الضحية الحاج الزايدي رجل مواظب على المسجد وزوجته تفتح بابها للجميع أما البنت فهي معوقة عاشت سطيف أول أمس على وقع جريمة فظيعة اهتزت لها المدينة بكاملها.. حيث أقدم شاب في مقتبل العمر يلعب في صفوف فريق اتحاد سطيف (U.S.M.S) على ارتكاب مجزرة رهيبة بحق عائلته وأعدم بواسطة آلات حادة تستعمل في البناء والديه الاثنين وأخته، وأدخل اثنين من أشقائه المستشفى لأسباب تبقى إلى حد الآن غير واضحة، * ونفذ الجريمة في حق أفراد عائلته ابتداء من الساعة الرابعة مساء حسب المعلومات الأولية المتسربة من منزل العائلة الكائن بحي دالاس الراقي بقلب مدينة سطيف، ولم يصدق السكان ما حدث بحيهم الآمن، حيث قضوا ليلة بيضاء في محاولات لفهم اسباب المجزرة الرهيبة التي ارتكبها شاب ألفوه هادئ الطباع رغم انه كان يعاني من اضطرابات نفسية.. بالنسبة للشهود الذين التقتهم الشروق -رغم وطأة الصدمة وحجم الفاجعة- كانوا متأكدين أن القاتل هو الإبن الأصغر ذو ال 17 "شتاء" المسمى سامي والذي ارتكب المجزرة في حق والديه وأخته مستعملا: فأسا وقضيبا حديديا ورفشا، بدأ بقتل والده الذي يعاني من متاعب صحية أهمها داء السكري داخل غرفته وبطريقة وحشية ولما تركه غارقا في دمه أغلق باب الغرفة بإحكام، قبل أن يتحول إلى والدته في الطابق السفلي للفيلا la Cave والتي لم تكن تدري ما يخبئها لها الزمن، حيث انهال عليها بضربات قاتلة على مستوى الرأس الذي تضرر كثيرا حسب من عاينوا جثتها حتى أن رأسها وجد وسط بالوعة بموقع الجريمة، وغير بعيد عنها وجدت جثة شقيقته وآثار الضرب بادية على يدها التي كادت تبتر وهي مصدر نزيف حاد. ولم تتوقف مغامرة القاتل عند هذا الحد، بل قام بالتربص بشقيقيه "سعدان ووليد"، وتشاء الصدف أن يعود الأخ الأوسط وبمجرد أن تخطى عتبة الفيلا انقض عليه بضربات خاطفة، إلا أن الله كتب له عمرا جديدا ولاذ بالفرار، لكنه حاول تسلق سور فناء الفيلا وهو ما بينته سيول الدم المنتشرة في المنزل، حيث تدخّل الجيران لإنقاذ الضحية ونقله إلى مستشفى سعادنة عبد النور الجامعي، حينها سمع شهود العيان تبادلا للاتهامات بين القاتل والضحية، حيث تلفظ الأخ الجريح بعبارات صارخا أهمها "انه يريد اتهامي بارتكاب المجزرة على أساس انه يعاني من مرض عقلي"، وبعد برهة جاء دور الأخ الأكبر الذي عاد إلى البيت وبيده الكعك، حيث بمجرد أن تخطى عتبة الباب نادى باسم أخته على أمل أن تحضر له كأسا من الحليب، غير أن القاتل كان يتربص له وراء الباب بنفس الطريقة والأسلوب، ورغم وقع الضرب، إلا انه تمكن من الفرار تائها دون معرفة حيثيات الواقعة باتجاه حي طنجة لإخطار أبناء خالته بالكارثة. * القاتل الصغير وبعد أن أشفى غليله ونفذ مخططه بإحكام خرج من البيت باتجاه العيادة المجاورة وببرودة طلب سيارة الإسعاف على أساس أن والدته وشقيقته مريضتان، ولم يبرح الموقع إلا بعد حضور أعوان الحماية المدنية ورافقهم إلى مسرح الجريمة ( la Cave) وانصرف في صمت، وبسرعة البرق باتجاه المركز الصحي بحي 1006 مسكن للعلاج بعد تعرضه إلى إصابة على مستوى اليد مما يعني أنه لقي مقاومة من بعض ضحاياه. * شد حضور سيارة الإسعاف إلى الحي انتباه الجيران الذين سارعوا إلى معرفة ما يجري، غير انه لا أحد كان يتوقع حجم الأمر، واستدعى الأمر الاستعانة بأعوان الأمن الوطني للقيام بجميع الإجراءات اللازمة وسط ذهول الجميع أمام ما حدث لعائلة معروفة بهدوئها واحترامها لكل الجيران بدون استثناء، وكان الأمر يتطلب حضور وكيل الجمهورية شخصيا إلى موقع الجريمة بسرعة رفقة ضباط الأمن الوطني، حيث، وبعد معاينة جثتي الأم والأخت أعطى أمرا بفتح تحقيق معمق، ثم نقلت الجثتين نحو مستشفى سعادنة عبد النور بسطيف وانصرف الجميع وسط حيرة كبيرة عنوانها: أين رب العائلة؟ * * اكتشاف جثة الأب في الوقت الضائع * * لم يتمالك شقيق المرحوم الزايدي أعصابه ووسط شكوك راودته، أقدم على فتح أبواب الغرفتين ليجد أباه غارقا في بركة من الدم، وأكد اليامين أحد الذين عاينوا جثة المرحوم أن آثار الضرب كانت واضحة على مستوى الرأس بيد ان جزءا من مخ الضحية كان على الأرض، وامام بشاعة المشهد وحتمية الإجراءات حضر وكيل الجمهورية من جديد الى موقع الجريمة وأعيد سيناريو التحقيق من جديد وسط حضور متزايد لسكان الحي الذين ازداد ذهولهم. * * ألغاز بالجملة في خلفيات وسيناريو المجزرة * * أكد الكثير من شباب الحي وخاصة المقربين من القاتل "سامي" أن الجاني معروف بهدوئه التام ورغم رسوبه في اجتياز شهادة التعليم المتوسط، إلا انه كان ذو طموح رغم أن الظروف دفعته في الآونة الأخيرة إلى نصب طاولة لبيع السجائر عند مدخل المقهى الكائن بحي بوعروة، وكان حلمه الوحيد حسب أصدقائه هو جمع مبلغ من المال واستخراج جواز سفره، حتى أن بعضهم أكد انه كان ينوي التنقل إلى ليبيا ومن ثم "الحرقة" إلى ايطاليا، ويذهب البعض منهم إلى التأكيد على انه لم يعتب باب البيت منذ أكثر من 20 يوما بسبب خصام مع والده حول مبلغ من المال كان يريده لتحقيق حلم طالما راوده.. * * شهود عيان يتحدثون للشروق.. والتصوير ممنوع * * أكد أحد التجار بالحي أن المرحوم الزايدي زاره رفقة ابنه سعدان بمحله وكان مبتسما، فيما كانت تظهر أعراض المرض على الشاب سعدان الذي يعاني من مرض عضال وكان مضطربا، فيما أقر شاهد آخر بأن المرحوم قضى جزءا كبيرا من مساره المهني بقباضة بلدية سطيف ولم يسبق له أن مس أحدا بسوء، بل كان هادئا، متفتحا، كابد صعاب الحياة وتجاوز المحن كغيره من فئة الطبقة المتوسطة، هادئ جدا، مواظب على أداء صلواته في وقتها حسب ما تسمح به ظروفه الصحية، وهو نفس الحال بالنسبة للمرحومة حرمه التي يشهد لها الجميع بطيبة القلب ومؤازرة الجيران في المسرات والأحزان. * * الأمن يقبض على الجاني بعد ترصد مكالماته بهاتف والده * * هذا ونجحت مصالح الأمن الوطني في القبض على القاتل في ضواحي حي 1014 مسكن بعد ما كانت قد أعلنت حالة الطوارئ واستنفرت كل عناصرها للإسراع في إحاطة الجريمة بكل عناصرها وكشف حقيقة هذه المجزرة التي كادت تبيد عائلة بأكملها، حيث استغلت ذات المصالح استعمال القاتل لهاتف نقال والده لرصد موقعه بالتنسيق مع متعاملي الهاتف لغاية الإيقاع به والقبض عليه في ساعة متأخرة من ليلة أول أمس، علما بأن آخر الأخبار القادمة من مستشفى سطيف أكدت تواجد الشقيق سعدون في حالة خطيرة بالمستشفى متأثرا بالجراح التي سببها له أخوه. * * قائمة الضحايا * الأب: سريتي الزايدي 61 سنة. * الأم: صفيح ليلى 51 سنة. * الأخت: سريتي آمال 31 سنة. * الشقيق الأول (جريح) سريتي وليد 27 سنة. * الشقيق الثاني (جريح) سريتي سعدون 25 سنة