كشفت صحيفة مصرية واسعة الانتشار، نقلا عن مسؤولين سياسيين في أحزاب وحركات معرضة لنظام حكم حسني مبارك، قولهم بأن الأجواء المشحونة التي سبقت مباراة الجزائر ضد مصر أول أمس، كانت تهدف للدعاية السياسية لنجل الرئيس المصري جمال مبارك، لتمكينه من تمرير فكرة توريث الحكم. ونقلت صحيفة ''المصريون''، في عددها الصادر أمس، عن المنسق العام لحركة كفاية المصرية، عبد الحليم قنديل، قوله إن الاهتمام الرئاسي الذي أبداه حسني مبارك إلى جانب نجليه علاء وجمال بزيارتهم عناصر المنتخب المصري عشية اللقاء، كان ينم عن حسابات سياسية تهدف إلى تلميع صورة جمال مبارك تحضيرا للانتخابات الرئاسية المقبلة في مصر.وأضاف مسؤول حركة كفاية أن عملية شحن الجماهير المصرية ضد كل ما هو جزائري، من قبل وسائل إعلام وبخاصة القنوات والفضائيات في مصر، قبل مباراة مصر والجزائر، ''كانت تمثل نوعا من الدعاية الانتخابية المبكرة للرئاسة التي يخلط فيها اسم مصر باسم عائلة حسني مبارك''، مشيرا في ذات الوقت إلى أن ''مبارك الأب حضر تدريب المنتخب، وذلك بعد أن قام جمال مبارك بخطوة مماثلة، كما أجرى علاء مبارك اتصالا تليفونيا بالجهاز الفني للمنتخب''. وذهب نفس المسؤول السياسي بعيدا في تصريحاته عندما اعتبر أن ما حدث قبل المباراة من قبل وسائل الإعلام كان ''عبارة عن عملية شحن رسمي مقصودة على مدى شهرين تقريبا استخدمت فيها كافة وسائل الإعلام الرسمية خاصة قنوات التلفزيون العامة والإعلام الخاص الداخل في شراكة مع مصالح العائلة الحاكمة''، قبل أن يضيف بالقول أن ''الغرض من هذا الشحن هو الإلهاء ولفت النظر''. وفي هذا الإطار وصف منسق حركة كفاية التعامل مع مباراة الكرة وكأنها ''حرب عالمية ثالثة'' بأنها إحدى جرائم النظام المصري لكون ما جرى ''يهدد بنسف تاريخ من العلاقات التاريخية وتاريخ من الدماء بين الشعبين المصري والجزائري وتاريخ يتضمن الآلاف من التضحيات والإنجازات والمعارك المشتركة والتي تمثلت في مساندة مصر للجزائر في حرب تحرير الجزائر ومساندة الجزائر لمصر وسوريا أثناء حرب أكتوبر ماليا وتسليحيا''. وبنفس التحليل والتعليق، قال المتحدث باسم الكتلة البرلمانية ل ''الإخوان المسلمين'' في البرلمان المصري، حمدي حسن، أن كل المسؤولين الرسميين في مصر يسيرون في جانب واحد فقط وهو شحن الجماهير في ناحية الفوز، كاشفا عن أن بطانة النظام المصري وعدت بإهداء الفوز لنجل الرئيس المصري جمال مبارك، قبل أن يضيف بخصوص هذا الشحن الإعلامي بتحريض رسمي أنه ''يكاد يصل إلى درجة خطيرة قد تؤثر على العلاقات بين الجزائر ومصر''.