يمكن القول أن مولودية فريق الجزائر لهذا الموسم، كانت الأقوى من حيث اللعب الجميل والتوازن الكبير الذي ظهر في الفريق، بفضل عمل متواصل مع المدرب السابق آلان ميشال، الذي أعطى ركيزة حقيقية للفريق بفضل تشكيلة شابة تضم لاعبين مميزين أمثال بوشامة وكودري وزدام وزماموش ودراق، إلى جانب لاعبين لهم خبرة استفادت منها المولودية كثيرا أمثال بابوش وبوقش وحركات. آلان ميشال كون فريقا تنافسيا في ظرف قصير فقد استطاع آلان ميشال، من تحقيق التفوق في المرحلة الأولى من البطولة، أين تمكن العميد من التقدم من حيث النقاط، وأصبح يسيطر على المقابلات حتى خارج قواعده، خاصة وان اللاعبين أصبحوا يلعبون بثقة كبيرة، وبتشجيع من الآلاف من أنصارهم الاوفياء الذين تنقلوا معهم في كل أنحاء الوطن، مما جعل المولودية تعود بالعديد من النقاط خارج العاصمة.. ضف إلى ذلك تألق المولودية في الداربيات العاصمية. براتشي يقود السفينة إلى بر الأمان كما أن مجيء المدرب براتشي، في المرحلة الثانية من البطولة، أعطى استقرارا حقيقيا للفريق، رغم أن النتائج لم تكن كسابقتها في مرحلة الذهاب،، وضيع العميد نقاطا عديدة، خاصة خارج قواعده.. وعانى الطاقم الفني من وجود عديد الإصابات.. لكن تسيير المقابلات كان مهما مع الماراطون الحقيقي، الذي فرض على معظم الفرق في المنعرج الأخير، وانهزمت المولودية بسطيف ودخل الشك لدى العديد من أنصارها، لكن التعادل الذي سجلته المولودية امام ش. بلوزداد والفوز الاخير على مولودية باتنة جعل الفريق يتوج. "فاردي ليوني" و "تورينو" يصنعون أفراح العميد وانطلقت الافراح في كل شوارع العاصمة، خاصة في باب الوادي الذي تزينت شوارعه بألوان الفريق منذ عدة ايام.. كما كان الاحتفال كبيرا بملعب 5 جويلية بحضور جمهور غفير جاء لتحية زملاء زماموش، وكذا حضور حفل اعتزال النجم السابق لاصحاب الزي الاحمر والاخضر، عمر بتروني (رجل الدقائق الاخيرة) كما كان يسمى، والذي كتب بأحرف من ذهب تاريخ العميد و الفريق الوطني. وبذلك، أسدل الستار على بطولة هذا الموسم، وتمكنت المولودية من الفوز باللقب، واحتل الوفاق السطايفي المركز الثاني، وتأهلا الفريقان لرابطة ابطال افريقيا، في حين ان المركز الثالث عاد لشبيبة القبائل، التي انقذت موسمها بعد الفوز الثمين الذي عادت به من باتنة على حساب الشباب المحلي، الذي من جهته ودع قسم النخبة رفقة مولودية باتنة ونصر حسين داي. قناة "نسمة" رافقت المولودية في السراء و الضراء الحلم تحقق، الفرحة إكتملت و العميد سيصبح كبيرا بعد دخول الاحتراف كانت فرحة أسرة مولودية الجزائر أول أمس أكبر بعد التتويج باللقب السابع الذي تزامن مع جوبيلي واحد من أحسن ما أنجبت كرة القدم الجزائر ومهاجم "العميد" في سنوات السبعينيات عمر بطروني الذي كان مباشرة بعد نهاية المباراة، وهو ما جعل الفرجة تكون مضمونة والجمهور الغفير الذي إكتظت به مدرجات ملعب 5 جويلية لم يندم هذه المرة. وبعد موسم ماراطوني