بعدما فشل نظام مبارك في تحويل مباراة القاهرة بين المنتخب الوطني ونظيره المصري، إلى حفل لتوريث النجل الأول للرئيس المصري، عرش أبيه، على حساب علاقات أخوية ضاربة في أعماق التاريخ، لجأ فريق التوريث إلى حيلة أخرى لا تقل قذارة عن الأولى، تتمثل في تأجيج مشاعر المصريين ضد الجزائر على خلفية مزاعم تعرض مناصري الفراعنة لاعتداءات في مقابلة الخرطوم، على أيدي مشجعين جزائريين. * الحيلة الجديدة تقف وراءها، حسب ما أوردته صحيفة اليوم السابع المصرية، وزارة الإعلام المصرية وأمانة الشباب بالحزب الوطني، الموكول مسؤوليتها لجمال مبارك نجل الرئيس المصري، وتنطلق من الأحداث المزعومة التي أعقبت مقابلة أم درمان، وتسعى من خلالها إلى تأجيج نعرة العداوة تجاه الجزائر. * ظاهر هذه الحملة حسب من يقف وراءها، هو "تقوية عزيمة الشعب (المصري) ورفع روحه المعنوية، وتأكيد اعتزازه بذاته وريادته (!)"، غير أن ما لم يقولونه هو إن انطلاقهم من تلك الأحداث المزعومة، التي كانت سببا في شتم الجزائريين وتحقير شهدائها والتطاول على ثوابتها، سينتهي إلى نفس ما شاهده الجزائريون منذ أشهر عبر فضائيات الفتنة. * ويتضح من خلال الجهات التي تقف وراء المولود الجديد، المدعوم من طرف بعض الفنانين أيضا، ممثلة في وزارة الإعلام المصرية وأمانة الشباب في الحزب الوطني الحاكم، أنها تبحث عن إحياء أسطورة التوريث التي ماتت في القاهرة ودفنت في أم درمان على وقع قذيفة عنتر يحي، وذلك بمواصلة تنويم الشعب المصري في مستنقع التطاول على الجزائر، ثم تمرير مشروع التوريث المعطل. * وتزامن الكشف عن المبادرة الجديدة، مع إعلان تطلق على نفسها تسمية "جروب محبو ومؤيدو جمال مبارك"، حملة على موقع "فيس بوك" تدعو إلى التوريث والمبايعة لنجل الرئيس المصري، بداية من اليوم، وتستمر على مدار أسبوع تنتهي في 16 من ديسمبر الجاري. * ووصف القائمون على "الجروب" جمال مبارك بمفجر ثورة التجديد في مصر (!)، ويعتبرونه محبوب المصريين، ودعا أصحاب المبادرة، الشباب لتجميع أكبر حشد لمبايعة أمين السياسات خلال هذه الفترة، قائلين إن ترشيح جمال خطوة لضمان استقرار مصر. * وفي السياق ذاته، يسعى الإعلام المصري جاهدا إلى تحويل خسارة فريق مصر وخروجه من السباق إلى مونديال جنوب إفريقيا، وما ترتب عنه من انكشاف عورات النظام المصري، إلى انتصار دبلوماسي، وذلك من خلال الترويج لتصريحات منسوبة لمسؤولين جزائريين، على غرار وزير الخارجية مراد مدلسي، ووزير الطاقة والمناجم شكيب خليل، ومدير سوناطراك، محمد مزيان، الذي نسبت له إنشاء مؤسسة مشتركة بين سوناطراك والهيئة المصرية العامة للبترول والشركة القابضة للغازات، بقيمة 15 مليار دولار، ومحاولة تسويقها في صورة اعتذار غير معلن من طرف الساسة في الجزائر. * ولعل أحدث شطحة خرج بها الإعلام المصري، ما أوردته صحيفة اليوم السابع، التي أكدت أن الشركة المصرية "بتروجيت" تمكنت من الحصول على صفقة بالجزائر، بعدما استفادت من 5 مشاريع عالمية لإنجاز خطوط أنابيب لمعالجة الغازات بقيمة 3.2 مليار جنيه (على ذمة الجريدة المصرية)، وذلك بالشراكة مع شركة سوناطراك، وهو خبر الهدف منه تسويق اعتذار جزائري غير رسمي تمثل في استرضاء الطرف المصري بصفقات لإنقاذ شركاتها من الإفلاس.