دعا الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون إلى التدخل العاجل لإنقاذ حياة الناشطة الحقوقية الصحراوية أمينتو حيدار، وندد من جهة أخرى بتجاهل المجتمع الدولي وعدم تحركه من أجل حماية أمينتو حيدار ووقف الانتهاكات المغربية، هذا فيما تواجه الناشطة الحقوقية الصحراوية خطر الموت المحقق جراء إضرابها عن الطعام المتواصل منذ أكثر من 25 العشرين يوما. جددت الناشطة الصحراوية المضربة عن الطعام أمينتو حيدر تأكيد مطالبتها بالعودة إلى الصحراء الغربية »حية أو ميتة، ومع جواز سفر أو بدونه« ، وردا على سؤال حول إمكانية رضوخ المغرب للضغوط الدولية أجابت أمينتو حيدر ، بنعم، وأعربت عن أملها بان تساعدها الحكومة الاسبانية في العودة إلى الصحراء الغربية، واعتبرت أن ما قدمته الحكومة الاسبانية حتى الآن غير كاف، وأعربت من جهة أخرى عن مخاوفها بشان سبعة أصدقاء محتجزين، ينتمون إلى جبهة البوليساريو، وتمت إحالتهم بقرار عشوائي من الحكومة المغربية على محكمة عسكرية وقد يواجهون عقوبة الانعدام«، في إشارة إلى النشطاء الصحراويين السبعة الذين اختطفتهم السلطات المغربية مباشرة بعد عودتهم من زيارة قاموا بها إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف، واتهموا بالتخابر مع جهات أجنبية وبالخيانة. هذا وطالب الرئيس الصحراوي أمين عام الأممالمتحدة التدخل العاجل من أجل إنقاذ حياة الناشطة الحقوقية الصحراوية أمينتو حيدار التي تواصل إضرابها عن الطعام منذ أكثر من 25 يوما، احتجاجا على إبعادها القسري من قبل السلطات المغربية إلى جزر الكناري الاسبانية ورفض السماح لها بالعودة إلى العيونالمحتلة. وقال الرئيس عبد العزيز في رسالة وجهها إلى الأمين العام الأممي نقلتها وكالة الأنباء الصحراوية أول أمس الخميس »إن المواطنة و الناشطة الحقوقية أمنتو حيدر تنتظر تدخلكم العاجل من أجل وضع حد للظلم الممارس بحقها و إننا نناشدكم بالإسراع في اتخاذ كل الخطوات اللازمة لإنقاذ هذه الروح البريئة التي لا ذنب لها سوى الدفاع عن قيم ومبادئ و ميثاق قرارات الأممالمتحدة«، مضيفا أنه بعد مرور 25 يوما من الإضراب عن الطعام دون أن يتدخل المجتمع الدولي لإنقاذها و وضع حد لهذا الاستهتار بالقانون و بالأرواح البشرية من طرف المملكة المغربية، تدهورت الحالة الصحية لأمينتو حيدر بشكل خطير و باتت حياتها مهددة في أية لحظة خصوصا وأنها تعاني من آثار سنوات طويلة من الاعتقال و التعذيب و الاختفاء القسري في السجون. وقال أمين عام جبهة البوليساريو أن »سلوك المملكة المغربية تجاه مواطنة من إقليم تابع للأمم المتحدة لهو سابقة خطيرة تستوجب الرد و التدخل العاجل ليس فقط لإنقاذ حياة هذه الأم التي حرمت من طفليها و لكن أيضا لوضع الأمور في نصابها«، معربا عن استغرابه لعدم تحرك المجتمع الدولي لإنقاذ أمينتو حيدر التي منحتها هيئات دولية جوائز عديدة، و أكد أنه »إذا لم يقرر الصحراويون مصيرهم فلا يحق لقوة الاحتلال اللاشرعي المغربية أن تسلبهم حقهم الشرعي في الانتماء إلى الصحراء الغربية«، معتبرا تصرف المغرب »تحدي صارخ للمجتمع الدولي« لأن ما طالبت به حيدر هو ما تؤكد عليه الأممالمتحدة من أن الصحراء الغربيةإقليم لم يتمتع بعد بحق تقرير المصير، وأضاف الرئيس الصحراوي في نفس السياق قائلا إن »السلطات المغربية تواصل تعنتها و رفضها الإصغاء إلى نداء الضمير