وتضحيات جسام قدمها شبان مولودية الجزائر في موسم استثنائي نجحوا في تحقيق حلم اللقب الذي طال إنتظاره لأزيد من عشرة سنوات كاملة ، حيث كان يكفي أشبال المدرب الفرنسي فرنسوا براتشي الفوز ولو بنصف هدف كما قال أحد الأنصار لمعانقة اللقب السابع في تاريخ عميد الأندية الجزائرية والأول من نوعه خلال القرن الواحد والعشرين، ليتحول بعدها الحلم إلى حقيقة ويثبت الفريق فعلا أنه الحصان الأسود في البطولة في وقت لم يكن يراهن عليه أشد المتفائلين في ظل وجود فرق أخرى تقاسمها الطموح نفسه ولها أفضلية الإمكانات المادية الضخمة والتعداد الثري، ليعطي بذلك شبان المولودية درسا آخر في الواقعية ويؤكدوا أن الإرادة تفعل المستحيل وأن الأموال ليست هي كل شيء في كرة القدم. قناة "نسمة" فأل خير على المولودية هذا و كانت قناة "نسمة" المغاربية فأل خير على النادي الأكثر شعبية في الجزائر حيث واكبت آخر الجولات التي بدت جد صعبة على رفقاء محمد دراق، خاصة بعد الخسارة امام الوفاق السطايفي بملعب الثامن ماي 45 ، القناة المغاربية الأولى نجحت في نقل أدق التفاصيل و أسرار الفريق و جلبت إنتباه ما يصبو لأكثر من 8 ملايين مناصر لأصحاب اللونين الأخضر و الأحمر عبر كامل التراب الوطني. اللاعبون دخلوا التاريخ من أوسع أبوابها وإذا كان لاعبو مولودية الجزائر فكروا فقط قبل إحراز اللقب في المصلحة العامة للفريق وأرادوا إهداء اللقب السابع له ولأنصاره فإن هذا لا يعني أن زملاء بوشامة لم يفكروا في رصيدهم الشخصي ولا يريدون إثراءه بالألقاب والبطولات، خاصة أن أغلبية اللاعبين لم يسبق لهم أن صعدوا فوق منصات التتويج بإستنثاء دراڤ وحركات اللذين سبق لهما أن حققا هذا الإنجاز مع شبيبة القبائل في موسم (2008-2009) وبصغير وزماموش اللذين توجا باللقب ذاته بألوان إتحاد الجزائر في موسم (2004-2005)، ويعد هذا اللقب الأول من نوعه حتى لأصحاب الخبرة في صورة بصغير، زدام، بوڤش وبابوش وحتى الحارس زماموش، ومهما يكن فإن هذا الجيل دخل التاريخ من بابه الواسع ودون اللاعبون أسماءهم بأحرف من ذهب كما حدث مع جيلي 79 و99 اللذين مازال يتحدث عنهما جمهور المولودية العريض حتى الآن بكل خير. براتشي يخرج من الباب الواسع كما دون المسؤول الأول على العارضة الفنية فرنسوا براتشي اسمه في قائمة المدربين الذين قادوا المولودية إلى التتويج بأغلى الألقاب المحلية بالإضافة إلى شيخ المدربين عبد الحميد كرمالي الذي كان مدربا للفريق في موسم (98-99)، ورغم الانتقادات اللاذعة التي أصبح براتشي عرضة لها في الأسابيع الأخيرة بسبب خياراته التكتيكية وتغييراته الغير المفهومة إلا أنه كان فعلا "فأل خير على المولودية" وسيبقى التاريخ شاهدا على أنه قاد الفريق إلى هذا التتويج رغم أن مواطنه ميشال هو المهندس الفعلي لذلك، ويكون بذلك قد حقّق لقب من نوع آخر مع المولودية وهو الذي قاد زملاء بابوش للفوز بكأس الجمهورية في موسم (2005-2006) وطرد نحس عمره 25 سنة.