أرشيف شهادة أخرى لسيدة جزائرية عادت من جحيم القاهرة تضاف إلى رصيد الشهادات التي أدلى بها كل من عان الويلات في أرض سمت لنفسها أم الدنيا؟ * إنها السيدة "سليمة.م" 42 سنة شاءت الأقدار أن تتزوج برجل مصري بعد أن تعرفت عليه بالجزائر وسافرت معه إلى مصر، حيث مكثت معه لأكثر من 13 سنة وأنجبت منه طفلين قبل أن يطردها إلى الشارع ليلة فوز الجزائر أمام مصر وتأهلها إلى المونديال. * بصعوبة كبيرة فتحت لنا السيدة سليمة قلبها وروت لنا معانتها التي بدأت منذ مارس الفارط أي منذ المقابلة الأولى التي جمعت المنتخبين المصري والجزائري بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة قائلة "منذ ذلك اليوم تغير زوجي حسين وأصبح إنسانا آخر حيث أصبح يعاملني معاملة الكلاب وينعتني بأقبح الصفات وكأنني مجرمة في حقه أو حق المصريين أجمعين، وتوالت الأيام وازداد كرهه لي إذ كلما حقق المنتخب الجزائري فوزا يعود إلى البيت ليسبني ويشتمني ويضربني دون أي سبب". * كان صعبا على السيدة سليمة التي تركت فلذات كبدها وهي تروي "للشروق" ماوقع لها بعد الحرب الإعلامية التي شنتها الوسائل الإعلامية المصرية وتحريضها على الجزائريين بشهادة "أغبياء مصر" كما تقول محدثتنا والدموع تنسكب على وجنتيها كدليل على صدقها "والله لم أعرف زوجي الذي ارتبطت به منذ أكثر من 12 سنة أو هي الحقيقة الدفينة التي كتمها طوال هذه المدة وبسرعة فائقة تطايرت إلى ذهني استفهامات كثيرة لم أجد لها أي توضيح وقلت في قراراتي نفسي هل لعبة كرة القدم يمكن أن تقلب الموازين بهذا الشكل ..". * تتوقف سليمة عن مواصلة سرد روايتها المفجعة لتمسح دموعها ثم تكمل "الكارثة الحقيقية هي بعد انتهاء المباراة الحاسمة بين منتخبي مصر والجزائر في السودان على بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا، التي سميت مجازاً "معركة أم درمان" حيث هجم زوجي علي كالكلب المسعور وبدأ يخنقني بشدة لولا الجيران الذين هم مصريون والشهادة لله لكنت في تعداد الموتى. * وتضيف السيدة في شهاداتها المؤلمة: "طردني إلى الشارع وقضيت الليلة كاملة في قبو إحدى العمارات ومع بزوغ أولى خيوط الفجر توجهت إلى السفارة الجزائرية التي قامت بإجراءات ترحيلي إلى الجزائر في انتظار استكمال إجراءات الطلاق"، واختتمت السيدة سليمة حديثها قائلة "والله أنا أعتز بكوني جزائرية وأصرح لكم أنني سعيدة بفوز المنتخب الجزائري على المصري وتأهله إلى المونديال لكن مايحز في نفسي هم أولادي الذي أنتزعهم مني ولكن يد الله طويلة كما يقال..".