المرضى يفضّلون الموت على معاناة السفر المنهك نقص في الأطباء الأخصّائين وقطع 3200 كلم للعلاج تحوّل ملف انعدام جهاز سكانير ببلدية عين صالح التابعة لولاية تمنراست إلى قضية أصبحت تهتز للرأي العام بعد مرور سنوات دون توفير جهاز حساس كهذا، حيث يعيش المرضى في ظروف أقل ما يقال عنها أنها كارثية ويتكبّدون خسائر بالجملة، كما وصفهم البعض بفئران تجارب من كثرة التنقل من طبيب إلى آخر بحثا عن العلاج، حيث ينقلون إلى الولايات المجاورة في حالات لا توصف، فضلا عن نقص الأدوية، ووسائل النقل التي غالبا ما تتعطل بسبب بعد المسافة وتبعثر القرى والمداشر فعين صالح مقر الدائرة تبعد عن عاصمة الولاية ب700كلم ومن هنا تبدأ رحلة العذاب؟. * يبدو أن سكان المنطقة المعزولة كتب عليهم الشقاء الذي لم يتوقف منذ الاستقلال رغم مجهودات السلطات المحلية فزيادة على الحرارة القاتلة وأزمة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي يضاف للمنحة المسجلة في القطاع * الصحي إشكالية نقص الأطباء الإختصاصين في مصلحة العظام والعيون إذ غالبا ما يغادرون المنطقة لأسباب غير مفهومة، بينما ينقل المرضى المصابون بأمراض غير خطيرة إلى ولاية أدرار على مسافة400 كلم للعلاج أما المرضى الذين تتطلب حالتهم الصحية الكشف بواسطة جهاز السكانير غير المتوّفر فيتم * توجيههم نحو غرداية على بعد 700 كلم لإجراء الكشوف بمبلغ لا يقل عن 8000 دج ناهيك عن مصاريف الإقامة والتنقل وبعض الحالات يتوفاها الأجل على قارعة الطريق قبل الوصول إلى المرفق الصحي المقصود، ومنه ناشد أعيان منطقة تديكلت وزير الصحة للنظر في قضية السكانير الذي يعد أكبر مطلب بالجهة بسبب الأوضاع الحالية التي لا تبشر بالخير زيادة على بعد المسافة، حيث يفوق سكان تديكلت لوحدها خمسة آلاف نسمة وأضاف الأعيان "للشروق اليومي" أن الوضع ازداد سوءا السنوات الأخيرة بداعي تضاعف عدد المرضى منهم مرضى السرطان، حيث يسافرون إلى العاصمة وقطع 3200 كلم ذهابا وإيابا، من أجل جلسات العلاج الكيمائي مرة في الشهر، وعادة ما يرفض هؤلاء مواصلة العملية الطبية لمتاعب جمة سيما الشيوخ ورغم إنجاز مركز جهوي لمرضى السرطان بعاصمة الواحات ورڤلة، إلا أن البعد يظل يطرح أكبر مشكلة يتخبط فيها سكان الجهة وعليه يتوّجب على الدوائر المعنية ضرورة الإسراع في تزويد مستشفى عين صالح بالجهاز المذكور بغية حل هذه المعضلة التي دامت أكثر من ربع قرن وتخلف معاناة يومية في مشاهد لا إنسانية البعض من المرضى من يموت بالداء ذاته دون ظفره بالعلاج المكثف بسبب الفقر وقلة الإمكانيات، سيما مرضى الحالات المستعجلة أغلبهم من عائلات معوّزة وغير مؤّمنة لدى الضمان الاجتماعي على اعتبار أن أغلب أربابها بدون عمل. * من جانب آخر، يعيش الأشخاص المصابين بالأمراض العقلية في أوضاع مزرية لانعدام مصلحة خاصة بهم، حيث يتركون في الغالب حفاة عراة على حواف الطرقات وتحت أشعة الشمس الحارقة دون عناية، كما يتعرضون لحوادث مرور مميتة أو الهلاك في عمق الصحراء عطشا وهو ما حدث السنة المنقضية لأحد المرضى، ومن جهة أخرى، مرضى السرطان يسافرون إلى الجزائر العاصمة على مسافة3200 كلم ذهابا وإيابا لأخذ العلاج الكيمائي مرة كل شهر وغالبا ما يرفضون مواصلة العلاج بسبب الظروف الصعبة وعامل السن وقلة ذات اليد. * إن إنشاء مركز جهوي لعلاج مرضى السرطان بورڤلة، أصبح ضرورة حتمية أكثر من أي وقت مضى خدمة لمرضى المناطق الجنوبية المحرومة تطبيقا لبرنامج فخامة رئيس الجمهورية الهادف إلى بعد التهديد بمقاطعة تصحيح البكالوريا هدنة بين أساتذة الجنوب وديوان المسابقات والامتحانات.