ديبلوماسيون أوروبيون مستغربون من تدخل الرئيس مبارك في ماتش كورة علمت الشروق من مصادر متطابقة أن السفير المصري بدمشق اضطر مؤخرا إلى الانسحاب خلسة من إحدى المآدب البروتوكولية التي أقامها أحد سفراء الدول العربية على شرف السلك الديبلوماسي المعتمد بسوريا على إثر إنتهاء مهامه وقد انسحب السفير المصري هربا من الإحراج والإزعاج الذي طارده به ديبلوماسيون أوروبيون وجهوا له وديا جملة من الأسئلة المفخخة. * وحسب ما توّفر من معلومات فإن هؤلاء الديبلوماسيين الأوروبيين المعتمدين في سوريا وجهوا في سياق الدردشات الودية أثناء الحفلة البروتوكولية أسئلة تتعلق بالتوتر الحاصل بين الجزائر ومصر قبل وبعد مباراتي القاهرة والخرطوم، وكان السؤال الحرج الذي فضّل بسببه السفير المصري مغادرة القاعة في صمت قبل أن يقع الفاس على الراس ويصعد الأوروبيين أسئلتهم هذا السؤال الفخ كان مفاده: كيف يتدخل الرئيس حسني مبارك شخصيا في ماتش كورة وتداعياتها. * ولم يجد السفير المصري ما يرد به، لأن أي جواب على ذلك السؤال كان سيوّرطه سواء مع الأوروبيين المعروفين بطلاقتهم وأسئلتهم المباشرة والتي لا تضبطها الخطوط الحمراء أو سواء مع سلطات بلاده التي كانت ستقطع لسانه في حالة الإدلاء بتصريحات غير مرغوب فيها، خاصة إذا كانت تخدم الجانب الجزائري. * ما حدث للسفير المصري بدمشق مع الأوروبيين يؤكد برأي مراقبين أن المصريين أصبحوا محل أنظار ومتابعة دولية وتقرأ أسئلة الأوروبيين الذين سألوا السفير المصري تحديدا أن نخبة الرأي العام الدولي وديبلوماسيي أوروبا بالضبط يوّرطون مصر ويحمّلونها مسؤولية الانزلاقات والتجاوزات التي قادتها الفضائيات والصحافة والفنانين والرياضيين والسياسيين في مصر ضد الجزائر لا لشيء إلا بسبب الانهزام في مباراة كرة قدم والإقصاء من التأهل للمونديال. * وتشير المعلومات إلى أن سفراء مصر وديبلوماسييها أصبحوا محل إحراج عبر العديد من الدول بسبب الأسئلة الملغمة التي يطرحها عليهم زملاؤهم الأوروبيين، خصوصا بشأن الظاهرة المرضية التي أصابت الجانب المصري في إدارته للتوتر الناجم لأسباب متعلق بمباراة رياضية ويستخدم أغلب هؤلاء السائلين الصور والتسجيلات المتعلقة بالاعتداء على حافلة المنتخب الجزائريبالقاهرة، وكذا ما تعرض له المناصرون الجزائريون من اعتداءات علاوة على المسرحيات التي وقع فيها المصريون لتبرير هزيمتهم بالخرطوم. * ويتعرض ديبلوماسيو مصر عبر العديد من الدول أثناء الحفلات البروتوكولية إلى عواصف من الأسئلة المحرجة بشأن حملة السب والتجريح التي قادتها نخبة مصر في حق الجزائر كشعب ودولة وتاريخ ورئيس وحكومة كما كانت جريمة حرق العلم الجزائري الدليل الذي يستند إليه ديبلوماسيون أجانب في انتقادهم للتصرفات المصرية التي لا علاقة لها بتقاليد كرة القدم ولا بالأعراف الديبلوماسية ولا بالأخلاق والعلاقات بين الدول والشعوب حتى عندما تكون معادية لبعضها البعض. * وأكدت للشروق أوساط ديبلوماسية محايدة أن العشوائية المصرية في طريقة تسيير الأزمة مع الجزائر فرضت على المصريين ضغوطا دولية ووجدوا أنفسهم محاصرين بسبب تورط الجهات الرسمية بطريقة علنية أو سرية وهو ما يحرض اليوم سفراء وديبلوماسيين تابعين لمصر على التغيّب عن اللقاءات البروتوكولية والديبلوماسية أو على الأقل تفادي الاحتكاك والاختلاط تجنبا للأسئلة التي لا جواب لها، وهو على نقيض الموقف الجزائري الذي إذا تحدث فإن لغة الدلائل هي التي تتكلم.