المعاناة تزداد بمستشفيات الجنوب الحكومة خصصت أكثر من 19 مليار دينار لمشاريع الصحة لازال مرضى المناطق الجنوبية يعانون في صمت مقارنة بالمجهودات المبذولة من طرف الوزارة الوصية لتذليل الصعاب، خاصة في ولايات: الوادي، غرداية، إليزي، تمنراست وورقلة حيث تشكو القطاعات الصحية من نقص أطباء الاختصاص، إذ غالبا ما يغادر هؤلاء المرافق الصحية بعد سنتين من الخدمة بسبب نقص المعدات الطبية، منها أجهزة السكانير وأجهزة الأشعة المتعلقة بمرضي السرطان الذين يكابدون مرارة الحياة. * وبالرغم من فتح مركز جهوي لمكافحة السرطان بورقلة، إلا أن هذا الأخير لم يرقَ إلى مستوى الخدمات التي من شأنها التكفل التام بهذه الشريحة وتحد من تنقلها أسبوعيا إلى ولايات الشمال منها العاصمة قصد إجراء الفحوصات بالمواد الكيمائية في المراحل الأولى من الداء الخبيث. * من جانبه كشف وزير الصحة وإصلاح المستشفيات في رده على الأسئلة الشفاهية لنواب المجلس الشعبي الوطني، أمس الأول، أن وزارته بصدد العمل على تقييم مدى تعامل القطاعات الاستشفائية والجوارية مع محتوى الأمريات الصادرة شهر مارس من السنة الجارية الخاصة بنقل وتحويل المرضى من عموم مناطق الجمهورية نحو مستشفيات العاصمة منها مناطق الجنوب، معترفا في ذات الوقت بوجود تعثر واضح في تمرير هذا الإجراء في إطاره العملي، مشيرا إلى أن الوضع تتدخل فيه العديد من العوامل، منها تركيز مصالح الوزارة في العملية على تحويل الأطباء الأخصائيين العاملين بالولايات الكبرى، ضمن تخصصات معينة ما جعل الأوضاع تبقى على حالها وحال المريض يراوح مكانه، حيث عمد معظم الأطباء الذين تم تحويلهم لتغطية العجز الحاصل في نوعية الأخصائيين نحو مناطق شرق وجنوب البلاد إلى تطبيق النظام القديم المتبع في تحويل الحالات الحرجة نحو مستشفيات الشمال. * ولم يستبعد بركات إحداث تغيرات في مدونة الخريطة الوطنية التي تعتمدها الوزارة حاليا في تحويل الأطباء، حتى وإن كان التغير في نظر الوزير تكميليا إذا ما دعمت به خريطة تحويل الأطباء الأخصائيين نحو الولايات الكبرى بالوطن. ووصف بركات هذا الإجراء بالتعديل الجزئي الذي لا يمكنه التأثير على خطة تدعيم عدد معتبر من القطاعات الاستشفائية بالأطباء الأخصائيين، حيث أشار أن الوزارة تأخذ في الحسبان، لدى مراجعتها للخريطة الوطنية للأطباء الأخصائيين، اعتماد معايير تحويل أفواج متكاملة من الأطباء تضم أربعة اختصاصات على الأقل. وأوضح الوزير، أن الحكومة وبالتنسيق مع الوزارات ذات الصلة بالموضوع، تتجه نحو خلق جو مميز لظروف تنقل الأطباء إلى مناطق الجنوب مثلا، معتمدة في ذلك على تقديم تحفيزات مهنية لصالح الطبيب، سيما الأخصائي. * وأضاف المصدر ذاته، أنه من المنتظر أن تعلن الوزارة، مطلع السنة الجديدة، عن إجراءات إضافية خاصة بالخريطة الوطنية لتحويل الأطباء الأخصائيين تخص ولايات شرق وجنوب البلاد. وفي ذات السياق، أشار الوزير إلى أن وزارته ستتكفل عن قريب بإعادة تأهيل المستخدمين وشبه الطبيين والشروع في مرحلة تكوين مكثف لصالح الأطباء المختصين في العلاج الكيماوي والأشعة والجراحة الدقيقة الموجهة للمصابين بالأمراض المعضلة، بالإضافة إلى توجه الوزارة نحو تجهيز أقسام الجراحة القديمة بمعدات حديثة ستمكن الوافدين الجدد من الأخصائيين من أجراء عمليات جراحية هي اليوم متوفرة على مستوى مستشفيات الشمال فقط. وركز الوزير في مداخلته المطولة أمام النواب، على أن مشروع إنجاز المراكز الجديدة للكشف المبكر عن مرض السرطان بكل من البليدةالجزائر العاصمة مركز (بيار وماري كوري) مسرغين بوهران، قسنطينة وورقلة تعتبر أكبر مشروع تنجزه الجزائر منذ الاستقلال، إذ كلف الحكومة تسخير إمكانات مادية معتبرة، وهو ما استدعى الوزارة الوصية على القطاع يضيف الوزير العمل على تفعيل العمل الاحترافي للطاقات الوطنية المتخصصة بهذه المشاريع التي ستمكن المواطن الاستفادة من نظام علاجي حديث سيعطي للمرضى المصابين بالسرطان إمكانية الكشف المبكر عن المرض الذي وصلت نسبة الإصابة به في بلادنا إلى ال35 ألف حالة سنويا، تندرج مثل هذه المشاريع، حسب سعيد بركات، في إطار مجموعة من المخططات التي تعتمدها الدولة في اتجاه إصلاح المنظومة الصحية إلى غاية 2014 والتي خصصت من أجلها أكثر من 19 مليار دينار.