحلم بعد سنين من الانتظار ظلت خلالها البابية من أحسن الفرق التي تفرض منطقها في كل موسم دون أن تحرز اللقب، لكن هذا العام كل شيء تغير وتمكن طيور العلمة من التحليق عاليا ودخول حظيرة الكبار من بابها الواسع. * إذا كانت مولودية العلمة قد التحقت بأعلى قسم لأول مرة فإن هذا الحلم جاء بعد 72 سنة من الانتظار عايش خلالها أبناء العلمة مراحل تطور فريق عريق انضم في السنوات الأخيرة إلى كوكبة الفرق التي تستقطب الأنظار في كل موسم وكان عليه انتظار سنة 2008 لتحقيق هذا الحلم الذي ضاع الموسم الماضي في الوقت بدل الضائع بعد التآمر الذي حيك ضد الفريق. لكن هذا الموسم رغم كيد الأعداء برزت البابية بقوة وتصدرت الترتيب بعد مشوار حافل بالنتائج الإيجابية. والملفت للانتباه أن البابية قهرت كل الفرق التي كانت تتنافس معها على الصعود، فهزمت الحراش ذهابا (2-0) وتعادلت معه في عقر داره وتغلبت على جمعية وهران فوق ميدانها في لقاء يعتبر أول منعرج للمولودية ويصنفه المتتبعون من أحسن اللقاءات من حيث النتيجة والأداء، كما فرضت العلمة التعادل على ارزيو لما كان هذا الأخير في عز عطائه، وردت الكيل كيلين لرائد القبة في مواجهة قلبت بها البابية كل الموازين. * وكان هذا ضمن سلسلة من النتائج الإيجابية تخللها 21 انتصارا و8 تعادلات مع حصيلة بلغت 57 هدفا توجت على إثرها المولودية بلقب أحسن هجوم وكان النجاح أيضا في تسجيل أحسن النتائج خارج الديار بستة انتصارات أمام كل من بوسعادة والذرعان وجمعية وهران والشراقة ومولودية بجاية واتحاد سطيف بالإضافة إلى 6 تعادلات خارج الميدان لتكون بذلك البابية أحسن فريق في النتائج المحققة خارج الديار وهو الأمر الذي سمح لها بتصدر الترتيب بفارق نقطة واحدة عن الملاحقين وكان بإمكانها الذهاب إلى ابعد من ذلك لولا الحقرة التي مورست ضدها في قضية بارادو التي فازت بها المولودية في البداية لغياب الخصم، ثم انتزعت منها النقاط الثلاث بطريقة مجحفة، وإلى جانب هذه النتائج حققت البابية فوزا تاريخيا أمام البطل شبيبة القبائل في منافسة الكأس وكانت وراء إقصاء أحسن فريق في الجزائر بعد ما أجرى رفاق رزيق مقابلة في المستوى سجل خلالها فلاحي هدفا في منتهى الروعة. والجدير بالذكر أن هذه النتائج جاءت بعد القدرات الكبيرة التي أظهرها أبناء المولودية الذين ابدوا تجاوبا كبيرا مع حنكة المدرب توفيق روابح الذي اثبت هو الآخر انه مدرب من طينة الكبار، وتم كل هذا النجاح بدعم من جمهور عريض اثبت انه الأحسن وطنيا فترقبوا البابية مع الكبار في الموسم المقبل. * * العلمة صنعت جمهورا من ذهب * إذا كانت البابية قد حققت الصعود فإن العلمة صنعت جمهورا من ذهب وقف إلى جانب فريقه طيلة الموسم وكانت له خرجات متميزة، خاصة في اللقاءات الأخيرة، أين صنع الفرجة داخل وخارج الديار وأضحى الأحسن وطنيا في تركيب الأهازيج وتنظيم حركة الموجة على طريقة الملاعب الأوروبية ويكفى العلمة شرفا أن جمهورها الغفير يتنقل معها إلى ابعد الحدود بما فيها وهران وارزيو والمحمدية، وكان الجمهور العلمي حاضرا في كل اللقاءات وهي الميزة التي انفرد بها في بطولة القسم الثاني. والملفت للانتباه أن أنصار البابية صنعوا الحدث حتى خارج الديار وحققوا الأغلبية في عدة ملاعب وصنعوا الحدث في ملعب 8 ماي 45 أمام اتحاد سطيف بحضورهم القوي وتشكيلهم لصورة رائعة بملعب النار والانتصار، والأغرب من كل هذا أن هناك مناصرين تنقلوا مشيا من العلمة إلى سطيف لمتابعة هذا اللقاء و قطعوا مسافة 27 كم على الأقدام في صورة منفردة تعبر عن حبهم الكبير للبابية. * * ليال بالأخضر والأحمر * لازالت نكهة الصعود تصنع الحدث بمدينة العلمة التي تفاعلت بكل جوارحها مع هذا الانجاز وشهدت كل أحياء المدينة أجواء احتفالية استمرت إلى ساعات متأخرة من الليل، وكانت الفرحة في كل من حي قوطالي ودوار السوق وبوسيف وحي مخربش العيد ولعبيدي والباطوار وسبع رحاوات وبورفرف وصخري وبوردوف، أين كان الديسك جوكي حاضرا في كل زاوية ورقص الجميع على أنغام البابية بمساهمة فناني المدينة كصالح العلمي ورشدي وتوفيق بوفندي والسعيد لاقام وسمير العلمي وعومار وهي الأسماء التي تفاعلت مع الحدث وألفت أغان لمولودية العلمة. * * مناصر جاء من أمريكا والآخر كفيف تابع اللقاء الأخير * عرف اللقاء الأخير لمولودية العلمة و نادي بارادو خرجات متميزة لأنصار البابية فإلى جانب الاحتفالات التي عرفها ملعب مسعود زقار سجلنا حضور مناصر من الولاياتالمتحدةالأمريكية ويتعلق الأمر بالأستاذ بوقارش احمد المقيم بأمريكا والذي تنقل خصيصا إلى العلمة لمتابعة اللقاء الأخير للمولودية والمشاركة في فرحة الصعود، بينما المناصر الثاني فيدعى ب.بوزيد وهو كفيف مقيم بالجزائر العاصمة وقد تنقل لمتابعة اللقاء، اين جلس في المدرجات مع أقاربه وكان في كل مرة يصرخ ويفرح كلما سجلت العلمة. * * الذبائح هي الأخرى حاضرة * إضافة إلى الاحتفالات التي شهدها حي سبع رحاوات، صنع أبناء هذه الجهة التميز بإقدام احد المواطنين على ذبح 3 رؤوس من الأغنام في مشهد احتفالي تفاعل معه كل سكان الحي الذين تداولوا على عملية السلخ ليحضروا بعدها الوليمة على شرف البابية. * * الراية العملاقة صنعت الحدث * كما كان متوقعا كانت الراية العملاقة حاضرة في اللقاء الأخير وتم عرضها في مشاهد جماهيرية مثيرة، مع العلم أن هذه الراية العملاقة كانت من صنع السيدين سمير رقاب ويوسف عظيمي وقد تم تصميمها بألوان البابية، وتضمنت صورة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والشخصية التاريخية مسعود زقار وقد عرفت الراية بعض التعديل في الإنجاز، حيث بلغ طولها 94 مترا وعرض قدره 15 مترا. * * رزيق ختمها على طريقة ماردونا * سجل اللاعب الأنيق رزيق أحسن هدف في حياته في اللحظات الأخيرة من بطولة القسم الثاني وكان ذلك على طريقة مارادونا، والغريب أن اللقطة بكاملها اقتصرت على تمريرتين فقط شارك فيهما الحارس حوشي الذي رمى الكرة بيده إلى رزيق لينطلق هذا الأخير من وسط الميدان وينجح في مغالطة أربعة لاعبين ويتمكن بكل ذكاء من إسكان الكرة في الشباك وسط فرحة عارمة لتكون بذلك البابية قد ودعت القسم الثاني بهدف رائع أمضاه ابن الفريق رزيق. * * التغيير مرتقب في إدارة النادي * تشير كل المعطيات نحو إحداث تغييرات جذرية في بيت النادي والتي يرتقب أن تمس هرم الإدارة، وحسب مصادر قريبة من بيت البابية فإن الرئيس بوذن طرح فكرة مغادرة النادي والانسحاب من منصب الرئاسة، حيث سيتكفل هذه الأيام بتسديد مستحقات اللاعبين وضبط الوضعية المالية للنادي وتحضير التقريرين المالي والأدبي ليعقد بعدها الجمعية العامة التي سيعلن خلالها عن استقالته وفق ما تنص عليه قوانين الجمعيات وحينها ستختار الجمعية العامة الرئيس الجديد للنادي. * * سمير رقاب مرشح لرئاسة المولودية * علمنا من مصادر جد مطلعة أن السيد سمير رقاب هو المرشح الأول لرئاسة النادي وهو صناعي معروف بالمدينة ومن أسرة عريقة، كما عرف بحنكته في التسيير وكان من المدعمين الأوائل للفريق ماديا ومعنويا وقد لقي رقاب إجماعا من طرف أعيان المدينة الذين ألحوا عليه للإشراف على تسيير المولودية في القسم الوطني الأول، أين يتطلب الأمر آليات جديدة وطرق حديثة في التسيير.