مضاعفاتها غير محمودة والظاهرة تستدعى تدخل المصالح المختصة انتشرت بدائرة عين صالح ولاية أدرار في الآونة الأخيرة ظاهرة في غاية الخطورة تتمثل في الإقبال المنقطع النظير للنساء على "أقراص السمنة" غير الطبيبة ظنا منهن أنها تزيد في وزن الجسم وفي اعتقادهن أن الرجال يفضلون المرأة الممتلئة على غيرها في مناطق الجنوب عموما. * تشهد معظم مناطق الجنوب الكبير منها ورقلة، تمنراست، الوادي، إليزي، غرداية، حالة من الطلب غير المعقول على أدوية هندية الصنع وهي عبارة عن حبوب صغيرة جد خطيرة وغير مراقبة طبيا تدخل تراب الولايات من دول الساحل الإفريقي وخفية من طرف المهاجرين السريين بطرق فوضوية، كما هو عله الحال بدائرة عين صالح، حيث يتم ترويجها في بعض الأحياء التي يقطنها الأفارقة من جنسيات مختلفة أو في السوق الإفريقي بعاصمة الولاية تمنراست. ومن أشهر هذه الأدوية أقراص يطلق عليها محليا اسم "كينة البقرة" وتباع ذات الأقراص وعددها خمسين محفوظة في زجاجة بسعر 800دج وتتهافت عليها النسوة النحيفات الراغبات في زيادة وزنهن في جميع الجهات الصحراوية. * الأدوية المذكورة والتي انتشرت بسرعة البرق في المواقع الجنوبية خصوصا تشبه إلى حد كبير المنشطات التي يستعملها العداءون فوق المضمار، لكن الأودية المروجة تعد أكثر تأثيرا على صحة الإنسان وذات خطورة كما أنها قاتلة، وتساهم حسب رأي بعض الأطباء في زيادة الوزن بسرعة قصوى عقب الإدمان عليها بصورة مستديمة، حيث يتم تناولها مع كوب من الحليب لزيادة فعاليتها وينصح أهل الاختصاص منهم أطباء بضرورة الابتعاد عن تناولها سيما وأنها غير مرخص بها، وقد وقفت "الشروق اليومي" على حالات مرضية وتسجيل مضاعفات صحية، منها صعوبة التنفس والحساسية وارتفاع ضغط الدم والسكري لبعض النسوة تناولن الأقراص ذاتها، احداهن أشارت أنها تناولتها منذ سنة بغية زيادة وزنها وكان لها ما أرادت بحيث ارتفع وزنها من 55 كلغ إلى 70 كلغ في مدة ظرفية، لكن سرعان ما تأثرت بعدة أمراض لازالت تشتكي منها لدى الأطباء بمجرد التوقف عن نفس الأدوية الخطيرة والتي تصنف في خانة المهلكة لصحة الإنسان * وبالإضافة إلى هذه الأقراص توجد نوعية ثانية منتشرة بكثرة يتناولها الرجال والنساء على حد سواء لزيادة الوزن بنفس الولايات وتدعى حبوب معجون الفواكه cybrohebtqdine تسوق في شكل علب من 20 قرصا فئة 4 ملغ مصنوعة هي الأخرى في الهند، والغريب أن المعلومات الموجودة على ظهر العلبة غير صحيحة وليست مطابقة لتركيبتها العلمية بحيث تعتبر مضاد حيوي للحساسية ويمنع تناولها بدون وصفة الطبيب والأغرب من ذلك أنها تباع في بعض الصيدليات والأسواق الشعبية وتساعد على فتح الشهية وتساهم في زيادة الوزن شريطة المداومة عليها دون توقف لشهور. * وفي خطوة ميدانية لمعرفة مدى الأضرار الناجمة عن تناول هذه الأدوية الخطيرة، حاورت "الشروق اليومي" بعض الأطباء منهم الدكتور "عبد الكريم زيزاح" بمنطقة عين صالح وأوضح هذا الأخير في اتصال به أن تناول الأقراص يؤدي إلى زيادة نسبة الماء في الجسم ناهيك عن حدوث ثقب في جدار المعدة وإضعاف جهاز المناعة وظهور بقع سوداء على الوجه وارتفاع الضغط الدموي فضلا عن زيادة نسبة السكر في الدم، أما دواء معجون الفواكه فإنه خطير جدا وقد يتسبب في إجهاض أو قتل الجنين قبل الولادة وحالات ثانية مميتة، وإن كانت هذه الأدوية لا تضر سوى المقبلين عليها بصفتهم المسؤولين على أنفسهم فإن البقية تتساءل عن الدور الرقابي لأجهزة الدولة حيال هذه القضية الشائكة والتي توسعت دائرتها في صمت ودور مصالح المراقبة الطبية والوقاية، مؤكدين على وجوب تضافر قوى الجميع من أجل منع دخول هذه الأدوية إلى البلاد وتضييق الخناق على تجار السموم.