رد لخضر بن تركي مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام بالثقيل على إساءة الفنانين المصريين للجزائر، وكشف عن مفاجآت في أفق العام المقبل لرد الصاع صاعين، بداية من تمكين الكثير من القنوات العربية من حقوق بث فعاليات مهرجان تيمڤاد.. * قصة وقوف حكيم في طابور لتقبيل يد وردة الجزائرية بالصور ورفع تحدي الاستمرارية بدون المصريين، وراهن على مهرجان تيمڤاد في أول طبعة له خارج الموقع الأثري وكشف حقيقة وضع الطاهر وطار بفرنسا وحقائق أخرى في هذا الحوار المطوّل مع الشروق. * شن فنانون مصريون ممن استضافهم مهرجاني تيمڤاد وجميلة أكثر من مرة حملة شرسة على الجزائر شعبا وحكومة وتاريخا وتنكروا لكرم الضيافة الذي حظوا به على أرض الشهداء..ما تعليقكم؟ * -أنا لا أستطيع أن أربي فنانا لا أخلاق له ومن لا يحترم نفسه لا يحترمه الناس، حكيم مثلا استطاع خلال حفله أن يملأ المدرج عن آخره، وهذا دليل على أن جمهوره في الجزائر واسع. وبعد إطلالته مؤخرا ظهر على حقيقته وصنف نفسه في خانة "العرايا" وخسر جمهوره في الجزائر وخارجها. * واستحضرتني يومها صورة حكيم وهو يقف في طابور طويل طمعا في تقبيل يد سيدة الطرب العربي وردة الجزائرية. * أعلن الكثير من الفنانين المصريين مقاطعتهم للمهرجانات الجزائرية، هل ستستغنون عنهم في الطبعات القادمة من تيمڤاد وجميلة؟ * -أتمنى أن نكف عن الحديث عنهم وما يروّجونه في حق الجزائر ونترك الكلمة الأخيرة لما هو قادم من المهرجانات في الجزائر. وعندما نتحدث عن مهرجان دولي للفيلم العربي فلا يمكن بأي حال أن ننكر على مصر انتاجاتها الغزيرة في الفن السابع، ولكن سنأخذ بعين الاعتبار الأسماء التي أساءت لنا. * مهرجاناتنا ستستمر بهم أو بدونهم والدليل غيابهم عن العكاظية لمرتين على التوالي ومؤخرا لم يشاركوا في مهرجان الموسيقى الكلاسيكية. وبالمناسبة أحب أن ألفت انتباههم إلى أن الخليج وسوريا أخذا الريادة مؤخرا من المصريين وحلقوا بالدراما العربية بعيدا عن نهر النيل. وإذا أراد هؤلاء أن تتحوّل مصر العروبة إلى قرية فهذا شأنهم وأحب أن أذكرهم بأن ألمع وأشهر الفنانين في مصر ليسوا مصريين بدءا من وردة الجزائرية وفريد الأطرش وأسمهان ووصولا إلى يوسف شاهين. نحترم ماجدة لأنها باعت أملاكها ومثلت دور بوحيرد، ولكن يسرا أو هيفاء التي حتى وإن صلتا لن نستضيفهما في أرض الشهداء وغيرهما لا يشرفنا حتى الحديث عنهن وتاريخهن معروف. * تراجع عادل إمام عن أقواله في حق الشعب الجزائري وحدا حدوه الكثيرون ويرافع عزت العلايلي للتهدئة..بن تركي مع أو ضد التهدئة؟ * -انقلب الكثير منهم على أنفسهم وغيّروا لهجة الخطاب وعلينا أن نتجاهلهم ولا نعطيهم أكثر من حجمهم في تصريحات محمود ياسين وعادل إمام وفنانو الرعيل الأول، خاصة أما أمثال فتحي عبد الوهاب فأقول لهم ولصاحب المسرحية محمد صبحي "انتهى الدرس يا أغبياء"، وتأكدي أننا سنقف وقفة رجل واحد كجزائريين لو لا قدر الله أصاب الشعب المصري أي مكروه. * نعود إلى الجزائر...