أكد عمار تو وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أن الثنائية القانونية بين القطاع العام والخاص في مجال الصحة قد انتهت بالجزائر، مشيرا إلى المرسوم التنفيذي الصادر في شهر نوفمبر الفارط والذي كرس هذا المبدأ انطلاقا من فرض شروط صارمة على أصحاب العيادات الخاصة بهدف التحكم في الانزلاقات والتجاوزات التي سجلت في الماضي. اعترف عمار تو وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الذي نزل ضيفا على حصة منتدى التلفزيون أول أمس أن سوء التنظيم الذي تعاني منه الاستعجالات الطبية يبقى من النقاط السوداء للقطاع، ويرى تو أن حل هذا المشكل سيتم عن طريق التنظيم وإنشاء هياكل أخرى على مستوى الطرق الكبيرة التي تشهد حوادث المرور وكذا خارج المستشفيات الكبيرة التي تعاني من الاكتظاظ، كما اعتبر بالمناسبة أن مشكل الاستعجالات الطبية من الصعب جدا التحكم فيه لعدم معرفة نوعية المرض مطمئنا بحله من خلال الربط بشبكة الانترنيت في إطار تسيير المواعيد الطبية وتوجيه المرضى. وبالنسبة للعيادات الخاصة التي تم غلقها أكد تو بأن هذه العيادات سجلت بها انحرافات مثل غياب سجلات المرضى والاختصاصيين وغرف العمليات لا تستجيب للقوانين كما أن أسماء الأطباء الذين يقومون بالعمليات غير معروفين في العديد من هذه العيادات. وفي سياق متصل أكد تو أن الوزارة الوصية تطبق على العيادات الخاصة نفس العقوبات التي تطبق على القطاع العام في حالة عدم احترام القوانين، حيث أشار إلى غلق بعض العيادات الخاصة لمدة محدودة في انتظار إصلاح أصحابها النقائص التي تم تسجيلها. وبالمقابل دعا إلى تدعيم وتشجيع الاستثمار في القطاع الخاص الذي لا يمثل في الوقت الراهن إلا نسبة 6 بالمائة من مجموع الهياكل الصحية بالجزائر، مع العلم أنه من أصل 574 ألف عملية جراحية التي أجريت سنة 2007 لم يساهم الخواص إلا ب 10 بالمائة. وفيما يتعلق باستدراك النقص الذي كانت تعاني منه مناطق الهضاب وولايات الجنوب أوضح تو بأن ايليزي وبشار وتندوف من بين الولايات التي استفادت من الأطباء الأخصائيين، مؤكدا بأن نسبة 60 بالمائة من الأطباء الذين تم تحويلهم إلى هذه المناطق سيستقرون بها لأن الدولة وفرت لهم كل الشروط الضرورية. أما بالنسبة للهياكل الصحية التي استفادت من تجهيزات طبية عصرية ولم تجد من يسيرها من اختصاصيين قال وزير الصحة أن وزارة التعليم العالي تكون كل سنة 45 طبيبا في مجال قراءة الصورة ونظرا للنقص في الميدان فان المهمة في الوقت الحالي تسند إلى الطبيب العام في انتظار تخرج المختصين. وردا عن انشغالات أحد مواطني سكان الجنوب الذي أثار مشكل وفيات الحوامل لبعد المسافات أو قلة الهياكل الصحية قال السيد تو بان هياكل جديدة في طريق الانجاز لاستدراك النقص المسجل مذكرا بان الجزائر سجلت تقدما كبيرا في مجال تخفيض وفيات الحوامل والأطفال دون سن الخامسة. وعرج وزير الصحة على عدة نقاط هامة أخرى مثل التكوين وصيانة التجهيزات التي أكد أنها أصبحت مضمونة بفضل تواجد الشركات الأجنبية المنتجة لها بالجزائر ولامركزية العلاج وتقريب الصحة من المواطن عبر هياكل صحية جديدة في إطار الخريطة الصحية، كما أشار إلى المجهودات التي بذلتها الدولة خلال السنوات الأخيرة لتحسين صحة المريض كما حيا مجهودات السلك الطبي وشبه الطبي وكل الفاعلين في القطاع رغم النقائص التي لازال يعاني منها القطاع معترفا بان الإصلاح ما هو "إلا في بدايته".