العالمي و تحاول عبثا تبرير جريمة نكراء بحق سيدة شهد لها العالم بنضالها السلمي الحضاري و دفاعها عن الحريات الأساسية وحقوق الإنسان و على رأسها حق الشعبي الصحراوي في تقرير المصير كحق دولي مقدس تكفله المواثيق والقرارات الدولية «. وكان أمين عام جبهة البوليساريو قد دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى التدخل العاجل من أجل إنقاذ حياة الناشطة الحقوقية الصحراوية أمينتو حيدار التي »ليس لديها سوى مطلب بسيط ومشروع، وهو عودتها في حرية وكرامة إلى ترابها الوطني وطفليها وعائلتها«، وجاء في رسالة الرئيس الصحراوي إلى أوباما »ليس من المعقول أن يتخلى العالم عن هذه الحقوقية المسالمة ويفتح الطريق أمام المملكة المغربية للمضي في انتهاك حقوق الإنسان في الصحراء الغربيةالمحتلة، والتي كان من آخر وأخطر تجلياتها اعتقال سبعة نشطاء حقوقيين من رفاق أمنتو حيدار يوم 8 أكتوبر 2009، والتهديد بتقديمهم إلى محاكمة عسكرية«. وكان محمد عبد العزيز قد كتب في رسالة وجهها إلى ساركوزي أنه لا يمكن ترك أمينتو حيدر تموت ببطء على ارض أوروبية، مشددا على أن حياة حيدر مهددة بشكل خطير جراء هذا الإضراب المستمر الذي لا تنوي التوقف عنه قبل أن تعود إلى بلدها وعائلتها، وأوضح محمد عبد العزيز في نفس السياق أنه لا يمكن للحكومة المغربية أن تتجاهل إلى ما لا نهاية دعوات الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي والحكومة الاسبانية والمنظمات غير الحكومية الدولية التي دعت كلها إلى السماح لحيدر باستعادة حقوقها التي يكفلها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. ومن جهتها عبرت فرنسا عن رغبتها في التوصل إلى حل سريع لقضية أمينتو حيدار، حيث صرح الأربعاء الفارط، الناطق الرسمي باسم وزير الخارجية الفرنسي، برنارد فاليرو أنه »نتمنى التوصل إلى حل سريع«، حيث أكد في إجابته على أسئلة الصحفيين أن فرنسا تعلم بوضع أمينتو حيدار، و حالتها الصحية تدعو للقلق، في حين اعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس تأمل في إيجاد حل سريع للناشطة الصحراوية أمينتو حيدر التي لا تزال مضربة عن الطعام في اسبانيا وتطالب المغرب بالسماح لها بالعودة إلى الصحراء الغربية. ودعت منظمة العفو الدولية في بيان لها صدر الأربعاء المنصرم إلى العودة الفورية واللامشروطة للمناضلة الصحراوية من أجل حقوق الإنسان السيدة أمينتو حيدر إلى الصحراء الغربية، وجددت المنظمة نداءها للسلطات المغربية بالسماح بالعودة الفورية اللامشروطة للمناضلة الصحراوية إلى العيونالمحتلة وأن تعيد لها جواز سفرها. ودائما وفي إطار التضامن الأوربي والدولي مع المناضلة الحقوقية الصحراوية، زار أول أمس الخميس عدد من نواب اليساريين بالبرلمان الأوروبي، أمينتو حيدار، بمطار لانثاروتي، بجزر الكناري، حيث صرح البرلمانيون الأوروبيون ، أنهم سيدعون إلى مقاطعة المغرب إلى غاية تمكنها من عودتها لمدينة العيون بالصحراء الغربيةالمحتلة، و العيش وسط عائلتها وأقاربها. للإشارة فإن التضامن الدولي الكبير الذي حظيت به الناشطة الحقوقية الصحراوية أمينتو حيدر قد افقد السلطات المغربية صوابها ودفع بالمسؤولين المغاربة إلى إطلاق تصريحات جزافية يتهمون من خلالها الجزائر بتحريك أمينتو حيدر وبأنها هي التي تملي عليها نضالها المستميت من أجل العودة إلى وطنها المحتل.