اتخذت قيادة الدرك الوطني بالناحية العسكرية الرابعة مؤخرا، جملة من التدابير والإجراءات الأمنية الخاصة بتأمين فعاليات الاحتفالات السنوية برأس السنة الميلادية الجاري تحضيرها ككل عام بمدينة تيميمون، 1200 كلم جنوب العاصمة الجزائر... * وقد علمت "الشروق اليومي" من مصدر مسؤول أن قوات خاصة من فرق الدرك الوطني التحقت بداية الأسبوع الجاري بإقليم مدينة تيميمون أو"الواحة الحمراء" كما يحلو للبعض تسميتها، في وقت تخضع فيه المدينة بكامل أحيائها الرئيسية -منذ أكثر من أسبوع- إلى حملة نظافة غير مسبوقة تركزت بوسط الأحياء الشعبية عبر تفعيل برنامج عمل يدوم مرتين في اليوم صباحا ومساءً وذلك من أجل إعادة تأهيل المنظر العام لواجهات الأماكن العمومية ومداخل الحارات العتيقة، التي لازالت تحافظ على حمرة لونها الترابي القاتم وطابعها التقليدي، الذي جعل منها محجا تقصده عشرات الأفواج السياحية من داخل وخارج الوطن، وأفادت مصادر من محيط فندق "الڤورارة" المهيأ منذ مدة للعب دوره القيادي في تسيير موقع الاحتفالات عبر تراب مدينة تيميمون أن فريق العمل المشترك بين مسيري الديوان الوطني للثقافة ومديرية التسيير السياحي بالجنوب عازم على تهيئة ظروف الراحة وتحقيق الغاية المنشودة لزوار المنطقة، بغية كسب المزيد من النقاط لدى الزبون الوطني والأجنبي، الذي طالما تغنى بجمال الصحراء ورمالها الذهبية، وذلك من خلال عرض وتسويق السياحة المحلية في ظروف ستراهن على كسب ثقة ضيوف الجزائر على اختلاف جنسياتهم، خاصة بعد أن عملوا هذه السنة على تغيير رحلاتهم السياحية التي اعتادت التوجه غربا، وهو اختيار ألزم إدارة تسيير احتفالات رأس السنة بالجنوبالجزائري على رفع الرهان من أجل تحسين مستوى العمل الميداني لجلب مداخيل إضافية من العملة الصعبة، خصوصا أن الظروف مهيأة في ظل التعزيزات الأمنية المتواجدة بإقليم المدينة تزامنا مع توافد قوافل السواح الأجانب الذين جعلوا "الواحة الحمراء" هذا العام قبلة لهم. * تجدر الإشارة إلى أن هذه الإجراءات الأمنية المشددة تعد الكبيرة منذ العشرية الدموية في التعاون بين مختلف مصالح الأمن، نظرا لحجم التدفق البشري الوافد إلى مناطق الجنوب عموما، واستقطاب مدينة تيميمون خاصة هذه السنة وعلى غير العادة عشرات الأفواج السياحية التي فضلت قصور الڤورارة وأجواء مناطق توات الدافئة عن أهرامات أبي الهول ومستكشفات منارة الإسكندرية الحديثة التي ألغت الوكالات السياحية المعتمدة في أرض الوطن جميع رحلاتها إليها، وقد كشفت ذات المنابع أن هذا التعاون يندرج في إطار خطة عمل ستفرض قواعد أمنية صارمة على جميع التنقلات من والى مدينة تيميمون، سيتم إعلام الجهات ذات الصلة بفحواها في الساعات القليلة المقبلة، وعلى ضوء ما تم تحضيره من إجراءات وقائية تجنبا لأي طارئ محتمل، فإن أوامر صارمة قد أعطيت لقوات الأمن الرابضة بإقليم المدينة للضرب بقوة من أجل فرض الانضباط وتمرير التدابير التي ستضمن أمن وسلامة السواح، حيث تشدد هذه التدابير الظرفية على ضرورة التعاون الأمني المشترك بين مصالح الأمن ورجال الدرك عبر التنسيق الميداني الممتد إلى مختلف الجهات الأمنية بالمنطقة لسد الثغرات وضمان تغطية شاملة لضيوف الجزائر، خاصة في ظل تطور مستوى الخطر وبروز أشكال جديدة من التحركات الإجرامية التي باتت تهدد باختطاف الأجانب، وهو الملف الذي جاهدت الجزائر إلى إقناع المجتمع الدولي بضرورة مكافحته من خلال تجريم دفع الفدية للجماعات الإرهابية التي انتقلت إلى شكل جديد بغرض تمويل عملياتها وتأمين موارد إضافية عن طريق الابتزاز والمساومة.