أيام قليلة تفصلنا عن السنة الجديدة، ما تقييمكم لحصيلة الديوان الثقافية والفنية للعام المنصرم؟ * -الحصيلة الحقيقية التي توصلنا إليها بعد سنوات من العمل هي الحركية الجديدة في الإبداع والزيادة الواضحة لمطالب الشباب في كل الميادين الثقافية. فالمكتبة مطالبة اليوم بتلبية حاجاتهم المعرفية والتكنولوجية * وقاعات السينما مطالبة بالرجوع بقوة لأن جمهور السينما عاد بمطالب جديدة أيضا تتماشى والتطور الحاصل في الفن السابع وبالتالي يجب إمعان النظر في الإنتاج السينمائي وغيرها كثير من التطلعات. إذا عندما نتحدث عن الحصيلة نتحدث عن الجهود التي يجب بذلها لاحتواء هذا الكم من المطالب الثقافية والفنية وقد أثبت شبابنا أنهم في منتهى الذكاء على كل المستويات. * وما تقييمكم للمشهد الثقافي بشكل عام؟ * -يجب أن نعترف أن القطاع الثقافي حظي بدفع قوي منذ مجيء الرئيس بوتفليقة وما ساهم في إنعاش الحركية الأدبية والفنية هو إلمام الوزيرة تومي بكل جزئيات القطاع، وهذا من حظ الثقافة في الجزائر. ولقد تبين أن الثقافة والإعلام هما واجهة أي دولة، والدليل أن استصغار الفنانين المصريين لنا مؤخرا لم يكن من فراغ بل تحصيل حاصل لغياب إنتاجنا الكثير والنوعي عن الفضائيات وعليه المرحلة القادمة هي مرحلتنا ونحن قادرين على تغطية العشرات من الفضائيات بالإمكانيات والعمل الجدي والخروج بالتالي من القضايا الاستهلاكية. * ماهي أهم تظاهرة ترى أنها نجحت في استرداد جمهور الثقافة والفن في الجزائر؟ * -والله يصعب تحديد الحدث الأكثر أهمية لأن في الثقافة لا تعلو تظاهرة عن أخرى وإنما تربط الكل علاقة تكاملية. شارك الديوان الوطني للثقافة والإعلام في قافلة المهرجان الثقافي الإفريقي إضافة إلى العكاظية وتيمڤاد وجميلة وتظاهرات أخرى كثيرة لكل منها جمهور ومستوى وأبعاد. * هل يعني هذا أن السيد بن تركي راض عما قدمه القطاع؟ * -متى وصل الإنسان إلى حد الرضا بما قدم فتلك هي نهايته، نحن نجتهد والجمهور يطمع إلى ما هو أحسن في كل مرة وعليه فالعمل الثقافي هو صيرورة الإبداع والاجتهاد، لأننا لم نستثمر بعد في كل طاقاتنا وكما قلت هذا وقتنا للنهوض مجددا والبروز وعلينا ألا ننسى أننا كنا الأقوى على كل المستويات واليوم رجعنا إلى مكاننا الطبيعي، حققنا مشاريع ثقافية ستبقى مكاسب للإبداع وبتنسيق الجهود سنحقق أكبر من ذلك حتما. * من أهم الإنتقادات التي وجهت للديوان أنه يستضيف في كل تظاهرة نفس الأسماء الفنية العربية...هل من جديد في أجندة السنة القادمة؟ * -يلوموننا بحجة تكرار بعض الأسماء الفنية العربية في أجندة مهرجان تيمڤاد أو في عكاظية الشعر العربي، ولكن هل يقدم نفس الممثل أو الشاعر أو المطرب نفس العمل في كل مرة؟. طبعا لا كل من يعاود زيارة الجزائر يأتي بالجديد لجمهور بمختلف التظاهرات. وبالمناسبة أوجه ملاحظة لمن ينتقدنا، نرحب بكل التعقيبات والانتقادات لكي نستمر. ولكنني متأكد أننا إذا ألغينا يوما أي تظاهرة فلا أحد سيعاتبنا. * بالنسبة للعكاظية، هل سترسم الوزيرة التظاهرة في طبعتها القادمة أم أنها ستبقى نشاطا في أجندة الديوان الوطني للثقافة والإعلام؟ * -عكاظية الشعر العربي هي مبادرة من الديوان يسعى كل سنة إلى إدراجها في الأجندة السنوية حتى أصبحت نشاطا دوريا وأحد تقاليد المؤسسة ويوم يفكر في الترسيم فهذا لن يضرنا في شيء لأن الأساس هو الاستمرارية وليس احتكار نشاط معين. * سمعنا أن مهرجان تيمڤاد سيقام هذه المرة خارج الموقع الأثري. هل هذا صحيح؟ولماذا تراجع مستواه مقارنة بالطبعات الماضية؟ * -فعلا ستنظم الدورة القادمة من مهرجان تيمڤاد في المسرح الجديد الذي يبعد أمتارا قليلة فقط عن الموقع الأثري. هذا الأخير سيحتضن رمزيا حفل الافتتاح أما باقي السهرات فتكون في المسرح الجديد المجهّز بما يلزم. * أما عن تراجع مستواه فربما لأننا كنا في مرحلة معينة وحدنا في ساحة المهرجانات الغنائية في الجزائر وكان مهرجان تيمڤاد وجميلة محط اهتمام الجميع فكان الجمهور مستأنسا بما كنا نقدم دون أن يقارن بمهرجانات أخرى. أما اليوم فقد امتلأت الساحة بالعديد من المهرجانات الجديدة، وبالتالي أصبح للجمهور أكثر من خيار ومن حقه أن يطلب الرفع من مستوى أعرق مهرجان فني في الجزائر. وأذكر أن الكثيرين انتقدونا لأننا حصرنا البعد الدولي في المطربين العرب فقط، وهذا ما حدث فعلا في السنوات الماضية لأن الكثير من الفنانين كانوا متخوّفين من زيارة الجزائر، أما مؤخرا فلاحظنا انفتاحا كبيرا للمهرجانات الجزائرية على مختلف الطبوع في مختلف دول العالم. * والتنافس على الأحسن خلق حركية فنية كبيرة. يبقى أن أجر بعض الأسماء الفنية يساوي ميزانية المهرجان لذلك قلت أن الدعم المادي مهم لتجسيد الأفكار الاحترافية. بالنسبة لمهرجان تيمڤاد أؤكد أنه في سنة 2007 و 2008 أخذ صفة الدولية بكل المقاييس. * هل من تصورات جديدة لطبعة 2010؟ * -مهرجان تيمڤاد الآن يتطلب إمكانيات قوية وسنسعى هذه السنة إلى ترويجه لعدة قنوات عربية لأن هذا ضروري، خاصة بعدما جرى مؤخرا من استصغار للجزائريين واستنقاص من إبداعاتهم وإنجازاتهم . * وبالمناسبة دعمتنا وزارة الثقافة بمقر جديد بحسين داي أما مصلحة الاتصال فسترحل إلى قاعة الأطلس ولدينا برنامجا طموحا للسنة القادمة يحتاج الدعم المادي والإعلامي أيضا. * * تحرك مؤخرا جمع من الفنانين يطالبون المسؤولين التكفل بزملائهم ممن يعاني صحيا ويحتاج إلى تكفل خارج الوطن. ما رأيكم في هذه الخطوة؟ * -هو تحرك جميل طبعا ولكن بشرط أن يكون منظم ومهيكل على أساس علمي ومهني، لأن دور المؤسسة الثقافية هو التنفيذ وليس من صلاحياتنا التصنيف، لحد الآن لم تترك وزارة الثقافة أي فنان مريض يعاني في حياته ولا حتى بعد وفاته من خلال مساعدة عائلاتهم. * بالنسبة للطاهر وطار الذي تكفلتم بعلاجه بفرنسا، يقيم اليوم بدون تجديد الفيزا. هل سعيتم إلى تسوية هذا المشكل؟ * -أنا تكفلت بعمي الطاهر والوزيرة تحدّت كل القوانين وقدمت كل المساعدات اللازمة، يبقى أمر إقامته من صلاحيات السلطات الفرنسية وما أؤكده أن التكفل المادي لا تشوبه أي نقائص ولا يزال يخضع للعلاج اللازم.