صحفي الشروق رفقة العائلة الجزائرية المصرية بمحافظة بني سويف نزلت الشروق سهرة الثلاثاء الفارط ضيفة على عائلة مصرية جزائرية قاطنة بمحافظة بني سويف المصرية. * ويمكن القول بأن وصف هذه العائلة بالغريبة منطقي إلى حد ما، ليس لأن أفرادها منقسمون بين مناصر للخضر وآخر للفراعنة ويحمل بعضهم الجنسية المصرية والآخر الجزائرية، بل لأن ربة البيت واحدة والأبناء من أبوين مختلفين، فقد شاءت الأقدار أن يتوفى الزوج الأول بعد سنوات قليلة من الزواج ويترك وراءه أرملة وولدين هما محمد وفضيل، ليتدخل القدر مرة أخرى وتتزوج الأم ثانية من رجل مصري تنجب منه ولدين تربيا بين الجزائر ومصر، لكنهما منذ مدة استقرا مع الوالدين بمحافظة بني سويف وتشبعا بالثقافة المصرية. * محمد وأمه يلتقيان بعد 6 سنوات بفضل لقاء 14 نوفمبر * منذ ست سنوات لم تلتق السيدة صليحة مع ابنها الجزائري محمد، بحيث حرمتهما بعض الظروف القاهرة من رؤية بعضهما، ولكن لا أحد منهما كان يتوقع أن تزيل مواجهة المنتخب الجزائري والمصري كل العقبات، ويبدأ محمد في إجراءات الحصول على تأشيرة للدخول إلى التراب المصري وقطعه تذكرة لمشاهدة المنتخب المصري مع الجزائري، بعد أن يزور والدته القاطنة بمحافظة بني سويف التي تبعد بحوالي 120 كيلومتر عن القاهرة. ولئن أخبرنا محمد بأنه كان يفكر في زيارة والدته بمصر قي وقت لاحق، لكنه أكد بأن مواجهة السبت المقبل حفزته على تقديم موعد الرحلة. * وقد كان المشهد جد مؤثر في اللحظة الأولى من اللقاء بحيث عانق محمد والدته طويلا وبقوة وأجهشا بالبكاء، إنها لحظة فرحة كبيرة وصلت بالوالدة إلى إطلاق العنين لزغاريد وصلت إلى كل بيوت العمارة التي تقطن بها. * السيدة صليحة: "فرحتي تكتمل بتأهل الجزائر" * لا توجد فرحة أكبر من أن تلاقي أم ابنها بعد ست سنوات من الغياب، وهو ما جعل السيدة صليحة تقول بأن الأرض لم تسعها لفرحتها بلقاء ابنها الأول محمد، لكن هذا اللقاء جاء في وقت حساس، وهو مواجهة المنتخب الجزائري مع نظيره المصري يوم السبت المقبل: "أنا سعيدة بلقاء ابني الذي لم أره منذ مدة ولكنني انتظر كذلك تاريخ 14 نوفمبر المقبل بفارغ الصبر، وأتمنى أن يحقق منتخبنا نتيجة ايجابية ويضمن التأهل للمونديال وبعدها تكتمل فرحتي". * "أحتفظ بقميص الحرامي" * كنا في دردشة مع الأبناء في الوقت الذي اختفت فيه ربة البيت لتعود بعد دقائق قليلة وقميص حسين عشيو -"الحرامي" كما يلقبه المصريون- بين يديها، وهو ذكرى عزيزة على نفسها ليس لأنه فقط سجل هدفا تاريخيا في مرمى المنتخب المصري في كأس إفريقيا 2004 بتونس بل لأنه هدية من ابنها محمد الذي منحه إياها قبل ست سنوات. * وقال محمد بهذا الخصوص: "أنا أحب حسين عشيو لأني مناصر لاتحاد العاصمة والمنتخب الوطني ولحسن الحظ فإن والدتي احتفظت بالقميص الذي يحمل اسمه، وكنت قد منحتها إياه منذ مدة، ووددت لو أن وجه سعدان الدعوة إلى عشيو حسن لمواجهة مصر الأسبوع المقبل، لأنه حسب اعتقادي بإمكانه منح الإضافة اللازمة للخضر". * "في لقاء الذهاب أقمت عرسا بعمارتي" * وفي سياق ذي صلة أكدت محدثتنا بأنها احتفلت على طريقتها الخاصة بعدما تفوق المنتخب الجزائري على شقيقه المصري في لقاء الذهاب بملعب البليدة بثلاثة أهداف مقابل واحد: "على الرغم من أن ولديّ علي وزكريا كانا يشجعان المنتخب المصري وتأثرا لتلك الهزيمة إلا أنني لم أتمكن من كبت فرحتي فأطلقت عدة زغاريد مطولة في البيت حتى سمعني كل من في العمارة".