صورة: حمزة كالي سنعوض العمال المصريين بعمالة جزائرية خلال شهر استنكر الرئيس المدير العام لشركة "رتاج العالمية" خلال نزوله ضيفا على منتدى "الشروق اليومي" استنكر بشدة الدور السلبي الذي لعبته ما يزيد عن 700 قناة إعلامية فضائية مصرية ساهمت بشكل أو بآخر في إشعال نار الفتنة بين بلدين شقيقين. * وأكد أحمد السيد مهينة أن القنوات الإعلامية المصرية شحنت الشارع المصري ضد الشعب الجزائري بشكل تجاوز حدود المعقول، ووصف هذه القنوات بمؤسسات التخريب بعد أن تناولت أحداث ما بعد مقابلات مصر والجزائر بطريقة سلبية وخرجت من منطلق الرياضة وكرة القدم. * وقال مسؤول الشركة المصرية الجزائرية إن القذف الذي مارسته هذه القنوات ضد الشعب الجزائري تجاوز كل الخطوط الحمراء، فقد استعملت كل الأوصاف والصفات في شتم الشعب الجزائر، بل تعدى الأمر إلى إهانة تاريخ هذا البلد وإهانة شهداء الثورة، وذكر ما حدث في مباراة الجزائر مع مصر بملعب تشاكر بالبليدة »في ملعب البليدة لم يحصل أي شيء بل العكس استقبلنا استقبالا رائعا رغم حضور عدد قليل من المناصرين ولا أحد تعرّض للمناصرين المصريين ولا اللاعبين«، وبالمقابل، فإن المقابلة التي جرت بالقاهرة قلبت كل الموازين قائلا »لا تعليق عليها من جميع النواحي قبل وبعد حادثة الاعتداء الذي طال الأوتوبيس«. * ويضيف ضيف المنتدى تفاجأت بالصور التي نقلتها القناة الفرنسية »كنال +« حول حادثة الاعتداء، وتفاجأت بنتيجة إصرار المسؤولين في مصر على تكذيب وتفنيد تلك الصور، فمن غير المنطقي تقبل ما روّجت له الفضائيات المصرية لأنه حتى وإن تعمّد اللاعبون كسر نوافذ الحافلة، فإنه يستحيل أن يتعمّدوا جرح بعضهم البعض بتلك الجروح البليغة التي شاهدها العالم بأسره وتناقلتها كل وسائل الإعلام.« * وأعرب المتحدّث عن أسفه عن ما حدث للفريق الجزائري رغم قوة الأجهزة الأمنية في مصر، والدور الذي من الممكن أن يلعبه الأمن المصري في حماية الحافلة قائلا »نحن نعلم أن الأمن المصري قوي جدا وكنا نأمل لو أنه تدخّل في الوقت المناسب، وحسم تداعيات الاعتداء بالاعتراف بأن الذين تسببوا في الأحداث جماعة من المشاغبين لا تؤخذ عن الجماهير المصرية ويتّخذ بشأنها المحاكمة المنطقية«، وأضاف أن حادثة الأتوبيس هي التي ترتّبت عنها جميع الأحداث الأخرى من ردة فعل الشارع الجزائري، وهي ردة فعل متوقعة نتيجة الضرر الذي لحق بالفريق الجزائري، وأن ردة الفعل هذه تناولتها الفضائيات الإعلامية المصرية بطريقة تضخمية، ووجه مهينة السيد رسالة تهدئة إلى كافة وسائل الإعلام سواء تعلّق الأمر بالفضائيات المصرية والصحافة الجزائرية وأبدى ارتياحا من ردة فعل الإعلام المرئي الجزائري والدولة الجزائرية عموما وكذا الصحافة العمومية قائلا، »الجرائد القومية نقطة إيجابية جدا«، وأثنى بموقف الإعلام الجزائري العمومي. * * أطراف مصرية انحرفت بهذه التظاهرة الرياضية واستغلتها سياسيا * "لا للتوريث في مصر، الشعب المصري هو من يختار رئيسه" * أكد ضيف الشروق أنه كمصري ضد حكاية توريث الحكم في مصر، وأنه ضد توريث جمال مبارك نجل الرئيس المصري كرسي الرئاسة المصرية، لكن من حق ابن الرئيس أن يترشح لانتخابات الرئاسة المصرية كمواطن مصري وعليه المرور عبر الصندوق، وهي قناعة شخص ينتمي إلى الحزب الحاكم في مصر كأغلبية الشعب المصري. * وأضاف المستثمر المصري، أن الأحداث المؤلمة التي وقعت في القاهرة لم تكن نتيجة المواجهة بين أنصار الفريقين، فلم تكن المباراة وحدها من فجر الوضع، وأن البلبلة الإعلامية التي رافقت الحادثة هي من صنيع أيادي سياسية انحرفت بهذه التظاهرة الرياضية واستغلتها سياسيا من دون أن يعطي توضيحا أكثر على الأطراف التي أرادت استغلال الحدث الكروي لأهداف سياسية. * وعن الرحيل الجماعي لليد العاملة المصرية ودور بعض الجهات المصرية ومحاولة الضغط على العمالة المصرية من أجل مغادرة الجزائر باتجاه مصر، يفند المستثمر أن يكون عماله