عاشت مدينة المسيلة، مساء أمس، على وقع جريمة فظيعة ، اهتزت لها المنطقة بكاملها، حيث أقدم شابٌ في مقتبل العمر (28 سنة)، على ارتكاب مجزرة رهيبة في حق عائلته، عندما قام بقتل والديه مستعملا قضيبا حديديا، قبل أن يجهز في وقت لاحق على شقيقته وزوجته، فيما نجا شقيقه بأعجوبة، بعدما أصيب بجروح بالغة الخطورة، أدخل على إثرها المستشفى. ونفذ المجرم جريمته التي ما تزال أسبابها غامضة إلى حد الآن، على الساعة الواحدة زوالا. وحسب المعلومات الأولية المتسربة من منزل العائلة، الكائن في وادي السلامات بالمخرج الشمالي لمدينة المسيلة، فإن الجاني شاب معروف بطباعه الهادئة، رغم معاناته من اضطرابات نفسية. وحسب شهود عيان، فإن القاتل واسمه ''س. م''، نفذ المجزرة في حق أفراد عائلته مستعملا قضيبا حديديا، موضحين أنه بدأ بقتل والده الذي كان يعاني من متاعبَ صحية، أهمها داء السكري، حيث انقض عليه داخل غرفته بطريقة وحشية، قبل أن يتركه غارقا في دمائه، مغلقا وراءه باب الغرفة بإحكام، لينتقل إلى والدته التي كانت في الغرفة المجاورة، وينهال عليها بضربات قاتلة على مستوى الرأس، وهو ما تسبب في تهشمه، - حسب من عاينوا جثتها -. وغير بعيد عن الضحية الثانية، فقد عُثر على جثة شقيقته التي بدّت عليها شدّة وقسوة ما تعرضت إليه من ضرب، حيث أن يدها كادت أن تُبتر. ولم تسلم زوجة الجاني واسمها ''ف.ب'' من بطشه وجنونه، حيث ألحق بها نفس مصير سابقيها، قبل أن يعود شقيقه الصغير إلى المنزل العائلي، الذي وبمجرد أن تخطى عتبة المنزل، حتى انقض عليه القاتل بضربات خاطفة، غير أنه تمكن من الفرار، لينقذه بعض الجيران، الذين تدخلوا لنجدته، ونقلوه إلى مستشفى الزهراوي في المدينة، حينها سمع شهود عيان، تبادلا للإتهامات بين القاتل والضحية، حيث تلفظ الأخ الجريح بعبارات منها: ''يريد اتهامي بارتكاب المجزرة على أساس أنه يعاني من مرض عقلي''. وأكد الكثير من شباب القرية وخاصة المقرّبين من القاتل، أن الجاني معروف بهدوئه التام، وأن حلمه الوحيد، كان جمع مبلغ من المال للتمكن من استخراج جواز سفره، حتى أن بعضهم أكد أنه كان ينوي التنقل إلى ليبيا ومن ثمّ ''الحرڤة'' إلى إيطاليا، فيما ذهب بعضهم إلى التأكيد على أنه لم يعْتب باب البيت منذ أكثر من 12 يوما، بسبب خصام مع والده حول مبلغ من المال، كان يريده لتحقيق حلم لطالما راوده. وتمكنت مصالح الدرك من القبض على القاتل، بعدما أعلنت حالة طوارئ، واستنفرت كل عناصرها للإسراع في إحاطة الجريمة بكل عناصرها، وكشف حقيقة هذه المجزرة، التي راحت ضحيتها عائلة بأكملها، حيث تم الإيقاع به والقبض عليه في ساعة متأخرة من مساء يوم أمس.