دخل المخطط الأمني التقليدي الخاص بشهر رمضان حيز التنفيذ مبكرا هذه السنة على خلفية الاعتداءات الانتحارية التي تم تكثيفها خلال الأسابيع الماضية وخلفت حصيلة ثقيلة وعلمت الشروق اليومي أن مختلف أجهزة الأمن تبنت إجراءات أمنية وقائية لإحباط أي مخططات إرهابية تستهدف الجزائريين في الأسواق والمساجد وأماكن الترفيه التي ستعرف تشديد الرقابة الأمنية على مداخلها مع تجنيد عديد من أفراد الأمن بالزي المدني وتكثيف الحملات الأمنية والتفتيش الجسدي ومراقبة حركة المرور مع تأمين المقابلات الرياضية التي ستجرى في العاصمة والبليدة يومي الخامس و الحادي عشر سبتمبر المقبل * وقال مصدر أمني مسؤول سألته "الشروق اليومي" عن الإجراءات الأمنية التي تم اتخاذها لتأمين شهر رمضان الكريم قبل حوالي أسبوع من حلوله، إن المخطط الأمني لمواجهة التهديدات الإرهابية الذي تم اتخاذه منذ بداية الاعتداءات الانتحارية ويتم تعزيزه تدريجيا "يبقى ساري المفعول" لكنه حرص على التأكيد على اتخاذ تدابير إضافية حسبما تمليه المناسبة التي تعرف حركة نشيطة في الأسواق والسهرات الليلية والطرقات، إضافة الى استغلال هذه المناسبة من طرف شبكات التهريب وعصابات الإجرام والجماعات الإرهابية لتكثيف نشاطها. * وعلق مصدر أمني آخر على صلة بملف مكافحة الإرهاب على ما ورد في البيان الأخير للتنظيم الإرهابي "الجماعة السلفية" الذي أعلن عن وقف "الإعتداءات الإنتحارية التي كانت انتقاما للقضاء على 12 إرهابيا بتيزي وزو"، أن هناك احتمالين لهذا القرار "قد يكون التنظيم استنفد المواد المتفجرة والسيارات في الإعتداءات الأخيرة وقرر التراجع لإعادة ترتيب خلاياه، لكن مصدرنا لا يستبعد أن تكون محاولة من التنظيم الإرهابي لتضليل أجهزة الأمن"، قبل أن يؤكد "تلقى جميع العاملين في مختلف المصالح تعليمات للتحلي باليقظة والحذر وتكثيف المراقبة".وعلمت "الشروق اليومي"، أن المديرية العامة للأمن الوطني جندت أفراد مختصين في الأمن والتدخل تابعين للشرطة القضائية لتأمين المواقع الحساسة والأماكن التي قد يتم استهدافها، كما انطلقت في نشر أفرادها بالأسواق التي تعرف حركة هذه الأيام، وتم تجنيد عديد من الأعوان المدنيين كما تم تكثيف نقاط المراقبة والتفتيش بالمداخل المؤدية الى المدن الكبرى خاصة شرق وغرب العاصمة مع تكثيف المراقبة الإلكترونية بواسطة أجهزة الكاميرا التي تقوم بمسح الشوارع الرئيسية وحركة السيارات بالتنسيق مع الدوريات المتنقلة التابعة للشرطة والدرك لتسهيل حركة المرور في هذا الشهر الذي يعرف ازدحاما وأيضا لضمان التدخل الفعال والسريع مع تجنيد مروحيات تابعة للأمن والدرك لضمان التغطية الجوية يوميا وطيلة فترة الليل خاصة أثناء الإفطار، حيث تقل الحركة ويمكن استغلالها من طرف الإرهابيين للتسلل أو وضع متفجرات. * وشمل المخطط الأمني بيوت الله حيث سيتم تطويقها أمنيا من خلال نشر رجال الأمن وعرباتهم بمحيطها "لا يستبعد أيضا استهدافها من طرف هؤلاء الذين ينتمون للتيار التكفيري وأيضا اعتماد الطريقة العراقية"، وتمتد الرقابة الى أماكن التسلية التي تعرف توافدا كبيرا من طرف العائلات خلال السهرات الرمضانية. * * تنسيق بين القيادتين العسكريتين الأولى والخامسة وتفعيل العمل الإستعلاماتي * * ميدانيا، تواصل قوات الجيش عملياتها العسكرية في أهم معاقل الإرهاب خاصة شرق ووسط البلاد، حيث تم تعزيز ولاية تيزي وزو بحوالي 2600 عسكري لتمشيط المعاقل الرئيسية "للجماعة السلفية".وعلمنا أن قوات الجيش تدعمت بأجهزة سكانير متنقلة (محمولة) قصد التمكن من كشف المتفجرات التي قد يحملها بعض الأشخاص بواسطة الحقائب اليدوية أو حتى في الصندوق الخلفي للسيارات. * وكانت قوات الجيش قد انتشرت في مدخل ولاية بجاية، حيث تم تعزيز نقطة تواجدها بمنطقة ادكار المؤدية إلى غابات أكفادو التي تعتبر حصنا للجماعات الإرهابية، بالإضافة إلى تمركزها على مستوى منطقة "تاخوخت" بتيزي وزو المؤدية الى مناطق تاسافت وبني دوالة التي تقعان أسفل جبال جرجرة وهي مناطق معروفة بأحراشها وكذا بوعورة مسالكها الجبلية. * * وقصد ملاحقة الإرهابيين في معاقلهم، وسعت قوات الجيش عملياتها العسكرية المناطق الحدودية لولاية البويرة أهمها تيزي غنيف وذراع الميزان، وصولا إلى بوغني ومعاتقة وكذا إعكوران، الواقعة على الطريق الوطني رقم 12 باتجاه ولاية بجاية، وقد تم استعمال مروحيات عسكرية حربية مع تكثيف القصف الجوي. * * وعلمت "الشروق" من مصادر عسكرية متطابقة، أن قيادة كل من الناحية العسكرية الاولى والقيادة العسكرية الخامسة تعمل بالتنسيق لفرض حصار على منطقة القبائل التي يتحصن فيها الإرهابيون، خاصة خلال شهر رمضان، وستفرض حواجز عسكرية قارة في المنطقة بالإضافة إلى تلك الموجودة أصلا منذ عدة سنوات كما سيتم اعتماد الحواجز المتنقلة التي أثبتت نجاعتها ميدانيا. * * ويتابع كل من قائدي الناحيتين العسكريتين الأولى والخامسة عمليات التمشيط والحصار المفروض على الجماعات الإرهابية، كما يجري التنسيق بين مختلف القطاعات العسكرية العملياتية في إطار تبادل المعلومات حول التحركات الإرهابية بعد نجاح العمل الاستخباراتي في القضاء على النواة الصلبة للتنظيم مؤخرا تضم 12 عنصرا قياديا باعتراف قيادة التنظيم الإرهابي نفسه الذي أدرج الإعتداءات ضد المدنيين ضمن حملة الانتقام لهؤلاء.