قد تعرضوا إلى الضغط أو للاعتداء، »غادروا بمحض إرادتهم خوفا من تأزم الوضع أكثر، رغم أن الأمور كانت هنا هادئة، لكنها لم تهدأ معهم هناك، وبالتالي كان خوفهم شديد من ردة الفعل، لهذا السبب رحلوا وهم الآن يتصلون بنا من أجل العودة«، ويضيف »رأيت عمالي يبكون وهم يغادرون الجزائر لأنهم كانوا يعيشون في مستوى جيد ويتقاضون رواتب جيدة.. لكن الخوف هو الذي أجبرهم على الرحيل لاسيما وأن مقر شركتنا تعرض لبعض التخريب«. * وردا على ما يروّج على أن السفارة المصرية طلبت من الشركات المصرية والعمال المصريين مغادرة الجزائر على أساس أنهم تعرضوا إلى المضايقات والإهانة فإن السفارة لم تطلب منا الرحيل، فقد قامت قبل مباراة البليدة، وفي اجتماع بالسفارة شمل رؤساء مجالس الإدارة للشركات المصرية العاملة في الجزائر على أساس التأكيد على تفادي العمال المصريين الظهور، وعدم استفزاز الجزائريين مهما كانت نتيجة المباراة، وطلبت من الشركات المصرية تقديم إحصاء للخسائر التي تعرضت لها في الجزائر. * * ريتاج وليدة التسهيلات التي تقدمها الجزائر للمستثمرين العرب * تقول السيدة مهذب مريم الشريك الجزائري في شركة »ريتاج العالمية« أن الشركة جزائرية مصرية متواجدة بالجزائر منذ سنتين وتنشط أساسا في مجال المقاولات والبناء، بالإضافة إلى عمليات استيراد وتصدير لمنتجات مختلفة حسب حاجة السوق الجزائرية، وهي الشركة التي يديرها المصري أحمد مهينة. * وتضيف سيدة الأعمال الجزائرية ونائبة المسير، أن فكرة هذه الشراكة أو هذا المشروع ولد بحكم العلاقة المتميزة التي تربط البلدين الشقيقين الجزائر ومصر، على أساس الاستفادة من الخبرة المصرية، »فتمّت الشراكة بين مؤسسة »أرض النيل« المتواجدة أصلا بالجزائر لصاحبها أحمد السيد مهينة، مع مجمع السياحة والصناعة الذي تملكه السيدة مهذب، فولدت شركة »ريتاج العالمية«، تيمنا بكسوة الكعبة الشريفة. * ومن بين الانجازات التي قامت بها هذه الشركة، هي المساهمة في بناء سكنات اجتماعية بالشراڤة بالعاصمة، وفيلات ببئر خادم، وسكنات » eplf « بجاية، وبباب الزوار، بالإضافة إلى الإشراف على تركيب المراكز الهاتفية، والكوابل لكل من جازي وموبيليس. كما تشغل 139 عامل جزائري و80 أجنبي أغلبهم من جنسية مصرية، وتساهم حاليا في مشروع إنجاز مترو الجزائر، مشيرا إلى أن شركته »تلقت تسهيلات من الصندوق الوطني لدعم الاستثمار الذي منحنا إعفاءات لمدة 3 سنوات«. * * سنعوّض العمال المصريين بعمالة جزائرية خلال شهر * أعرب الرئيس المدير العام لريتاج العالمية عن أمله في العودة العاجلة للعمال المصريين الذين غادروا الجزائر حتى يستأنفوا عملهم وتعود المياه إلى مجاريها، متأسفا في الوقت ذاته للوضع الذي آلت إليه الأزمة المصرية الجزائرية، ولم يفوّت مهينة الفرصة وأثنى على الدور الذي قامت به الجهات الأمنية في حماية عماله الذين وصلوا إلى مصر دون أن يتعرض أي منهم إلى اعتداء، وأبدى تخوّفه من استمرار الأزمة وتأخر رجوع العمال المصريين إلى الجزائر ومدى تأثير ذلك على سير العمل، خاصة وأن الشركة مرتبطة بعقود إنجاز مشاريع يجب أن تسلم في آجالها: »نحن نعمل الآن على سد الفراغ الذي تركته اليد العاملة المصرية بعمالة جزائرية، لكن ذلك لن يدوم طويلا، وسننتظر شهرا أو شهرا ونصف كحد أقصى، وإلا سنستعين بجزائريين لاستكمال إنجاز المشاريع المتوقفة وتفادي عدم احترام آجال الإنجاز المتفق عليها«. * وإن لم يكشف أحمد مهينة عن أي تاريخ تقديري قد يعود فيه عماله، خاصة وأن استئناف العمل قد حدد بعد العيد، وأن العمال الذين غادروا هم في عداد المتوقفين عن العمل، فقد أشار إلى أنهم لا يزالون متخوّفين من الوضع في الجزائر لأن الأمور لم تهدأ بعد بمصر، على خلفية الهالة الإعلامية التي تقودها الفضائيات المصرية ضد الجزائر، لذا فإن أغلبهم متخوّف من التصعيد الذي يحدث في مصر ما قد ينجر عنه من ردة فعل هنا في الجزائر ضد العمال المصريين.