حذّر مختصون في طب الأطفال من ظاهرة السمنة التي بدأت تجتاح مجتمعنا الجزائري وخاصة بين أوساط الأطفال استنادا الى دراسة ميدانية أثبتت أن 80٪ من الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و9 سنوات تعرف أوزانهم ارتفاعا مقلقا يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالسمنة المفرطة خلال السنوات المقبلة من حياتهم. بعد أن كانت ظاهرة السمنة والوزن الزائد حكرا على الدول المتقدمة وبعض الدول الأقل تطورا كمصر والعربية السعودية وبعض دول الخليج ودول أمريكا اللاتينية، هاهي الجزائر تلحق بهم بعد أن انتشرت فيها هذه »الآفة« ذات الانعكاسات السلبية على صحة الفرد وحياته بشكل ملفت للانتباه وسط لامبالاة وجهل كبيرين، حيث أثبتت الدراسة أن 33٪ فقط من أولياء هؤلاء الأطفال المرضى تقلقهم هذه الظاهرة وأن 10٪ راضون عنها في حين تظل البقية غير مبالية. وجاء في هذه الدراسة، التي أنجزتها جمعية أطباء الأطفال الخواص في ثلاث ولايات بالوسط وهي العاصمة وبومرداس و تيزي وزو بين سبتمبر 2004 وأكتوبر 2005 ومست 507 طفلا تتراوح أعمارهم بين سنتين و16 سنة، أن 44٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين و6 سنوات لديهم زيادة مفرطة في الوزن و38٪ من الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و10 سنوات يعانون من السمنة من الدرجة الأولى و17٪ من الذين تفوق أعمارهم 10 سنوات يعانون من السمنة المفرطة. والغريب في الأمر حسب المصدر ذاته أن هؤلاء المصابين بالسمنة المفرطة يعانون من فقر الدم وقلة نسبة الحديد في الجسم وكذا فيتامين (أ) وأنّهم معرضون للوفاة المبكرة أكثر من غيرهم من الأطفال. وبالنسبة لظروف عيش هؤلاء الأطفال من الناحية الاجتماعية والمادية، فقد أكد المختصون أنهم أكبر الأبناء ويقضون وقتا طويلا في مشاهدة البرامج التلفزيونية وألعاب الفيديو ولا يمارسون الرياضة بشكل جيد وأن 22٪ منهم ينتمون إلى طبقات ميسورة الحال من تجار وإطارات عليا في البلاد، مشيرين إلى أنه لا علاقة لمرض السمنة بالجانب الوراثي إلا في حالات نادرة جدا وأن السبب الرئيسي راجع إلى قلة الحركة والتغيير في نمط المعيشة والعادات الغذائية وكذا التغييرات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها البلاد. كما دعا هؤلاء المختصون السلطات العمومية والمهنيين إلى توسيع حملات التحسيس حول حقيقة هذه الظاهرة التي لازالت »مجهولة«، لاسيما وأن تقديرات المنظمة العالمية للصحة تشير إلى وجود مليار شخص عبر العالم يعانون من الزيادة في الوزن و800 مليون شخص يعانون من سوء التغذية وأنه في العشرين سنة المقبلة ستعرف ارتفاعا مدهشا في الزيادة في عدد المصابين بداء السكري نتيجة السمنة المفرطة. إيمان بن محمد/ وأج