كذب المنجّمون ولو صدقوا "كذب المنجّمون ولو صدقوا"، أم صدق المنجمون ولو كذبوا، جدلية تظهر كل رأس سنة لتدحض كذب من أمرت الشرائع الدينية بهجران تنبؤاتهم وقطع اليد الطولى لهم في أحلام العصافير، خاصة بعد أن تبيّن أن أغلبهم يسطّرون التنبؤات التي تبعد النحس عن بلدانهم ويخصون أقطارهم بالأماني الجميلة من افتراض حدوث كل ما هو طيب بها كما هو الحال بين المنجمين حسن الشارني من تونس وسيد محمد علي من مصر. * فالأول تنبأ بتعرض الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله لمحاولة اغتيال ورحيل الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن الحكومة وعن الحياة بعد هزيمته السياسية، وكذا الموت لزعيم في المملكة العربية السعودية. * وتنبأ بتردي الأوضاع السياسية والاقتصادية في العالم بأسره وستظهر شخصيات جديدة وتتوارى أخرى في مشاهد مأساوية وستسيل الدماء يوميا في أفغانستان والعراق التي ستشهد حربا أهلية طائفية محدودة. سيعم الإرهاب في عدد من الدول. * وسيتم قريبا الإعلان عن وفاة شارون، وتحقق حماس مواقف سياسية ايجابية تحسب لها، وستكشف إسرائيل عن فضائح مالية ستطيح بوزيرها الأول. * وعرض في أخبار المغرب العربي إلى الجزائر التي ستشهد استقرارا أمنيا بعد القضاء على آخر أوكار ومخابئ الجماعات الإرهابية، وفاة شخصية سياسية مرموقة، وبلورة لبرامج جديدة لتنمية الاقتصاد. * في حين أن السنة الجديدة، التي تنبأ لها بالسوء على مختلف مناطق العالم ستكون سنة الأحداث الإيجابية في تونس، ولم يتحدث المنجم عن أي حدث ينتظره التونسيون من رحيل رئيسهم المعمر على كرسي السلطة مثلا، ولا عن أي عارض من العوارض التي يمكن أن تحل بأي بلد، كأن له صك غفران يتجاوز عن بلده كل ما هو سيء. * ولأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يستجب لتكهنات هذا المنجم للسنة الفارطة ولم يستسلم للموت استنادا على ما تنبأ به، فقد اختار له السنة القادمة مواجهة العديد من المشاكل ستمر عليه في شكل أيام وأسابيع سوداء، حتى لا تسقط أكاذيب منجمنا في المحيط الأطلنطي. * أما الثاني والمكنى فلكي الصعيد فقد توقع ما يتناسب هو الآخر وبلده من فوز المنتخب المصري بكأس إفريقيا للأمم وأن تشهد البلاد تغييرات واسعة في المناصب العليا وتشكيل حكومة جديدة وأن تثور مخاوف على حياة أحد القادة الكبار وحدوث تغييرات في مشيخة الأزهر وظهور قوانين جديدة تزيد من النزاعات بين الحكومة والمعارضة. * كما ستشهد المملكة العربية السعودية قلاقل من قبل من أسماهم ب(الخوارج) وقال إن موسم الحج القادم سيشهد اشتباكات دامية، وان تتغلب حكومة العاهل الملك عبد الله بن عبد العزيز على مثيري الفتن. * وذكر أن العام القادم سيكون بداية العد التنازلي لنهاية إسرائيل خلال 10 سنوات بداية من عام 2010، مشيرا إلى أن عمر إسرائيل هو 70 عاما مضى منها 60 عاما. * إنها التهيؤات التي تنتاب تجار المشاعر مطلع كل سنة، لإبطال العزائم وتشريد الذهان عن واقعها المعاش، فهنيئا لهم الشهرة التي حصدوها على عاتق سذّج يتتبعون أنباءهم بين الفينة والأخرى، ويعتقدون بها.