تسبب قرار وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل، ومحمد مزيان الرئيس المدير العام لمجموعة سوناطراك، القاضي بإبرام اتفاقية لإنشاء شركة جزائرية مختلطة، تحت تسمية "سيلين بيتروليوم"، في إحداث متاعب وحرج كبير للحكومة مع البرلمان، الذي يتجه نحو مساءلة الحكومة عن الخلفيات الحقيقية التي تقف وراء اختيار هذا التوقيت المطبوع بالهجمة اللا أخلاقية التي تتعرض لها الجزائر وشعبها ورموزها. * وفي هذا الصدد، قررت حركة النهضة مساءلة وزارة الطاقة والمناجم بسبب قرار الدخول في شراكة بقيمة 15 مليار دولار، في الوقت الذي لا زال فيه الشارع الجزائري يعيش على وقع الحرب الهمجية الرسمية وغير الرسمية، التي تعرض لها شعب الجزائر ورموزها، وخاصة شهدائها، الذين حولهم نافخو الحقد عبر فضائيات الفتنة إلى "لقطاء" و"حقيرين". * ورأت النهضة على لسان نائبها امحمد حديبي في ما أقدم عليه وزير الطاقة ومعه الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك، "خطوة في الاتجاه غير الصحيح، لا تعير أي اهتمام لمشاعر الرأي العام الجزائري المصدوم من شدة الهجمة المصرية المسعورة على رموز البلاد، بسبب مباراة في كرة القدم، خسرها الفريق المصري على أرض الملعب، بشكل لا غبار عليه". * وقال النائب في محتوى سؤاله "في الوقت الذي يعيش فيه الجزائريون مسلسل أحداث مقابلة الفريق الوطني مع الفريق المصري وما ترتب عنها من انعكاسات خطيرة بسبب تكالب وسائل الإعلام المصرية على كرامة الشعب الجزائري ورموزه الوطنية وتاريخه المجيد، وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه الجزائريون ردا حاسما، فاجأنا وزير الطاقة بالتكرم على الحكومة المصرية بمكافأة لم تكن تحلم بها". * وأضاف النائب أن "الجانب الإيجابي الوحيد للهجمة المصرية هو ما ترتب عنها من التفاف للشعب الجزائري حول رموزه الوطنية وزاده توحدا وتماسكا"، داعيا الحكومة لاستغلال هذه الهبة في الدفع بالتنمية الوطنية والتماسك الاجتماعي وتقوية الروح الوطنية من أجل التقدم والرقي للجزائر". * ورفض النائب جملة وتفصيلا قرار إقامة شراكة مع مؤسسة مصرية ملطخة بعار التعامل مع الكيان الصهيوني، من خلال تصديرها الغاز المصري لجزاري أطفال وشيوخ قطاع غزة، ومجازر قانا وصبرا وشاتيلا ودير ياسين.. * وخاطب النائب الوزير قائلا "أما وإنكم تعلمون مسبقا أن هذه الشركة المصرية تتعامل مع الكيان الصهيوني وتموله بالغاز، بموجب الاتفاق الموقع في سنة 2006، فإنه لا يشرف الجزائر الدخول في علاقة متعدية مع من يحاصر إخواننا في فلسطين ويقتلهم بالحصار والتجويع والبرد بدون غاز..". * وتابع "إن ما أقدمتم عليه في هذا الظرف بالذات في وقت الهبة الشعبية الوطنية يعتبر طعنا لإرادة الشعب الجزائري ومواقفه الوطنية والبطولية في وقوفه إلى جانب إخوانه الفلسطينيين"، مشيرا إلى أن ترميم العلاقات بين الجزائر ومصر لا تمر عبر تنازل الجزائر عن مواقفها المبدئية من القضايا الكبرى لاسيما كقضية فلسطين.