المناضلة الصحراوية أمينتو حيدار خرجت السيدة، أمينتو حيدار، المناضلة الصحراوية التي ترأس تجمع المدافعين عن حقوق الإنسان الصحراوي من أزمة الإضراب عن الطعام، لمدة 32 يوما على التوالي، بمطار لانزاروتي الإسباني بحوالي 10 أمراض أنهكت بدنها وجعلتها تتحدث لأهلها بالإشارات تتضمن في مجملها معاني الانتصار لقضيتها في حق تقرير المصير للشعب الصحراوي، في وقت ظلت القنوات الإسبانية على مقربة البيت بحوالي 100 إلى 200 متر بسبب الطوق الأمني المغربي المشدّد. * * وفي اتصال هاتفي ل"الشروق اليومي" أمس، بشقيقة المناضلة الصحراوية، السيدة ليلى حيدار - علما أن السلطات المغربية حجزت الهاتف الخاص بالمناضلة الصحراوية التي أحدثت أزمة دبلوماسية بين العواصم الثلاث باريس، مدريدوالرباط - تعذر علينا محادثة أمينتو حيدار نظرا لتدهور حالتها الصحية، وأكدت شقيقتها، مساء أمس، أن أمينتو كانت تخضع للفحص الطبي والمتابعة وتتعارك مع ذاتها من أجل تناول الأدوية، مضيفة أن طعامها لا يزيد عن طعام يقدم للأطفال الرضع . * وقال الفريق الطبي المرافق من مطار لانزاروتي الذي يترأسه طبيب إسباني والمتواجد ببيت أمينتو بمدينة العيونالمحتلة، منذ الجمعة، أن الإضراب تسبب لها في العديد من الأمراض، التي أرجعت حالتها الصحية إلى وضع حرج للغاية جعلها تتناول غذاء شبيه بغذاء الأطفال الرضع. * وقد نصح الفريق الطبي، والذي أخضع المريضة لمتابعة دقيقة مساء أمس، شقيقة أمينتو حيدار بإبعادها عن كل حالات التعصب وكل ما يمكن أن يثير الضغط في دمها أو يحدث أعراضا جانبية، لمدة لا تقل عن أسبوعين، كما أمر الفريق الطبي بإخضاع المعنية إلى راحة تامة وعدم الحركة حتى لا تؤثر الحركات المجهدة على القلب والكلى، بحسب الطبيب الإسباني المرافق . * وكشف الطبيب المعالج عن نقص حاد في الكالسيوم والبوتاسيوم والذي لا يمكن تعويضه بسهولة، لفترة أسبوع إلى أسبوعين، بغية أن تشفى من هذه النقائص في المواد المعدنية، وأكد الطبيب أن الجهاز الهضمي متأثر جدا. * وبالمقابل للوضع الصحي المتأزم الذي تمر به المناضلة الصحراوية، أمينتو حيدار، فرضت السلطات الملكية المغربية طوقا أمنيا مشددا على بيت حيدار، لمنع وصول أي تصريح لفائدة الصحافة الأجنبية التي كانت على بعد 100 الى 200 متر من بيت أمينتو، حيث حاول المغرب إخفاء حقيقة العودة وطبيعة الاعتذار للملك أو الاعتراف بمغربية حيدار الذي تحدثت عنه الرباط . * وقال الحقوقي، محمد متوكل، أن السلطات المغربية فرضت تطويقا كليا لمدة 24 على 24 ساعة بمنع كل القادمين من الزيارات حتى الصحافة، التي حضرت بقوة لبيت حيدار، وأضاف المتحدث أنه حتى أفراد العائلة صعب عليهم التحرك في الخارج وإدارة شؤون البيت بسبب الطوق الأمني. * وأكد متوكل أن الحصار المشدّد كان برجال يلبسون زيا مدنيا ولباس رسمي لأعوان الشرطة، وموضحا أن "هؤلاء الأعوان يتحدثون عن أوامر لمنع الناس من الحضور وبالأخص الصحافة، لعدم الإدلاء بالتصريحات، وهو يشمل الجميع، النساء المسنات الأخوات والإخوان"، وأفاد متوكل أن الملك، محمد السادس، حاليا يتخوف من تصريحات تكشف الأكاذيب المغربية . * وقال، محمد متوكل، عضو المكتب التنفيذي لتجمع المدافعين عن حقوق الإنسان، في اتصال هاتفي مع "الشروق"، أن المناضلة أمينتو حيدار وضعها الصحي متدهور جدا، وعاد المتحدث إلى قضية الاختفاء القسري الذي حصل، منذ سنة 1987 إلى غاية سنة 1991، حيث تعرضت حيدار الى الاعتقال بالسجون السرية للمملكة المغربية كسجن بسي سيني بالعيون وثكنة البئر التي استعملت كمخبإ سري بشاطئ المرسى الذي يبعد 25 كلم عن مدينة العيون، وكانت أمينتو حيدار محتجزة فيه برفقة 48 حالة من رفقائها. * وأكد متوكل أن المناضلة الصحراوية تعرضت هناك لأبشع حالات التعذيب، وعقب خروجها من المعتقل كانت لديها تبعات ثقيلة على حالتها الصحية، "حيث تعرضت للآلام في المعدة مصحوبة بتقيؤ دائم للدم، وأمراض الأمعاء وأمراض على مستوى العمود الفقري". مضيفا أنه في سنة 2005، تعرضت حيدار لاعتقال آخر بسبب الانتفاضة ودخلت خلالها المناضلة في إضراب عن الطعام لمدة تفوق الشهر، قبل إضراب مطار لانزاروتي الذي دام هو الآخر 32 يوما، إلى غاية مساء الخميس، أين عادت باتجاه مدينة العيون. * وفي رده عن سؤال "الشروق" بشأن حقيقة قبول أمينتو بمطالب مغربية، قال متوكل أنه لم يحصل أبدا، وأن الضغط الدولي شاهد على ذلك، وكذا العواصم الثلاث، مدريد، باريس وواشنطن بعد رفض كل الأساليب وما لمحت له السلطات الاسبانية بإمكانية منح أمينتو حيدار الجنسية والشغل والسكن بإسبانيا، قبل أن ترفع يدها وتمرر الملف للأمم المتحدة، موضحا أنه عشية استعداد الاتحاد الأوروبي للموافقة على قرار أحقية حيدار في العودة للعيون، تحركت باريس بعد مراسلة الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، في وقت جد قصير، واستسلم المغرب بذريعة الوازع الإنساني، واعتبر أن ذلك مرفوض، لأنه لم يأت في وقت سابق، مضيفا أن " المغرب يرفض الرد على ذات المزاعم وهو مأزق حقيقي لذلك يمنع صحفيي " الباييس " وقنوات اسبانية أخرى من الحضور إلى بيت حيدار ". * وأكد المتحدث أن المناضلة الصحراوية اشترطت ضمانات كتابية من قبل السلطات الاسبانية تتضمن قبول المغرب رسميا لعودتها، حتى لا تتكرر الاستفزازات السابقة في حقها . * ويشار أن حيدار رفضت ركوب سيارة الإسعاف المغربية خوفا من الفريق الطبي المغربي، وفضلت الركوب في سيارة خاصة للوصول الى بيتها .